المستقل – علي الدلايكة
لست بالاقتصادي ولا بالمحلل في هذا المجال ولكن لاهتمامي بعض الشيء في هذا الجانب ولكثرة الحديث والكتابة والطرح فيه تكونت لدي بعض الافكار عن ذلك وعند الكثيرين وان كانوا غير اقتصادين والتي منها ان الدولة ما زالت تستورد وتصدر وجل ذلك بالعملة الصعبة ، ما زال هناك دعم من قبل العديد من الصناديق الدولية والهيئات الدولية للدولة الاردنية على شكل منح او قروض لمشاريع استثمارية او خدمية واستراتيجية ومنها الكبيرة ولو كان هناك ما يوحي او يشير الى افلاس الدولة لتوقف ذلك .
ما زالت الدولة تفي بجميع التزامتها المالية الداخلية والخارجية وبالوقت المحدد كسداد جزء الدين العام وفوائده وتدفع رواتب ابنائها وبالوقت المحدد وما زال البنك المركزي يحتفظ برصيد احتياطي من العملات الصعبة لم يقل عن السنوات السابقة وقد يكون حصل زيادة في ذلك .
ما زالت العجلة الاقتصادية تدور وان كانت ليست كالسابق نتيجة ما مررنا به من ظروف وانعكاسات املتها علينا وعلى العالم اجمع جائحة كورونا .
هناك موازنة للدولة الاردنية تم اعدادها من قبل الحكومة واقرارها من مجلس الامة ويتم السير والالتزام ببنودها وقد حققت بعض الخفض من العجز من الدين العام للربع الاول من هذا العام وهناك تحصيلات ضريبية عالية نتيجة تجويد ومتابعة حثيثة للمتهربين ضريبياً ، هناك مبالغ مالية كبيرة يتم تحصيلها نتيجة الجدية في مكافحة الفساد ومكافحة العبث بالمال العام .
لا اعرف ما المقصود في حديث بعض اصحاب الدولة والنخب والاشارة الى قرب افلاس الدولة حينا والوصول الى حافة الهاوية حينا آخر وما هو جدوى ذلك وان كان التذرع انه للنصح والارشاد واعتقد ليس هنا وهكذا مكانه ، لان ذلك يسبب الكثير من الارباك والاحباط وسيكون سبب ايضاً في التأثير السلبي على دوران عجلة الاقتصاد والاستثمار والسياحة والمشاريع الخدمية ولا اعرف ايضاً مناسبة هذا الحديث وغيره مما يثار في هذه الظروف الدقيقة والحرجة وفي ظل هجمة غير مسبوقة علينا تستهدف قرارنا وسيادتنا وثوابتنا التاريخية الدينية والسياسية .
لا افهم مناسبة هذا الحديث من بعض اصحاب الدولة وهم كانوا يوما جزء وسبب فيما وصلنا اليه وان حديثهم الان الذي يوحي لنا انهم المنقذون لنا من التهلكة مع احترامي للبعض الذي اعترف بذلك صراحة وعن تحمله لمسؤولية ذلك .
لا احد ينكر عظم ما نواجه من تحديات اقتصادية وسياسية وضرورة تظافر جميع الجهود للتخفيف منها وايجاد الحلول المناسبة لها وقد بادر جلالة الملك عبدالله الثاني وفي اكثر من مناسبة في لقاء اصحاب الدولة والنخب بجميع اطيافهم وافكارهم للاستماع منهم لما لديهم من افكار تخدم الصالح العام ، لذلك ليس هكذا تورد الابل يا اصحاب الدولة الاعزاء .