26.1 C
Amman
الثلاثاء, يونيو 10, 2025
spot_img
الرئيسيةسياحة وسفرالسياحة الأردنية في عهد الملك عبدالله الثاني.. نهضة شاملة ونمو مستدام

السياحة الأردنية في عهد الملك عبدالله الثاني.. نهضة شاملة ونمو مستدام

المستقل – في ظل قيادة جلالة الملك عبدالله الثاني، شهد القطاع السياحي في الأردن نقلة نوعية وتطورا شاملا جعله أحد الركائز الأساسية للاقتصاد الوطني، حيث تبنت المملكة استراتيجية تنموية طموحة ارتكزت على تنويع المنتج السياحي، وتحسين البنية التحتية، وتعزيز الاستثمار في المواقع الأثرية والطبيعية الفريدة التي تزخر بها المملكة.

وباهتمام مباشر من جلالته، أصبحت السياحة أداة فعالة لتعزيز الصورة الإيجابية للأردن عالمياً، وجذب السياح من مختلف أنحاء العالم، ما ساهم في توفير فرص العمل، وتنشيط المجتمعات المحلية، وتعزيز الإرث الثقافي والحضاري، لا سيما وإن ما تحقق في هذا القطاع خلال السنوات الماضية هو انعكاس واضح للرؤية الملكية المستنيرة التي تؤمن بأن السياحة ليست فقط اقتصاداً، بل جسراً للتواصل الحضاري والتنمية المستدامة.

ومنذ تسلم جلالة الملك سلطاته الدستورية عمل على تحويل الأردن إلى نموذج يحتذى به في المنطقة، من خلال تعزيز مسيرة التنمية الشاملة والمستدامة، حيث كانت التنمية السياحية المستدامة أحد الركائز التي حث جلالة الملك الحكومات المتعاقبة عليها.

وحظيت السياحة في المملكة باهتمام ملكي كبير لأهميتها من الناحية الاقتصادية وتأثيرها على الحد من البطالة ورفع مستويات الرفاه الاجتماعي، لذا تنصب توجيهات جلالته على ضرورة توفير كافة الإمكانات والتسهيلات اللازمة للنهوض بالصناعة السياحية وجعلها متقدمة ومتميزة وجاذبة، تعكس ما يمتلكه الوطن من مقومات تاريخية وبيئية وثقافية.

وعلى ضوء هذه التوجيهات، عملت وزارة السياحة والآثار مؤخراً على مواءمة خططها بما يتوافق وينسجم مع رؤية التحديث الاقتصادي (2023-2033)، حيث تم التركيز فيها على أكثر القطاعات ذات الأولوية الاقتصادية ومنها القطاع السياحي ضمن محور “الأردن كوجهه عالمية”، حيث تعمل الوزارة على تحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي خلال الفترة (2023-2033) لتوفير 99 ألف فرصة عمل في قطاع السياحة، وتحفيز الاستثمار في القطاع السياحي، وزيادة الدخل السياحي.

وفيما يتعلق بنتائج تحقيق مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي الخاصة بالقطاع السياحي ضمن محرك (الأردن كوجهة عالمية)، فقد حقق الدخل السياحي ما نسبته 100.6% من مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي، وبلغت نسبة عمالة القطاع السياحي 105.4% من مستهدفات رؤية التحديث الاقتصادي.

وقامت الوزارة، بصياغة خطة إستراتيجية وطنية (قطاعية) بالتشارك مع جميع الشركاء المحليين في القطاع (2021-2025)، وعملت على تحديث الخطة الاستراتيجية القطاعية لوزارة السياحة بما يتواءم مع رؤية التحديث الاقتصادي.

وحقق القطاع السياحي نمواً ملحوظاً في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، بحجم فاق المستهدفات الموضوعة سنوياً، حتى وصل خلال الأشهر الخمسة الأولى من عام 2025 إلى عديد الإنجازات، ومنها وصول عدد الزوار الدوليين إلى نحو 2.7 مليون زائر دولي، ووصل الدخل السياحي خلال الثلث الأول من عام 2025 إلى نحو 1.721 مليار دينار أردني، لتبلغ مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي نحو 13.5 بالمئة.

ووصل عدد العمالة في القطاع السياحي إلى ما يزيد عن 57 ألف فرد يعملون بدوام كامل، وذلك في زيادة ملحوظة في عدد الإناث العاملات في القطاع السياحي ليصل عددهن إلى 7.728 عاملة، وذلك ضمن جهود الوزارة في إدماج المرأة في القطاع السياحي.

كما بلغ عدد المنشآت السياحية إلى ما يزيد عن 3.706 منشأت سياحية (924 فندقا، و 1.316 مطعما، 883 مكتبا سياحيا، 583 فعاليات أخرى)، وزادت أعداد الغرف الفندقية وخاصة في مدينة العقبة والبترا ووادي رم، لتصل ما مجموعة في المملكة إلى أكثر من 36 ألف غرفة.

وفي إطار الاعتراف العالمي وتطوير المواقع السياحية والتراثية، حققت وزارة السياحة والآثار إنجازات بارزة على مستوى الاعتراف الدولي بالمواقع الأردنية، حيث تم تسجيل خمسة مواقع أردنية ضمن قائمة التراث العالمي في عهد جلالة الملك عبدالله الثاني، من أصل 7 مواقع في المملكة، وهي: أم الرصاص (2004)، وادي رم (2011)، موقع المغطس (2015)، السلط (2021)، وأم الجمال (2024).

وفي سياق متصل، تم إدراج 13 موقعًا أردنيًا على القائمة التمهيدية لمواقع التراث العالمي، وذلك على النحو التالي: عام 2001 أُدرجت مواقع القسطل، ملاذ أجيوس لوط، قلعة الشوبك، قصر بشير، طبقة فحل، قصر المشتى، مدينة حرثا، وأم قيس؛ وفي عام 2004 أُدرجت مدينة جرش الأثرية؛ ثم محمية ضانا، الأزرق، ومحمية الموجب عام 2007؛ وفي عام 2019 الحره الأردنية؛ وأخيرًا محمية العقبة البحرية عام 2023.

كما تم تسجيل خمسة عناصر من التراث الثقافي غير المادي (UNESCO Intangible Cultural Heritage)، تضمنت عناصر ثقافية أردنية تمثلت في: البدو في البترا ووادي رم (2008)، السامر (2018)، والمنسف (2022)، إضافة إلى عناصر ثقافية مشتركة مع عدد من الدول العربية، وهي: الخط العربي (2021)، وملف النخلة (2022).

وتم اختيار كل من موقع أم قيس وقرية السلع ضمن قائمة أجمل القرى السياحية في العالم (Best Tourism Village UNWTO) لعام 2023، كما تم إدراج مدينة البترا كواحدة من عجائب الدنيا السبع عام 2007.
كما تم اعتماد موقع المغطس كموقع حج مسيحي عالمي، وأُدرجت خمسة مواقع حج مسيحي من قبل الفاتيكان، وهي: المغطس، جبل نيبو، مكاور، كنيسة سيدة الجبل، وتل مار الياس.

وجرى إعلان الأردن واعتماده كمقصد إقليمي للسياحة العلاجية والاستشفائية في عام 2023، وحصلت مادبا على لقب عاصمة السياحة العربية لعام 2022، وإربد على لقب عاصمة الثقافة العربية في نفس العام، كما فاز الأردن برئاسة اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط، التابعة لمنظمة السياحة العالمية (UNWTO)، لمدة عامين.

وفي محور العلاقات الدولية، تم توقيع 26 اتفاقية تعاون و13 مذكرة تفاهم و28 برنامجًا تنفيذيًا مع الدول الشقيقة والصديقة لتعزيز التعاون في المجال السياحي، كما استضافت المملكة الاجتماع الـ49 للجنة الشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة (منظمة السياحة العالمية سابقًا)، الذي أُقيم بتاريخ 7 حزيران 2023.

وشهد المحور الدولي، تنفيذ مشروع (محط الأنظار 2022) مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة، والخاص بتمكين المرأة، إلى جانب المشاركة في قمة الشباب التي أقامتها منظمة الأمم المتحدة للسياحة في إيطاليا، كما وترأس الأردن المجلس الوزاري العربي للسياحة في جامعة الدول العربية، والتي انبثق عنها تقرير وقرارات لغايات تنفيذها من الدول الأعضاء، بالإضافة إلى أن الأردن ترأس اللجنة الإقليمية للشرق الأوسط في منظمة الأمم المتحدة للسياحة للأعوام 2023–2025.

وفي السياق نفسه، ترأست المملكة اللجنة الفنية للسياحة في جامعة الدول العربية عام 2023 في الاجتماع العاشر، كما شاركت المملكة في لجنة شؤون عضوية الانتساب في منظمة الأمم المتحدة للسياحة.

وفي خطوة داعمة للاستثمار، تم إصدار دليل الاستثمار في المملكة بالتعاون مع منظمة الأمم المتحدة للسياحة عام 2024.

وفيما يتعلق بمحور التحول الرقمي، تم إطلاق لوحة تحكم المؤشرات السياحية وتفعيل التذكرة الإلكترونية في المواقع السياحية والأثرية، كما تم إطلاق منصة التذكرة الموحدة (Jordan Pass)، ومنصة أردننا جنة، إلى جانب إطلاق منصة الترخيص الإلكتروني، وبناء نظام الإحصاء السياحي الإلكتروني لربط جميع البيانات من القطاع مع الوزارة.

وفي محور تطوير المنتج السياحي، تم استحداث وتطوير (11) مركز زوار في جميع أنحاء المملكة، بالإضافة إلى استحداث مركز سياحة للاستكشاف والتحدي في الشوبك، كما تم تأهيل المواقع السياحية لاستقبال الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن مشروع السياحة الميسرة، وإعادة تأهيل العديد من المواقع السياحية مثل أم الرصاص وأم الجمال ومكاور.

وفي سياق دعم السياحة الداخلية، تم إطلاق برنامج “أردننا جنة”، حيث بلغ عدد المشاركين في البرنامج في عام 2024 نحو 311 ألف مشارك، ومنذ انطلاقه بحلته الجديدة في 24 نيسان 2025 وحتى 20 من شهر أيار الماضي، بلغ عدد مشاركيه نحو 35 ألف مشارك.

كما تم إنشاء مراكز تدريب الحرف اليدوية في عدة محافظات، كذلك تم تسويق وترويج منتج السياحة الدينية المسيحية الذي يتمتع به الأردن في الأسواق العربية والأجنبية، حيث قام قداسة البابا بزيارة الأردن ثلاث مرات، وإعلان خمس مواقع حج مسيحي.

وضمن محور التشريعات، جرى العمل على تعديل قانون السياحة الصادر عام 1988 وتم تعديله (3) مرات وانبثق عنه (15) نظاما، (4) تعليمات، والعديد من القرارات، وتعديل قانون حماية التراث العمراني والحضري لسنة 2005 وانبثق عنه (1) نظام، (1) أسس، (1) قرار، وتعديل قانون الاثار وتعديلاته لسنة 2005 وانبثق عنه (6) أنظمة وقرار واحد.

وفي الحديث عن جهود وانجازات دائرة الآثار العامة، في عهد جلالته، واصلت الدائرة جهودها في حماية وتوثيق الإرث الأثري الوطني، حيث تم تسجيل العديد من المواقع على قائمة التراث العالمي والإسلامي، من بينها: موقع أم الرصاص الأثري، موقع وادي رم، موقع المغطس الأثري، مدينة السلط التراثية، قلعة عجلون، مسجد القسطل، قصير عمرة، ومدرسة الكرك، كما شاركت المملكة في إعداد المواثيق الدولية ذات الصلة، ومنها ميثاق حماية الآثار البيزنطية (ميثاق سالونيكي) عام 2017.

وفي مجال التوثيق، قامت الدائرة بإنشاء وتطوير قواعد البيانات للمواقع الأثرية، من أبرزها موقع ميقا جوردان MEGA JORDAN الذي يوثق إحداثيات أكثر من 15 ألف موقع أثري، إلى جانب تنفيذ مشروع حماية التراث الثقافي لتوثيق القطع الأثرية في المتاحف، وإطلاق نظام إلكتروني لمكتبة الدائرة.

وشهدت البنية المتحفية تطورًا ملحوظًا بإنشاء عدد من المتاحف، منها: متحف آثار عجلون، متحف دار السرايا، متحف أخفض مكان الأثري، متحف قصر الحلابات، متحف فينان، متحف أم الجمال، متحف الطفيلة، ومتحف الأردن.

وأنجزت الدائرة أعمال صيانة وترميم شملت 21 موقعًا أثريًا، إلى جانب ترميم 16 كتابًا من الكتب النادرة، وفي عام 2023، تم تأسيس المركز الإقليمي لحفظ المقتنيات (نويجيس).

وعلى صعيد الاكتشافات، تم العثور على أقدم عينات دم في العالم في الأزرق، وأقدم رغيف خبز في عام 2018، إضافة إلى اكتشاف أقدم تماثيل بشرية، ومدفن بيت راس، والحمام الروماني.

وفيما يتعلق بجهود هيئة تنشيط السياحة وانجازاتها، نفذت الهيئة حزمة من المبادرات النوعية التي ساهمت في رفع مكانة الأردن كوجهة سياحية عالمية، من أبرزها إطلاق الهوية السياحية الجديدة “مملكة الزمن – Kingdom of Time، إلى جانب الترويج المتكامل للمنتج السياحي الأردني على المستوى الدولي.

وأعلنت منظمة السياحة العالمية الأردن مركزًا ومقصدًا إقليميًا للسياحة العلاجية والاستشفائية في الشرق الأوسط، كما استحدثت الهيئة منصات متخصصة بالسياحة العلاجية لعرض المنتج الأردني بهذا المجال، وأسهمت الجهود الترويجية كذلك في جعل الأردن وجهة مهمة لاستضافة المؤتمرات العالمية، فيما أدرج “درب الأردن” كواحد من أبرز وجهات سياحة المغامرة في المنطقة.

وعملت الهيئة على ربط الأردن بالعديد من الوجهات الدولية عبر عقد شراكات مع خمس شركات طيران منخفض التكاليف، ما أدى إلى توسيع إمكانية الوصول إلى المملكة عبر 25 وجهة من 17 دولة، كما تم استقطاب الطيران العارض من 9 دول، وتوفير رحلات طيران مباشر إلى عمّان من 37 دولة و69 مدينة و78 مطارًا.

وفي مجال التحول الرقمي، أنشأت الهيئة مواقع إلكترونية متخصصة للترويج للسياحة في الأردن بمختلف أنماطها.

بترا – حاكم الخضير

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا