20.1 C
Amman
الأحد, سبتمبر 28, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالاتثقافة استهلاك المياه !!!

ثقافة استهلاك المياه !!!

المستقل – م . هاشم نايل المجالي

في احدى الدول الافريقية التي عانت فقراً مائياً شديداً، حتى وصل الأمر بالسلطات لتبني حملة ، كان من ضمنها تقنين كميات الماء المتوفرة الى حدود 50 لتراً يومياً للشخص الواحد ، حيث ظهرت طوابير السكان وهم ينتظرون ملء الاوعية البلاستيكية ، حيث كان الجفاف يعم تلك الدولة لعدة سنوات ، وانخفاض مستوى المياه في السدود حتى وصل في بعضها الى نسبة 15 بالمئة من سعة السد .

اضافة الى حملة التقنين لاستخدام المياه ، نشطت الجهات المعنية في جوانب اخرى ، حيث شكلت لجان مختصة لدراسة دور الاشجار في امتصاص الماء حيث تبين وجود بعض الاشجار سواء المحلية او المستوردة وكثير من المزروعات يقدر الامتصاص اليومي للشجرة الواحدة منها ما يعادل استهلاك شخص في اليوم من الماء ، وشكلت لجنة للتخلص من هذه الاشجار ، والتي غالبيتها في اماكن تجمع المياه مثل شجر الصنوبر الاكثر استهلاكاً للمياه .
 

حيث سيوفر 55 مليار لتر في العام الواحد ، أي يكفي حاجة شرب سكان مدينة لفترة زمنية ، فعندما تتم حملات التشجير في اي دولة تعاني من شح المياه تحت شعار أردن أخضر ، وكما يعلم المهتمون بالبيئة علينا ان نتوخى الحذر من انتقاء الاشجار التي لا تضر بنا ، واختيار مناسب لنوعية الاشجار غير المستهلكة لكميات مياه كبيرة ، وهناك اشجار تبقى خضراء على مدار كل الفصول .
 

واختيار اشجار حسب بيئة كل منطقة ، وكميات امتصاصها من الماء خاصة مع ندرة الامطار ، والاعتماد على المياه الجوفية والتي نحتاجها كمصدر رئيسي لمياه الشرب ، وهناك محاصيل شرهة للماء ، فكثير من التساؤلات تداعب العقل وتجعله يتساءل للوصول الى اجابات مناسبة ، ففي دول مجاورة اصبحت تعاني من شح للمياه ، وكذلك الارز والسكر والقهوة وغيرها فهذه كي تنمو تحتاج الى كميات هائلة من المياه .
 

وهناك في كثير من الدول زيادة كبيرة بالسكان ، فعندما يتم توزيع المياه في اي دولة سيكون على نسب مختلفة سواء للزراعة او الصناعة او احتياجات الفرد ، وهي تختلف من دولة الى اخرى خاصة في الدول التي فيها ثبات للموارد المائية .
 

وتختلف الدول في الطرق والوسائل التي يتعامل فيها الافراد مع المياه ، وآلية استغلال المياه الفائضة وغير المستعملة ، ام يتم تحويلها الى الصرف الصحي ، والغالبية يعتبر أن على الحكومة ان توفر المياه بأي وسيلة كانت ، فكيف ان لم تستطع توفيرها بسبب الاستهلاك المفرط وغير المبرر ، فتقع الكارثة كما الحال في بعض الدول الافريقية .
 

فلا بد من استراتيجية لثقافة الاستهلاك السليم للمياه من كافة المناحي ، وتجنب تلوث المياه من المصانع وغيرها ، فكثير من المصانع تسرب مخلفاتها الى المياه الصالحة للشرب بالخفاء ،وكذلك أهمية استخدام الوسائل الحديثة لري المزروعات .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا