4.1 C
Amman
الأحد, فبراير 23, 2025
الرئيسيةالرئيسيةانتقام "الدب الروسي".. أوروبا تتأهب لتداعيات "صفقة ترامب"

انتقام “الدب الروسي”.. أوروبا تتأهب لتداعيات “صفقة ترامب”

المستقل – اعتبر خبراء استراتيجيون ومختصون في العلاقات الدولية، أن أوروبا غاضبة وترى نفسها مهددة، بسبب سياسة “الالتفاف” التي تقوم بها واشنطن للتعامل مع أزمة أوكرانيا وما يجهز له الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، لـ”كييف” في الخفاء؛ مما يمس أمن القارة العجوز.

وأوضحوا في تصريحات، أن ما يقوم به ترامب سيجعل أوروبا تتجه بخطوات كبيرة في إنتاج أسلحة متطورة وكذلك الذهاب إلى التصنيع في ميدان الذكاء الاصطناعي العسكري، للتعامل مع تهديدات مستقبلية روسية، في ظل الخوف من الانتقام الروسي بعد إنهاء ملف الحرب في أوكرانيا.

ضغوط على أوكرانيا

ويقول الخبير في الشؤون الأمنية والاستراتيجية، وأستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون الفرنسية، الدكتور عبد الرحمن مكاوي، إن هذا التهميش الأمريكي للأوروبيين الذي بدأ من خلال مفاوضات سرية في العديد من الدول وما وصلت إليه المباحثات الأخيرة في السعودية، يجعل أوروبا ترى أنها مهددة لكونها معنية، بما يجهز لكييف في الخفاء.

وأكد مكاوي في حديث، أن أوروبا تعمل على الوقوف أمام الضغوطات السياسية والعسكرية والاقتصادية التي تقوم بها أمريكا تجاه أوكرانيا بغرض “جر” الأخيرة إلى تنازلات كبيرة مع روسيا، لاسيما بخصوص شبه جزيرة القرم وإقليم الدونباس، وهو ما ترفضه أوروبا جملة وتفصيلاً، وذلك في الوقت الذي لا تهتم فيه واشنطن سوى الوصول إلى مكاسب مالية واقتصادية في صدارتها “المعادن الثمينة” في أوكرانيا ولا يعنيها مستقبل أوروبا نهائياً التي تبحث عن إطار دفاعي لها.

ولكن مكاوي  أوضح أن إنشاء جيش أوروبي موحد فكرة قائمة منذ 30 سنة حيث هناك قيادة أركان لم يتم تفعيلها إلا من خلال اجتماعات تنسيقية تكتيكية عسكرية، وأمريكا عرقلتها بصفة مباشرة أو غير مباشرة.

واستكمل مكاوي أنه بعد الخلافات العميقة بشأن مستقبل الحرب الروسية الأوكرانية وعلاقات واشنطن مع أوروبا، فإن أمر “جيش موحد” بالقارة العجوز، يأخذ بجدية كبيرة من طرف فرنسا وألمانيا اللتين تنويان نشر قوات أوروبية في أوكرانيا.

وأشار مكاوي إلى أن أوروبا غاضبة من استراتيجية الالتفاف التي قام بها ترامب لتهميشهم في مشروع التعامل مع الحرب الأوكرانية الروسية، مدللاً على ذلك، إعلان قادة أوروبيين، عدم الرضوخ لطلبات ترامب فيما يخص من جهة، والشروع بخطوات كبيرة في إنتاج أسلحة متطورة وكذلك التوجه إلى التصنيع في ميدان الذكاء الاصطناعي العسكري.

مخاوف من الانتقام

فيما يرى الباحث في العلاقات الدولية، حسن رضوان، أن تهميش أوروبا بهذا الشكل من جانب ترامب في مباحثات أوكرانيا، والاتصالات التي تُجرى عن إنهاء هذه الحرب، يضعها في أصعب موقف يتعلق بتهديد أمنها وسيادتها، فضلاً عن المخاطر التي من الممكن أن تواجهها من جانب روسيا.

وأضاف رضوان في حديث لـ”إرم نيوز”، أن الأزمة التي يراها الأوروبيون، تأخذ الكثير من الريبة في شكل الاستغناء الأمريكي بهذه الطريقة على الرغم من التحالف الاستراتيجي الذي يحكم مصالح “ضفتي الأطلسي” الذي دائماً ما كان يواجه الطموحات الروسية، سواء تجاه أوروبا أو أمريكا.

وذكر رضوان أن من أوجه الأزمة أيضاً أمام الأوروبيين، الخوف من الانتقام الروسي بعد إنهاء ملف الحرب في أوكرانيا، ليس على المستوى السياسي من خلال جذب موسكو لدول الجوار الأوروبي لها في الفترة القادمة واستيعاب وضم بعضهم في كتلة تسيطر عليها موسكو، وهو الأمر الذي لن يقف أمامه ترامب أو يضع ضمانات تمنع ذلك في إطار التوافق مع بوتين.

وتابع رضوان أن المخاوف من الانتقام تذهب أيضاً إلى عمل بوتين بشكل كبير بعد تحقيق أهدافه الاستراتيجية وإعلان النصر الرسمي، على التوجه إلى إذلال أوروبا كعقاب لاسيما في مجالات الطاقة والغاز واستنزاف قدراتها المالية، ليحقق مكاسب على أثر ذلك، تعوض له أي عجز أو خسائر مالية أو اقتصادية لحقت به على أثر الدعم الأوروبي لكييف خلال الحرب.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا