المستقل – كتب : ماهر حبوش
بمرور اثني عشر عامًا على رحيل الوالد الغالي الحاج راجح حبوش ، يمضي الزمن ،لكن الآباء الحقيقيين لا يرحلون. يبقون في القلوب وفي كل نبضة وفاء.
أقف أمام الغياب وكأنه حضور آخر. حضور صامت لكنه عميق، موجع لكنه مفعم بالمعنى. اثنا عشر عامًا مضت، وما زال اسمك حين يُذكر يفتح في القلب باب الطمأنينة، وكأن الزمن عجز عن أن يُطفئ أثرك أو يُغيب ظلك.
كنت الأب الذي يشبه الوطن. إذا ضاقت الدنيا اتسعت بك، وإذا تعثرت الخطى كنت السند الذي لا يميل. علمتنا أن القيم لا تُقال بل تُعاش، وأن الكرامة فعل يومي، وأن الصبر ليس ضعفًا بل قوة هادئة راسخة. رحلت، لكنك تركت فينا بوصلة لا تخطئ، وأثرًا لا يزول.
نشتاقك لا لأنك غائب فحسب، بل لأن حضورك كان أجمل من أن يُعوّض. نشتاق صوتك، حكمتك، ونظرتك التي كانت تقول ما تعجز عنه الكلمات. ومع كل عام يمر، نزداد يقينًا بأن من يزرع الخير لا يرحل أبدًا.
اللهم ارحم أبي رحمةً واسعة، واجعل قبره روضةً من رياض الجنة، واجزه عنا خير الجزاء، وبلّغه منازل الصالحين. سلام عليك يا أبي في عليائك، وسلام على ذكراك التي تسكن القلب وتمنحه القوة. رحمك الله بقدر ما أحببناك وأكثر.
ولا حول ولا قوة إلا بالله.


