17.1 C
Amman
الإثنين, ديسمبر 23, 2024
الرئيسيةأدب وثقافةأشرف أباظة .. فارس المسرح الأردني المهذب شخصية مهرجان المونودراما في دورته...

أشرف أباظة .. فارس المسرح الأردني المهذب شخصية مهرجان المونودراما في دورته الثانية

المستقل – اشرف اباظة الدكتور الفنان الذي يعد من أبرز الشخصيات في عالم المسرح والدراما، ترك بصمة لا تُنسى بفضل موهبته الاستثنائية وأعماله الفنية الرائعة.

الطالب في الصف الرابع الذي اختاره الأستاذ ليقدم اول دور بطولة في عمل مسرحي مدرسي شغله المسرح فيما بعد واصبح رفيق رحلته في المدرسة والجامعة والحياة.

يؤمن بأن القدر يخط للمرء مسيرته وتيقن من ذلك حين التحق بالجامعة الأردنية طالبا في الستينيات، وانذاك افتتح تخصص الاقتصاد وكانت المحاضرات تقدم في قاعة المسرح. يقول كنت ارى نفسي على هذه الخشبة وهذا الخيال جعلني اسعى ليصبح حقيقة فقمت بعمل اول عمل مسرحي على ذات المسرح الذي كان يشرح عليه الدكتور مواد الدراسة.

لا يمكن ان يكون الشغف وحده وقود المسيرة الفنية، وفي حالة اباظة سرعان ما لفت الأنظار بفضل براعته في تجسيد الشخصيات وتنوع أدائه حتى أصبح أحد أعمدة المسرح الجامعي واستقطب اهتمام ورعاية الهيئة الادارية فيها حتى رفضوا التخلي عنه عندما تخرج.

تمسكوا به وقدموا له وظيفة في الجامعة حتى يبقى راعيا للمسرح والحركة المسرحية فيها . لم يقتصر تأثيره على الأداء فقط، بل أسهم أيضاً في تطوير الفن المسرحي من خلال مشاركاته في ورش عمل فنية وإشرافه على تدريب جيل جديد من الفنانين الشباب.

كان دائماً يسعى لتحسين جودة العمل الفني وإبراز قضايا مجتمعية وإنسانية من خلال فنه، فترى الشمول والتنوع في أعماله فمنها الوجداني الذي تناول اسمى عاطفة انسانية عرفها البشر «الحب»، وقدم قضايا أمته ولم يغفل عن تجسيد دور المواطن العربي الذي يلتقط اوجاع أمته ويقدمها عملا واضحا على خشبة المسرح.

الجدية في العطاء والأداء ربما مردهما التربية على يد والد عسكري، واتقان اللهجات والعادات لم تكن صعبة على هذا الشركسي الاردني الذي جاب منذ صغره وبسبب عمل والده العسكري الضفتين وايضا العالم، فبرع بتقديم شخصية البدوي والضابط الانجليزي، المعلم وشيخ العشيرة، وهكذا أسست موهبة وكاريزما أباظة حضورا لافتا رافقه عملا جادا لمهنة أحبها وأعطاها مساحة ملء القلب والعمر.

حقق اشرف اباظة نجاحاً كبيراً في الدراما ايضا من خلال أدوار متعددة في مسلسلات درامية متنوعة. وتميزت أعماله بالتنوع والتجديد، مما جعله محبوباً لدى الجماهير من مختلف الأعمار. كما شارك في عدد من الأفلام السينمائية التي أضافت إلى رصيده الفني وأكدت على موهبته الفذة.

لماذا المسرح الجامعي ؟ وما هي الصعوبات التي واجهتكم انذاك؟

«كنت دائماً شغوفاً بالفن منذ صغري، وعندما أصبحت طالبا آخذ محاضراتي في مسرح الجامعة بسبب بدايات تأسيس كلية الاقتصاد في الجامعة، رأيت فرصة لإنشاء مساحة يستطيع الطلاب من خلاله التعبير عن أنفسهم واكتساب مهارات جديدة». «التحديات كانت متعددة، من بينها الحصول على التمويل، وتجهيز المكان، وأيضاً جذب الطلاب للمشاركة، اتذكر اننا كنا نستعير كرسي ومكتب المدرس ونجهز ديكورا بمواد اولية بسيطة جدا من البيئة المحلية».

هل يمكنك مشاركة قصة من `ذكريات المسرح الجامعي والتي تعتقد أنها كانت مميزة بشكل خاص؟

نعم ، جاءني طالب طب في سنته الأخيرة وكان قد كتب نصا عن الصراع العربي الاسرائيلي احتاج تجهيز 11 ديكورا، رفضت الفكرة بداية بسبب ضيق الامكانيات، الا انني وافقت امام اصرار هذا الطالب الكاتب الذي شارك ايضا ممثلا في العرض، تمت المهمة بنجاح وكان عدد حضور العرض يفوق سعة المكان بثلاثة اضعاف واستمر العرض اكثر من شهر بنفس كثافة الحضور. وبعد تخرجه طلب مني هذا الطالب كتاب توصية لجامعة امريكية وفعلت وكان للكتاب الذي شهد بموهبته اثرا طيبا في حصوله على منحة وها هو اليوم طبيب بارع لم يفارقه حب المسرح والفنون».

انا أؤمن أن المسرح الجامعي يمكن أن يسهم في تطوير مهارات الطلاب الشخصية والمهنية، لهذا ادعو جامعاتنا المحلية والعربية الى الانتباه لهذا الامر وتعزيزه ضمن مسيرة الطالب الجامعية».

من هو أشرف أباظة ؟

أنا ممثل أردني من أصل شركسي، ولدت في عام 1946، وحصلت على البكالوريوس في الإدارة والعلوم السياسية من الجامعة الأردنية في عام 1969، كما حصلت على درجة الماجستير في مجال التخطيط، والدكتوراه في الادارة التربوية.

تقلدت عدة مناصب في الجامعة الأردنية منها مدير النشاطات الفنية وعملت مدير المسرح ومساعد عميد شؤون الطلبة.

شاركت منذ أواخر الستينيات وحتى الآن في العديد من الأعمال التلفزيونية حتى وصل رصيدي لما يقارب من 60 مسلسلًا، منها: الظاهر بيبرس، هبوب الريح، في أيد أمينة، حكايات في البادية. كما عملت في التمثيل والتأليف والاخراج المسرحي كذلك، مثل أفول القمر، الحكم قبل المداولة، مين ضحك على مين، أريد ان اقتل.

ماذا عن اختيار اشرف اباظة شخصية لمهرجان المونودراما في دورته الثانية التي تقام هذا العام على هامش فعاليات مهرجان جرش للثقافة والفنون؟

بداية اقدم الشكر للقائمين على مهرجان جرش ومهرجان المونودراما المسرحي ممثلا بالمدير العام الزميلة والصديقة الفنانة عبير عيسى على اختيارهم لي، وأشكر طبعا بقية العناصر الفعالة والعاملة في هذا المهرجان هذا العام. أما من ناحية اختياري فإنني أكرر الشكر لهم لأنهم أعادوني لألتقي مع جمهور المسرح من الكبار والصغار، بعد أن غبت عنهم سنوات، ومثل هذه الفرصة طيبة وضرورية بالنسبة إلي لأن ألتقي عن قرب مع الجمهور.

كيف تدعم المهرجانات الحركة المسرحية برأيك ؟

بداية الشخص المناسب مهم جدا لنجاح وتقدم اي مشروع عموما والفني خصوصا، اقصد هنا الشخص الواعي حامل الخبرة والتخصص لانه سيوظف كل ما هو حسن ومفيد لتحقيق الهدف المرجو والنجاح للبلد والمجموعة.

الاختيار الصحيح للجان التي ستختار ما يقدم للجمهور من اعمال هو نجاح .

قدمت عرضا خاصا مع فرقة بعلبك امام المغفور له الملك الحسين بن طلال ؟

نعم «مارد الخير» عمل مسرحي قدمناه في حضرة الملك الراحل وقدمت فيها شخصية الملك كان عملا ضخما قدمت فيها الاغاني الاردنية والديكورات الاردنية من مواقد نار وبيئة جبلية عرض لمدة خمسة ايام على مسرح قصر الثقافة ، الاهتمام الملكي كان واضحا منذ ذلك الوقت ليس حضورا فقط بل تسخيرا للامكانيات.

كيف ترى الحركة المسرحية اليوم وما هي توصياتك كعراب لهذه الحركة عبر عقود من الزمن ؟

اتمنى زيادة الميزانيات المخصصة للمسرح والفنون من قبل وزارة الثقافة والحكومة، وان نرى شراكة مع القطاع الخاص ايضا بهذا الخصوص.

واحلم بإدراج المسرح في المناهج الدراسية وجعل المسرح جزءًا من البرامج التعليمية في المدارس والجامعات. بناء وتجديد المسارح، وإنشاء مسارح جديدة سيما في المحافظات. كما ان تنظيم مهرجانات مسرحية محلية ودولية امر حيوي وفعال لجذب جمهور أوسع وزيادة الاهتمام بالمسرح.

ان تطوير المسرح في الأردن يحتاج لرؤية وخطة طويلة الامد تتضمن أهدافا واضحة واستراتيجيات تنفيذية.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا