المستقل – أعلن مستشار مجلس الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الثلاثاء، أن بديلا لحماس في قطاع غزة ستظهر سياسته للنور خلال أيام، في ظل عدم إمكانية القضاء على الحركة كفكرة.
ورغم مرور أكثر من 8 أشهر على بدء حربها على قطاع غزة، تعجز إسرائيل عن تحقيق أي من أهدافها المعلنة للحرب، ولاسيما استعادة الأسرى الإسرائيليين والقضاء على قدرات حماس.
وفي كلمة له بمؤتمر هرتسليا الأمني في جامعة رايخمان بتل أبيب،قال هنغبي: “لا يمكن القضاء على حماس كفكرة”، وفق هيئة البث الإسرائيلية (رسمية).
وبدعم أمريكي، تشن إسرائيل منذ 7 أكتوبر/ تشرين الأول الماضي حربا على غزة خلفت نحو 124 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد عن 10 آلاف مفقود.
وأردف هنغبي: “نحن بحاجة إلى فكرة بديلة، وليس مجرد تدمير قدراتها العسكرية (حماس).. وفي الأيام المقبلة ستظهر سياسة هذا البديل إلى النور”، دون تفاصيل.
وتابع: “إسرائيل تناقش مع الولايات المتحدة كيف يمكن للأمم المتحدة والدول الأوروبية والدول العربية المعتدلة إيجاد بديل لحكم حماس في غزة”، وفق تعبيره.
وأعلنت حماس مرارا رفضها أي خطط بشأن ما تسميه إسرائيل اليوم التالي لانتهاء الحرب، وشددت على أن مستقبل غزة يقرره الشعب الفلسطيني دون أي تدخل خارجي.
هنغبي أقر بأن “إسرائيل تمر بواحدة من أكثر الأوقات صعوبة على الإطلاق، ويمكن للمرء أن يناقش كيف وصلنا إلى هنا (هذا الوضع) وعلى من يقع اللوم”.
ومن جهتها أكدت حركة حماس، مساء الثلاثاء، رفضها خطط إسرائيل بشأن مصير قطاع غزة بعد الحرب، وشددت على أن مستقبله سيقرره الشعب الفلسطيني.
هذا التأكيد يأتي ردا على تصريح لمستشار الأمن القومي الإسرائيلي تساحي هنغبي، الثلاثاء، ادعى فيه أن بديلا لحكم حماس في غزة ستظهر سياسته للنور خلال أيام.
وتحت وطأة ضغوط إسرائيلية وخلافات فلسطينية، انهارت في صيف 2006 حكومة وحدة وطنية، وسيطرت حماس على قطاع غزة، فيما تشكل حركة فتح الحكومة التي تدير الضفة الغربية المحتلة.
وانتقدت حماس، في بيان، حديث هنغبي حول “اليوم التالي للحرب الإجرامية على قطاع غزة، والمستقبل السياسي لشعبنا الفلسطيني، وإعلانه عن خطط تناقشها حكومته مع الإدارة الأمريكية وأطراف أخرى”.
واعتبرت حماس، في بيانها، أن خطط إسرائيل لمستقبل غزة هي “إصرار من هذه الحكومة الفاشية على سلوك مسار الفشل والخيبة، فهذه الخطط الخبيثة لن تجد طريقا للتنفيذ، أمام صمود وإرادة شعبنا”.
وشددت حماس على أن “مصير شعبنا الفلسطيني، ومستقبل قطاع غزة بعد دحر هذا العدوان الإجرامي، يقرره شعبنا الفلسطيني، ولا أحد سواه، ومقاومته الباسلة ستقطع أي يدٍ للاحتلال تحاول العبث في مصير شعبنا ومستقبله”.
وتواصل إسرائيل حربها على غزة متجاهلة قراري مجلس الأمن الدولي بوقفها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية بإنهاء اجتياح رفح (جنوب)، واتخاذ تدابير لمنع وقوع أعمال إبادة جماعية، وتحسين الوضع الإنساني المزري بالقطاع.
كما تتحدى تل أبيب طلب مدعي عام المحكمة الجنائية الدولية كريم خان إصدار مذكرات اعتقال بحق رئيس وزرائها بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعها يوآف غالانت؛ لمسؤوليتهما عن “جرائم حرب” و”جرائم ضد الإنسانية” في غزة.
وللعام الـ18، تحاصر إسرائيل قطاع غزة، وأجبرت حربها نحو مليونين من سكانه، البالغ عددهم حوالي 2.3 مليون فلسطيني، على النزوح في أوضاع كارثية، مع شح شديد في الغذاء والماء والدواء.