27.1 C
Amman
الأحد, سبتمبر 28, 2025
spot_img
الرئيسيةالمانشيت‏⁧‫العبيدات يكتب : ذكرى تعريب قيادة الجيش‬⁩ إنجاز وطني وترسيخ للسيادة الوطنية...

‏⁧‫العبيدات يكتب : ذكرى تعريب قيادة الجيش‬⁩ إنجاز وطني وترسيخ للسيادة الوطنية الاردنية

المستقل – كتب : الرائد المتقاعد – م . عبدالناصر عبيدات

‏في الأول من آذار (مارس) 1956، سطر الأردن صفحة جديدة في تاريخ استقلاله حين اتخذ قرارًا تاريخيًا بتعريب قيادة الجيش العربي الأردني. شكّل هذا القرار إنجازًا وطنيًا كبيرًا وجاء ترجمةً عمليةً لاستقلال الأردن وترسيخًا لسيادته على أرضه ومؤسساته. وأصبح هذا الإنجاز رمزًا لإرادة الأردنيين في تقرير مصيرهم بأيديهم.

‏جاء قرار التعريب بمبادرة جريئة من جلالة الملك الحسين بن طلال، الذي أمر بإنهاء خدمة الضباط البريطانيين الذين كانوا يتولون قيادة الجيش حينها. ففي خطوة مفصلية، تم إعفاء قائد الجيش البريطاني المعروف بـ”كلوب باشا” من مهامه، وتعيين ضباط أردنيين أكفاء مكانه. أسهم هذا القرار في وضع اللبنات الأولى لبناء جيش وطني بقيادة أردنية خالصة، يعمل لخدمة الوطن دون أي تبعية أجنبية.

‏لقي هذا القرار صدى واسعًا لدى الأردنيين، فعزز الثقة بالنفس والاعتزاز بهويتهم الوطنية. شعر جنود الجيش بأنهم أصحاب القرار في مؤسستهم العسكرية للمرة الأولى، فارتفعت معنوياتهم وتكرّست روح الولاء والانتماء لديهم. وعلى المستوى الشعبي، رحّب الأردنيون بهذا الإنجاز التاريخي واحتشدوا خلف قيادة وطنهم، معتبرين تعريب الجيش خطوة تعكس كرامة الأردن وسيادته.

‏بعد تعريب القيادة، واصل الجيش العربي الأردني مسيرته مدفوعًا بروح الاستقلال والاعتزاز. أثبت الجيش بقيادته الأردنية كفاءته في الذود عن الوطن والدفاع عن قضايا الأمة العربية. وقد تجلّى ذلك في معركة الكرامة الخالدة عام 1968، حيث سطّر الجيش الأردني صفحة مشرقة من البطولة والانتصار، مؤكدًا قدرته على حماية الأرض والكرامة في ظل قيادة وطنية خالصة.

‏تحمل ذكرى تعريب الجيش رسالة عميقة للأجيال الأردنية الجديدة. فهي تذكير لهم بأن استقلال الوطن وسيادته لم يتحققا إلا بتضحيات وقرارات جريئة من القادة والأجداد. يمكن للشباب الأردني اليوم أن يستلهموا من ذلك القرار قيم الولاء والانتماء، وأن يدركوا أهمية الحفاظ على منجزات الوطن والوقوف صفًا واحدًا دفاعًا عنه في جميع الميادين.

‏لم يكن قرار تعريب قيادة الجيش العربي الأردني مجرد إجراء عسكري إداري، بل كان محطة مفصلية في تاريخ الأردن الحديث. شكّل هذا القرار ركيزة أساسية في بناء دولة أردنية قوية مستقلة، ورسخ نهجًا سياديًا جعل مصلحة الوطن فوق كل اعتبار. وسيبقى تعريب الجيش علامة فارقة ومصدر إلهام دائم للأردنيين جيلاً بعد جيل.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا