المستقل – الاعلامية نور القطاونة عرف عنها ثقافتها واطلاعها الواسع وبشاشة وجهها، وهي من الوجوه الأردنية الشابة المحببة على سواء على ميكرفون اذاعة صوت الكرك أو على موقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، نالت شهرة واسعة على مواقع التواصل الاجتماعي، فهي ناشطة وذات صوت جريء.
عرفت عند الناس كقطعة ياقوت جنوبية لهذا فهي دائمة البحث عن تلك المواضيع التي تتعلق بتسليط الضوء على المبدعين من الشباب والفتيات في المجالات المختلفة.
في داخل نور القطاونة طاقة إيجابية ورغبة في تخصيص وقتها لمساعدة الآخرين لأن هذا المسار يبعث في قلبها فرحاً وعلى وجوه من تساعدهم الابتسامة.
تسعى لنشر رسالة الإيجابية قولاً وفعلاً من خلال شبكات التواصل الاجتماعي الخاصة بها ومن خلال دورها كمذيعة.
لا تؤمن بالأحلام بل بوضع الأهداف والاجتهاد لتحقيقها، وتسأل الله التوفيق في تحقيق الجزء الآخر من امنياتها.
دائما ما تؤكد نور على الاهتمام بتمكين الشباب اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا، ودعم الرياديات والرياديين، والدفع بهم إلى دائرة الضوء، بالإضافة إلى اهتمامها الشديد بحقوق الإنسان بشكل عام وحقوق المرأة بشكل خاص.
وهاهي أنثى تأتي إلى الواقع لتضع نفسها بين أخواتها كاتبات السرد، فتاة من الكرك، لتدخل في عالم ليس له قرار بعيد عن عالم النسيان لتضع نفسها أمام الواقع الذي تعيشه الأنثى.
شابة ترى الواقع من خلال ما يسمع فهي تصغي المذيعة الرائعه لصوت موهبتها الحاضرة وتستجيب لنداء كيانها الأنثوي لتعبر عن هموم حقيقية جعلت من فضائها السردي افقأ مرآويا يعكس مباهج وتشظيات الذات، ليكون الميكرفون بين يديها طقسا من طقوس الوجد الذي يعكس عالم الأنثى المرهف، فهي متمردة عن واقعها بكل مافيه من حلو ومر فالواقع لديها إما إن يكون وإما إلا يكون.
نور القطاونة منجز إعلامي فريد من نوعه بزغ في صورته المُثلى بعد اشتغلت عليه وقدمته اعلامية نهمة، ومفكرة جريئة، وكاتبة ذات قلم مرهف الأحاسيس وروح استثنائية استطاعت التسلل بخفة ورشاقة إلى عقل وقلب المستمع والمشاهد العربي.
إستطاعت ورغم صغر سنها تحقيق تلك المُعادلة الصعبة في شخصيتها فظهرت بثوبها الأردني جامعة الألق من اوسع ابوابه ولتظهر في ثوب ذو مذاق إنساني وأجتماعي مشوق بعيداً عن المجاملات، وهو ما نجحت درة اذاعة صوت الكرك في تجاوزه بتقديمها عملاً يكون في متناول الجميع، المستمع العاشق للخبر، او المستمع العادي
رفضت نور ما يسمى (البرمجة العقلية)، ورفضت الانتماء للثقافة المجتمعية النمطية، فقدمت نماذجًا حُرة الروح، تستحق أن تكون قدوة لكفاح مجتمعي، وإنساني، وفكري، وإبداعي. يقتبس من حكاياتها وقودًا معنويًا لخطواته فيشجع ترددها، ويؤكد على صحة وجهتها.
اكتشفت نور أن الفضاء رحب ، بما تملكه من روح وكيان ووجدان مهما تغير عليها من عقود، ومهما بعدت المسافة بين المكان أو الزمان، وهو تنوع رؤيتها واختلافها تصنع الكلمات قدر ما تصنعه المعرفة والشغف إلى تقديم شيء جديد لهذا العالم.
نور من الشخصيات المكافحة الملهمة التي بدأت من الصفر، لا بل من تحت الصفر لتتجاوزه وتنتصر على عقباته، وقد بدا ذلك واضحاً في اختلاف مشاربها وتوجهاتها التي تجمع بين صفات معنوية طبعت بصماتها على كيانها فميزتها بين بقية من ظهرن على السمع بثقة واعتداد بالنفس، كيف لا وهي الروح التواقة للكمال قدر المستطاع، والأحاسيس المرهفة، والنفس الأبية العزيزة التي لا تقبل الضيم أو النفاق، والشغف تجاه المعرفة والسعي في طلبها من كل طريق، والشعور بالغربة الداخلية الموجعة تجاه ما يحدث في مجتمعنا العربي من أخطاء.
أضافت نور حلمي القطاونة إلى تجربتها خصوبة معرفية وإنسانية ضاعفت من كنوز شخصيتها، إلى الحد الذي استحقت أن اكتب عنها في رؤية تحليلية منفردة لحكاية شخصية كانت ولا زالت ملهمة للكثير من بنات جيلها، وذلك جزاء لما قدمته لـ”صورة الفتاة الإعلامية الأردنية” والتي اثبتت أن نضج شخصيتها الاستثنائية كان من أهم أسباب حضورها على أكثر من صعيد.
ان حكاية نور التي تجمع بين صور البهجة والسلام والأمل، كانت سببا في الغوص في سطور حياتها لنكتشف عالمًا جديدًا نعيش أيامه مع صبايا قدمن الكثير، واستحقن أكثر من كثير.
نور القطاونة ابنة ذلك الرجل الصبور الذي علمها ان لا حاجة لها عند مخلوق وان الله معها دائما فهو احد اقدارها السعيده، الذي سبقى لها لباس فخر طوال حياتها.
نور ابنةُ رجلٍ علّمها أن تكون مؤمنة بإرادة الله وثابتة في محبته وطاعته، علمها أن تحترم كل الناس مهما اختلفوا عنها، علّمها ألاّ تحكم على أحد وألاّ تجرح بكلامها ولا بفعلعا، علّمني أن تتفهم ظروف غيريها.
نور ابنة رجل لا يثرثر بل يقدّم بتصرفاته وتوازنه أرقى الدروس والعِبر، نور ابنة رجلٍ مستقلّ جعلها تفهم معنى الوطنية وعشق تراب الوطن، رجل علمها ان الكرامة لا ثمن لها وان الحرية مسؤولية والثقة كنز والانضباط قانون، وأن عزّة النفس اغلى ما أملك.
الاعلامية نور القطازنة