42.1 C
Amman
الثلاثاء, أغسطس 12, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالاتالجواب لمن افترا في مسرحية بترا

الجواب لمن افترا في مسرحية بترا

المستقل – بقلم خلدون ذيب النعيمي

سعدت في نهاية الاسبوع الماضي بمشاهدة مسرحية بترا للرحابنة والتي قدمت على احدى الفضائيات العربية بالتزامن مع رحيل الفنان زياد الرحباني ملحن مقدمة المسرحية ونجل بطلتها السيدة فيروز ، والمسرحية تقدم مرحلة مهمة من تاريخ الدولة النبطية التي امتدت من تيماء جنوباً الى دمشق شمالاً ومن نواحي مصر غرباً الى الفرات شرقاً وكانت عاصمتها مدينة البتراء ، حيث كانت محاولة الرومان اخضاع العرب الانباط وتدمير مملكتهم الوليدة التي رأوا فيها خطراً على نفوذهم في الشرق فلجأ عملائهم الى خطف ابنة الملك الحارث الرابع النبطي اثناء وجوده على الجبهة وذلك لمساومته على الانسحاب والاعتراف بالهزيمة ، ولكن زوجته الملكة “فيروز” التي كانت تسير شؤون البلاد في غياب زوجها ترفض مقايضة دماء جنود جيشها الذين ارتقوا في الميدان بسلامة ابنتها ، وعندما عاد زوجها الحارث الرابع منتصراً علم ان ثمن الانتصار هو التضحية بفلذة كبده .

بترا المسرحية التي بدأ عرضها على مسرح البكاديلي البيروتي عام 1976 و مسرح مهرجان دمشق الدولي بعد ذلك كانت مسارح عمان هي النابضة بأحداثها وعروضها  شانها شأن مسرحيات الرحابنة الاخرى التي اتخذت من الاردن منطلقاً لها بسبب اندلاع الحرب الاهلية اللبنانية، وبترا المسرحية تتحدث بكل انفة عن عزة الامة والانسان العربي الاردني ممثلاً بالأنباط في مواجهة العدوان ورفض المساومة على الثوابت مهما كان الثمن غالياً فضلاً عن ابراز اهمية التضامن العربي ممثلاُ وقتها بالتجار الوافدون لبترا بسبب حالة الامان والاستقرار فيها ، فكان وافدوها من تجار عجلون ولبنان ومصر وبابل وغيرها الذين يتفقون على اهمية الحفاظ على مقدرات بترا في وجه اعدائها .

بترا المسرحية تحدثت وتتحدث منذ نصف قرن عن هذا الوطن وانسانه المعتز بأرثه وتراب ارضه وقداسة قضيته ، وهي ليست الوحيدة المتحدثة هنا فمن قبلها ميشع المؤابي في مسلته الشهيرة وبعدها الغساسنة العرب الذين وقفوا مع عمومتهم العرب المسلمين ضد ابناء ديانتهم الروم  وايضاً العشائر الاردنية التي رافقت صلاح الدين الايوبي في حطين لتحرير بيت المقدس ، وهي نفس العشائر التي اقامت مؤتمر ام قيس رفضاً لوعد بلفور وسالت دماء ابنائها للدفاع عن عروبة فلسطين وصولاً للجهد الاردني الانساني والدبلوماسي الحالي الذي يشرف عليه الملك شخصياً لمساعدة الاهل في غزة ، الأمثلة اكثر من ان تذكر ولكن بترا المسرحية بعفوية الدراما فيها وجزالة صوت واداء الرحابنة نقذفها بوجه كل من افترى على مواقف الاردن فيدمغ الحق الباطل هنا بالبينات والدلائل التي تؤيدها وقائع التاريخ .

بترا المسرحية تبعث رسالتين في وقتنا هذا لمن افترى على الاردن جهلاً او حقداً احداهما بصوت فيروز التي شبهت انفة وعزة النبطي الاردني بقولها “شبهتك بعجلون ، بالثلج الابيض في حرمون ، بأرزة من لبنان”: أن خاب غيظكم وغبائكم فالتاريخ ومواقفه من يتحدث ، اما الرسالة الثانية لفضاءاتنا الاردنية الاعلامية العام منها والخاص : أن حقا نفتقد عرض بترا المسرحية على شاشاتكم في هذا الوقت بالذات ، ننتظرها منكم كرسالة وطن .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا