29.1 C
Amman
الإثنين, يونيو 23, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالات"الاحزاب" والدور الوطني المأمول

“الاحزاب” والدور الوطني المأمول

المستقل – كتب : علي الدلايكة

يمر الوطن في ظروف استثنائية تتعقد وتتداخل يوما بعد يوم، لذلك تتطلب مزيداً من التعبئة الوطنية وتتطلب توجيه الجهود والطاقات وتوحيدها نحو مصالح الوطن العليا وهذا يحتاج الى تعزيز وتحصين الجبهة الداخلية بالمزيد من الوعي والحكمة والحذر والانتباه.

جلالة الملك عبدالله الثاني قبل ايام التقى ببعض النخب وتحدث لهم عن مجريات الاحداث وموقف الاردن الوطني واهمية حماية سيادة الوطن جوا وبرا وبحرا واهمية ان يعي كل اردني واردنية ذلك واننا لسنا طرف في النزاع الدائر بين ايران واسرائيل سيما وان هذا الصراع قائم على تنازع وتصارع المصالح المتعلقة بهما مع تأكيده اننا ضد الاعتداء والهجوم من قبل اسرائيل على ايران وان ذلك خرقا للاعراف والقيم الدولية.

هناك البعض من لا يدرك ذلك او انه لا يريد ان يدرك ذلك وهناك من ينجر عاطفياً ويتخندق تبعا لذلك حيث الخلط بين ما هو كائن وما يجب أن يكون تبعا لاسباب ومسببات الصراع سيما واننا اصبحنا نشاهد ونسمع ونقرأ الكثير مما يجانب الواقع ويجافي الحقيقة ومنها ما هو موجه مقصده والهدف منه النيل منا ومن وحدتنا ومواقفنا الواضحة الصريحة المنحازة الى الوطن والامة جمعاء ولا يزاود علينا احد بها في الاعلام بصوره واشكاله المتعددة ومن على وسائل التواصل الاجتماعي.

لذلك يجب ان لا يترك الرأي العام تائهاً ورهينة لتحليلات البعض وتوجهات البعض وان لا يملأ الفراغ ممن لا يملك الفكر الوطني الواعي وممن يعمل بانجدات خارج مصلحة الوطن او يضمر لنا ولجبهتنا الداخلية سوءً بخلط الاوراق وايجاد مادة للتناكف والتشتيت والتي قد تتطور الى تخندقات خارج خندق الوطن. لذلك اين هي الاحزاب وما تضم من قامات ونخب ومفكرين وسياسيين وامنيين ورجال دين وقادة للرأي بان يأخذوا دورهم المأمول في القيام بواجبهم الوطني والسياسي والتوعوي؟

اين هم من قواعدهم وكوادرهم وعلى امتداد الوطن من اللقاء بهم والاتصال والتواصل معهم في اماكنهم وفتح حوارات ونقاشات توضح الحالة العامة للوطن وتوضح الاسباب والمسببات لما يحدث ؟ اين مكان الاردن في ذلك وما هو مطلوب منا تجاه ذلك وتوضيح الجهود الدبلوماسية والتحركات السياسية الاردنية والتي يقودها جلالة الملك والتي عنوانها العريض والصريح خفض حدة التوتر والتصعيد في المنطقة والذهاب الى الحوار والتفاوض ومعالجة واقع الحال بالطرق السلمية وضرورة وضع جميع الملفات على طاولة الحوار وفي مقدمتها واهمها الحل الدائم والشامل للقضية الفلسطينية والتي هي اساس الصراعات والتوترات بالمنطقة وسببها.

على الاحزاب وعلينا جميعا ان نعظم الدور الكبير لجيشنا العربي المصطفوي واجهزتنا الامنية المحترفة وبسالتها في تأدية واجبها المقدس وضرورة مساندتها والتخندق معها بخندق الوطن.

هذة الظروف غير المسبوقة بحدتها وحساسيتها وانعكاساتها وتفاعلاتها على المنطقة بمجملها وعلينا تحديداً يجب ان تكون كفيلة بان تستنفر جهود الاحزاب وتستفزها وتحركها من تلقاء نفسها لانها يجب ان تستشرف الخطر وتقدر الموقف وكيفية التعامل معه.

على الاحزاب ان تشكل خلية ازمة تكون قادرة وحصيفة في ادارتها وفي التعامل مع الاحداث ومجرياتها فكريا وسياسيا وامنيا ووطنيا ولوجستيا وان تحدث تعبئة وطنية عامة للشعب الاردني تعزز مواقفه وصموده ومنعته.

هي خطوة ضرورية وملحة لا تحتمل التراخي والركون والبقاء في وضع البيات والسكون وان تظهر جدية مطلقة بذلك واقعاً عملياً بعيداً عن البروتوكولات المعهودة.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا