25.1 C
Amman
الثلاثاء, أغسطس 26, 2025
spot_img
الرئيسيةمحلياتالنعيمي يكتب : تحقيق السلام والأمان بتفعيل خدمة العلم

النعيمي يكتب : تحقيق السلام والأمان بتفعيل خدمة العلم

المستقل – بقلم : خلدون ذيب النعيمي

لا يمكن فصل الارتياح الشعبي الواسع الذي لاقى اعلان سمو ولي العهد الامير الحسين  تفعيل برنامج خدمة العلم بعيداً عن الاحساس الكبير الذي يشعر به الجميع بما يحاك للوطن من شرور على يد اركان حكومة التطرف الاسرائيلي وهو الاحساس الذي لم يغب عن البال الأردني الرسمي منه والشعبي منذ شروعهم  بحرب الابادة ضد اطفال ونساء غزة ، فخطط التهجير من الضفة الغربية ومشروع ما يسمى ممر داوود من خلال دعم الحركات الانفصالية في الجنوب السوري لن تنتهي عند التصريح الاخير لنتنياهو واحلامه التوراتية ، فقدرنا كأردنيين ان يحضننا وطن يمتلك الواجهة الاطول مع عدو اخر ما يفكر به  السلام والقانون الدولي وأي مخطط له سواء ضمن ارض فلسطين التاريخية او الجبهات الاخرى فصداها السلبي يصل للأردن بطريقة او بأخرى .

يحسب للأردنيين انه على الرغم من توقيع اتفاقية السلام  قبل ما يزيد عن 30 عام والتي حكمت توقيعها الظروف الاقليمية كان تفاؤلهم بالاتفاقية وقتها مشوباً بالحذر بالنظر لتاريخ الطرف الاخر في عدم احترام الاتفاقات وهو الامر الذي اكدته الوقائع والحوادث بعد ذلك من خلال دوام التملص والتأويل لها بما يناسب مصالحه ، ومن هنا كان توقع الأسوأ من شريك السلام المفترض وعدم التعويل الا على الاجراءات المباشرة التي تواجه عدم احترامه للاتفاقية الثنائية حول السلام ، فكان تهديد الملك الراحل الحسين بن طلال رحمه الله بأن معاهدة السلام بكفة وحياة خالد مشعل بكفة على اثر محاولة اغتيال الاخير في عمان مع نهاية ايلول 1997م ، وايضاَ كان قرار جلالة الملك عبدالله الثاني بإنهاء ملحقي الباقورة والغمر في اتفاقية السلام في تشرين الاول 2018م تأكيداً في هذا الاتجاه مع السلوك الاسرائيلي السلبي على كافة المحاور .

يعي الاردنيون ان المخاطر الحالية تتجاوز في صيغتها واثرها ما داومت عليه دولة الاحتلال بالتنكيل والقتل والاستيطان والاعتداء على المقدسات ضمن فلسطين ، فقد تطاولت هذه المخاطر بالمجاهرة بتهديد وطنهم بالتهجير والتوسع من قبل زعيم عصابة التطرف واعضائها ، ويضاف الى ذلك الجبهة الاخرى لهذه الشرور التي تم افتعالها اسرائيلياً والتي لا تقل بأهميتها الاستراتيجية عن الجبهة التقليدية في الغرب واعني هنا الجبهة الشمالية ، فقيام كيان انفصالي على حدودنا الشمالية سيكون بمثابة تحكم مباشر بأمننا المائي فضلاً عن وجود فاصل مع الامتداد البشري العربي الاقرب والمتجانس بالنظر ان المسافة بين عمان ودمشق اقرب من المسافة مع عدد من المدن الاردنية .

برامج خدمة العلم الجديدة سيكون عمادها التدريب العسكري العصري والخدمة الوطنية التي تناسب المخاطر الآنية ، نعي جيداً ان عدونا يتقاطر الغرب كله لدعمه وفتح مصانع سلاحه ومخازنها تحت تصرفه ولكن نعي ايضاً ونؤمن ان العقيدة القتالية والايمان بعدالة القضية وحفظ الحقوق هي الفيصل هنا وهذه العقيدة لا تصنع بل توجد بالفطرة والولاء الصادق ، فبوجودها طلب احد جنودنا ان يقصف موقعه في معارك الكرامة المجيدة خدمة لما يؤمن به ويعتقد ، وفي عدمها سمعنا عن تربيط جنود العدو بالسلاسل في الاليات خلال هذه الحرب ورأيناً وسمعنا أيضاً بكائهم في غزة الحالية رغم حجم القتل الكبير للنساء والاطفال .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا