المستقل – م. هاشم نايل المجالي
النصيحة وجهة نظر أو رأي يقدمه الشخص لمن يحتاجه ، ويتضمن توجيهات بما ينبغي ان يفعله طالب النصيحة ، او كيفية التصرف حيال أمر ما او انجاز أزمة ما ، لم يدرك جوانبها او ابعادها الايجابية والسلبية ، والأهم الطريق التي يجب ان تقدم بها النصيحة ، فأما ان تزيد من ثقة المسؤول به او تنعكس الامور عليه سلباً .
والنصيحة لا تمنح دون طلب من الآخرين ، حتى لا يشعر انه لا يمتلك القدرة والكفاءة للتعامل مع المشاكل والازمات ، لذلك يفضل ان تعطى المشورة اذا تم طلبها بوضوح وصراحة .
ونعاني من اشخاص في اماكن عديدة من المواقع العملية وغيرها ، بأنهم يميلون لاخفاء الحقيقة ولا يكاشفونها ، لتزداد عيوبهم وتكثر الالسنة والانتقادات بشكل علني وعلى كافة وسائل الاعلام والتواصل الاجتماعي ، وهذا من اكبر الاخطاء التي تزيد من الازمة .
فعلينا ان نكون على قدر كبير من الشفافية والوضوح والصراحة مع الاخرين ، وان لا تبقى الحقيقة في الخفاء ، وهذا صدق مع النفس اولاً ومع الاخرين ثانياً وتصالح مع الضمير الذي يعطينا الراحة التي نحتاج اليها سواء كنا على رأس العمل او خارجه .
والنصيحة تعتبر من اعلى قيم النبل والاخلاق والنصيحة لا تعني التشهير بالاخرين ، وان لا يكون الناصح ممن يتصيدون ليجدوا فرصة للنيل من الاخرين ، او التقليل من شأنهم او يسرد عيوبهم في المجالس ، والنصيحة تعتبر اساس بناء الامة ، وهي السياج الواقي من الفرقة والتنازع ، وتجنب الوقوع في كثير من الازمات او تفاقمها .
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ( الدين النصيحة ثلاثاً قلنا لمن يا رسول الله قال لله ولكتابه ولرسوله ولائمة المسلمين وعامتهم ) ، فالنصيحة عماد الدين وقوامه ، وحتى لا يكون هناك نقص ولا انفعال ولا نفاق ولا محبة الاكتساب الشخصي ، فالنصيحة تعتبر من كمال الدين وتمام الاحسان ، وان تحب لاخيك ما تحبه لنفسك .
كثيرون يتعمدون اخفاء كثير من الحقائق ، او يطرحونها بطريقة مغمغمة وغير واضحة ، وفيها كثير من اللبس والشك والتمويه ، مما يثير كثيراً من التساؤلات الايجابية والسلبية .
ويكون لها أبعاد وسلبية على المدى البعيد ، بعد ان تتكشف الامور وتلحق الاذى بالاخرين ، فطرح الموضوع قبل اقراره وأخذ النصيحة من اهل الخبرة والمعرفة والدراية ، كفيل بانجاح المهمة والتقليل من السلبيات او انعدامها .