31.1 C
Amman
الثلاثاء, يوليو 1, 2025
spot_img
الرئيسيةمقالاتمن يضع النقاط على الحروف؟

من يضع النقاط على الحروف؟

المستقل – كتب : بشار جرار

ما اضطر بنو عدنان للتنقيط إلا بدافع الانفتاح على الآخر، وما ترددوا من بعدُ بتحريك آخر حروف الكلمة، إلا دفعا لأي لبس بين القول والفعل، والفاعل والمفعول به.

هكذا حتى أتى زمن «المفعول لأجله، فصار لا بد من التنقيط والتحريك، لا بل والتوصيف الصوتي كما في علم الصوتيات «فونَتِكْسْ»! لعَمري، عجيب حال من يصرون على سوء الفهم، وصد كل المحاولات للإفهام والتفهيم على أمل تفهّم الخلاف الذي ما زلنا نحلم بألا يفسد للود قضية.

وسط كل ما يجري من حولنا وطنيا وإقليميا وعالميا، نجح قنّاصو الفرص انتهازيو المناسبات الذين لهم في كل «عرس قرص»، نجحوا في ركوب موجات التطوير والتحديث لغايات ما غابت يوما عن أجندتهم في التحشيد وأحيانا -للأسف- التأليب وحتى التحريض.

من غير المعقول أن يضطر المشغولون بالقضايا الكبرى الانجرار وراء استدراج بات مفضوحا ومبتذلا لساحات خلفية لدى بعض الأطراف إلى ما تظنه قوى يعتد به وينشدّ بها «الحيل»! من غير المعقول توفير المنابر لمن يصرون على اختطافها، ومن الصادم الإصرار على تكرار الوقوع في الخطأ ذاته، وهو تجريب المجرب الذي يجاهر ضمنا وصراحة بأن له قاموسا آخر حتى وإن تكلم بلغتنا وأتقن لهجاتنا. المنطلقات، المدخلات والمخرجات ليست واحدة وإن مارس البعض التضليل «عينَك عينَك». القصة ليست فنا ولا تاريخا ولا منهاجا القصة هي ذاتها، السعي إلى تسجيل ما يظنه البعض كسب «المعركة» بالنقاط. لمحة ولا أقول تدقيقا بمن يطلق وينشر ويروج لتلك السرديات، هم ذاتهم -اسما ورسما- الذين يتحدثون في اتجاه واحد في قضايا آخرى سياسية واقتصادية وحتى رياضية! تذكرون لاعبة كرة السلة والجينز والاستضافة التلفزيونية؟ ماذا عن حفل استقبال منتخبنا الوطني لكرة القدم بعد نتائج باهرة في قطر قبل نحو عام؟ ماذا عن الدعوة لمقاطعة لقمة وشربة من علامات تجارية أمريكية رأس مالها بالكامل أردني وطني، فيما البيجرات والهواتف واللابتوبات والمنصات فوق الشبهات حلالا زلالا ما دامت تستخدم توظيفا للغة ذاتها وللأجندة عينها؟

أطال الله في عمر القامة الإعلامية الأردنية الفذة جميل عازر الذي نحت مقولة «الرأي والرأي الآخر»، لكن ما تابعته منذ أيام من «حوارات» حول من كرمها سيدنا في عيد الاستقلال بوسام، الفنانة القديرة الأرمنية اللبنانية (الأردنية في حبها للأردن والأردنيين في أخطر المراحل) سميرة توفيق، ما تابعته مؤسف ومحزن، وبحاجة ربما لوضع النقاط على الحروف وتحريكها كلها مع الشّدّة إن لزم الأمر (بفتح الشين والدال قطعا)!!

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا