27.1 C
Amman
الجمعة, سبتمبر 26, 2025
spot_img
الرئيسيةالمانشيتالملك… صدى الضمير وصوت الحكمة

الملك… صدى الضمير وصوت الحكمة

المستقل – بقلم: المحامي غياض الشرفات 

في عالمٍ تعصف به الأزمات، وتغيب فيه الحقيقة خلف ضجيج السلاح والمصالح، يطل جلالة الملك عبد الله الثاني ليعيد للسياسة بُعدها الأخلاقي، وللدبلوماسية معناها الإنساني.

في الأمم المتحدة لم يكن صوته عابرًا بين الخطب، بل كان صرخة حق ونداء عقل معًا. كان جريئًا حين واجه العالم قائلاً إن ما يجري في غزة هو “أظلم اللحظات في تاريخ الأمم المتحدة”، فلم يساوم على الحقيقة، ولم يخفف وقع الكلمة ليُرضي أحدًا. لقد اختار أن يكون صوتًا صادقًا، حتى وإن كان موجعًا.

لكن هذه الجرأة لم تنفصل عن الحكمة؛ فخطابه لم يكن ثورة غضب، بل رؤية متزنة تبحث عن السلام العادل، وترفض أن يُبنى الاستقرار على أنقاض الشعوب. كان صوته عاقلًا، لأن العقل وحده هو الذي يملك شجاعة مواجهة الانحراف، والحكمة وحدها هي التي تعرف طريق العدالة.

لقد تحدّث الملك بلسان أمة جُرحت طويلاً، وباسم إنسانية مشتركة باتت مهددة. كان صوته صدىً للضمير العربي والإسلامي، ورسالة إلى كل ضمير حي في هذا العالم: أن الظلم لا يغيّب الحق، وأن العدالة وإن تعثرت فإنها قدرٌ لا مفرّ منه.

إنه الملك… حين يتكلم، يعلو صوته فوق الضوضاء:

صوت جريء لا يخاف الحقيقة.

صوت حكيم يعرف درب السلام.وصوت تاريخي سيبقى شاهدًا على أن الأردن، رغم صغره في الجغرافيا، كبير في الموقف والدور.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا