5.1 C
Amman
الأحد, فبراير 23, 2025
الرئيسيةمحلياتعبد الهادي المجالي يكتب : خطوة جريئة قام بها البنك العربي

عبد الهادي المجالي يكتب : خطوة جريئة قام بها البنك العربي

المستقل – كتب : عبدالهادي راجي المجالي

في خطوة جريئة قام البنك العربي بتغيير شعاره، الشعار القديم كان يحتوي على صورة (بعير) و(فرس).. وخارطة للوطن العربي، كنت تشعر حين تنظر له على أنك تنظر للوحة موجودة في مقهى بدولة إفريقية، رسمها أحد الفنانين المغمورين وهي تصلح لحزب قديم، تصلح شعارا مثلا لشركة تخليص، أو لشركة نقل.. أو لمؤسسة بيع مواشي ولحوم.

البنك في النهاية هو مؤسسة عالمية لها أفرع في لندن، في أميركا.. في أوروبا والشعار لم يعد يتناسب مع عالمية البنك، لم يعد يتناسب أيضا مع لغة الشركات العالمية، فأنت حين تشاهد الفيس بوك، لن تجد في شعارها ما يشير إلى التاريخ الأميركي، وحين تشاهد شعار شركة (بوينغ) أو (جنرال موتور) لا تجد في شعارات هذه الشركات أيضا ما يشير إلى (الكاوبوي) أو منافسات كرة السلة.

في النهاية تغيير الشعار لا يعني أبدا تغيير الهوية، بل هو انغماس في البساطة وفي الروح العالمية الجديدة لمجتمع الشركات.

أظن أن مجتمعات البنوك، بقدر انغماسها في الحالة العالمية، هي بحاجة أيضا للانغماس في المجتمعات المحلية بقدر أكبر، الشعار الجديد ليس بالضرورة أن يكون شكلا هندسيا ولونا، نحن بحاجة أيضا لتغيير الأسلوب والعقلية، نحتاج لمبادرات تتجاوز العمل البنكي، نحتاج إلى مبادرات في مجتمعات الريف والبادية.. ومن أهمها تعليم اللغة الإنجليزية، نسبة كبيرة من طلبة المدارس الخاصة في عمان صاروا يتقنون هذه اللغة بحكم التعليم الجيد الذي يتلقونه، وعبر هذا الأمر استطاعوا التواصل مع المجتمعات الخارجية، ولم يجدوا مشكلة في الغرب حين قرروا دراسة هناك، لأنهم حصلوا على إتقان جيد للغة، عبر التعليم الجيد الذي تلقوه.

بالمقابل المجتمعات الموجودة خارج عمان، ما زالت تعتمد على مناهج وزارة التربية، والتي لم توفر لهم القدرة على اتقان اللغة، أو ممارستها… العالم الان في تعاملاته التجارية، وفي كل خطاباته.. يعتمد على الإنجليزية، ونحن للأسف لم نستطع في جامعاتنا وفي مدارسنا أن ننتج جيلا يتقنها بالحد الذي يسمح له، بأن يكتب ويدافع عن بلده، ويتواصل مع الشعوب الأخرى.

لقد أنتج القطاع الخاص مبادرات في: تمكين المرأة، صحة الطفل، حقوق المرأة، الجندر، النوع الاجتماعي… الخ، لكنه للان لم يبتعث طالبا متفوقا من الطفيلة أو معان أو الكرك إلى بريطانيا، كي يتعلم اللغة، ويشاهد الجانب الاخر من العالم.

ما دام أن شعاراتنا تتغير لمواكبة العالم، علينا أيضا أن نطور في العقلية، نطور في قدرتنا على فهم العالم، وأظن أن اللغة الإنجليزية هي المدخل لذلك.

“الرأي”

عبد الهادي راجي المجالي
عبد الهادي راجي المجالي

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا