18.1 C
Amman
الخميس, نوفمبر 21, 2024
الرئيسيةالرئيسيةالاحتراق الوظيفي: قنبلة صامتة تسبب الاكتئاب وتهدد الصحة العقلية

الاحتراق الوظيفي: قنبلة صامتة تسبب الاكتئاب وتهدد الصحة العقلية

المستقل – في عالم العمل المعاصر، تحتدم المنافسة وتتعقد بيئة العمل، مما يزيد الضغط على الأفراد لتحقيق أهداف تفوق قدراتهم أحيانًا، تتجسد هذه الضغوطات في حالة صحية ونفسية تُعرف بـ”الاحتراق الوظيفي”، وهي مشكلة تتزايد انتشارًا على مستوى العالم، وتؤثر بشكل سلبي على الأفراد والمنظمات على حد سواء.

ما هو الاحتراق الوظيفي؟

الاحتراق الوظيفي هو حالة من الإرهاق البدني والعقلي الشديد، تنتج عن الإجهاد المتواصل والضغط النفسي في العمل، يُعرّفه عالم النفس الأمريكي “هيربرت فرويدنبرجر” بأنه حالة من “الإرهاق التام الناتج عن التفاني في العمل إلى درجة تتجاوز الطاقة البدنية والنفسية للفرد”. تظهر أعراضه في فقدان الدافع وانخفاض الكفاءة، وزيادة مشاعر الإحباط واليأس.

أسباب الاحتراق الوظيفي

تتنوع أسباب الاحتراق الوظيفي بين ضغوط العمل المتزايدة وساعات العمل الطويلة، وعدم التوازن بين الحياة الشخصية والمهنية، بالإضافة إلى غياب التقدير والاعتراف بجهود الموظفين.

وهناك بعض من العوامل المساهمة تشمل:

الضغوط الزمنية المتواصلة: الاضطرار إلى العمل تحت مواعيد تسليم مشددة يزيد من مستويات التوتر.
غياب الدعم الاجتماعي: عدم وجود زملاء أو إدارة داعمة يزيد من عزلة الموظف.
انعدام التوازن بين الحياة والعمل: تكريس ساعات طويلة في العمل على حساب الحياة الشخصية.
انعدام التقدير والاعتراف: الموظفون الذين لا يحصلون على تقدير كافٍ أو مكافآت مالية على جهودهم هم الأكثر عرضة للانهيار المهني.

أعراض الاحتراق الوظيفي

تشمل الأعراض عدة جوانب جسدية ونفسية، منها: الإرهاق الجسدي والنفسي الدائم، انعدام الحافز للعمل، القلق والاكتئاب، فقدان الشعور بالإنجاز والكفاءة، انسحاب اجتماعي وعزلة في بيئة العمل، التأثير على الأداء الوظيفي.

من الفرد إلى بيئة العمل

لا يؤثر الاحتراق الوظيفي فقط على الفرد، بل يمتد تأثيره إلى بيئة العمل بأكملها. وفقًا لتقارير منظمة الصحة العالمية، تؤدي حالات الاحتراق الوظيفي إلى زيادة في الغياب عن العمل، وانخفاض إنتاجية الموظفين، وتكبد الشركات خسائر مالية نتيجة لأداء الأفراد المتراجع، وقد أظهرت دراسة أُجريت في عام 2019 أن الاحتراق الوظيفي يكلّف الاقتصاد الأمريكي وحده ما يقدر بـ 190 مليار دولار سنويًا بسبب النفقات الطبية المرتبطة به.

أكثر عرضة للأمراض القلبية

أظهرت دراسة أجرتها كلية الطب بجامعة هارفارد أن الأفراد الذين يعانون من الاحتراق الوظيفي هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض القلبية بنسبة 23%، كما أشار تقرير صادر عن منظمة الصحة العالمية في 2019 إلى أن الاحتراق الوظيفي يُعد “ظاهرة مهنية” وليس اضطرابًا طبيًا، مما دفع العديد من الحكومات والمؤسسات إلى وضع سياسات صحية ونفسية لحماية الموظفين من هذا الخطر.

التعافي من الاحتراق الوظيفي

للتغلب على الاحتراق الوظيفي ، ينصح الخبراء بعدة خطوات تشمل:
الاعتراف بالمشكلة: الخطوة الأولى للتعافي هي الاعتراف بوجود مشكلة.
إعادة النظر في التوازن بين الحياة والعمل: العمل على إعادة تخصيص الوقت الشخصي لتخفيف الضغوط.
ممارسة تقنيات الاسترخاء: مثل التأمل واليوغا التي تساعد في تقليل مستويات التوتر.
التواصل مع الزملاء والدعم الاجتماعي: وجود شبكة دعم داخل وخارج بيئة العمل يساعد في التخفيف من الشعور بالعزلة.

الاحتراق الوظيفي هو تحدٍ يتطلب مواجهة واعية ومستدامة، مع تزايد الضغوط في بيئة العمل الحديثة، يصبح من الضروري على الأفراد والمؤسسات العمل معًا لتوفير بيئات عمل صحية تُقلل من خطر الإصابة بالاحتراق الوظيفي، ويجب أن ندرك أن الرعاية الذاتية ليست رفاهية، بل هي ضرورة للحفاظ على الكفاءة والإنتاجية على المدى الطويل.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا