19.1 C
Amman
الجمعة, نوفمبر 22, 2024
الرئيسيةالمانشيتالبسيوني.. الشيطان جلاد السجن الحربي.. أكثر الشخصيات وحشية في تاريخ مصر

البسيوني.. الشيطان جلاد السجن الحربي.. أكثر الشخصيات وحشية في تاريخ مصر

المستقل – حمزة البسيوني ، هو أكثر الشخصيات وحشية في تاريخ مصر الحديث . ولد عام 1922 في إحدى المدن المصرية ، و درس بالكلية الحربية ثم انضم لجماعة الضباط الأحرار التي قامت بثورة عام 1952 للإطاحة بالملكية في مصر و كان وقتها برتبة رائد .

برز نجم بطل قصتنا أو الأجدر القول سفاح قصتنا بعد محاولة اغتيال جمال عبد الناصر في حادثة المنشية عام 1954 . حينها كان جمال عبد الناصر رئيسا للوزراء ، بعدها تم تسليم العقيد حمزة بسيوني إدارة السجن الحربي لتبدأ مرحلة سوداء و وحشية في تاريخ مصر الحبيبة بحق العديد من الأبرياء و الضحايا .

حمزة البسيوني
حمزة البسيوني مدير السجن الحربي الذي كان الناس في مصر يرتعدون بمجرد سماع اسمه . وذلك لما نسج عنه من حكايات و قصص التعذيب بالسجون ، و بالطبع كلها للأسف حقيقية و نقلا عن الواقع .. بل كان هناك جرائم لم يتم الافصاح عنها و لم تسجل في هذه البقعة المظلمة . و من شدة بطش وظلم هذا الوحش بالمساجين كان يلقب (بملك التعذيب في السجن الحربي) .

وإليكم بعض المقتطفات عما كان يقوله ذلك الطاغية :

كان يقول عن نفسه : “أنا إله السجن الحربي” . و ” أنا القانون و الدولة و القاضي و الجلاد .. أنا الذي يحيي و يميت ” ..

وتمادى بغيّه قائلا للمساجين : ” أنا الذي لا أستلم المساجين بإيصال ، و لا يعلم أحد عدد المساجين عندي … و أستطيع أن أقتل منكم كل يوم مائة كلب ولن يحاسبني أحد ” ..

وعندما يسمع حمزة أحد البائسين من المساجين يصرخ من العذاب ويتضرع أن : ” يا رب ” فيقول له : “ربنا في الزنزانة اللي جنبك” .. أستغفر الله العظيم تعالى الله عما يصفون .

كان مساحة السجن الحربي حوالي 14400 متر مربع ، و كان ينقسم الى أربعة أقسام وكل قسم أسوأ من الآخر . يتم استقبال المساجين بالكلاب لتنهش بأجسادهم ، و كان للكلاب حظوة عند حمزة ، فكان يتم إطعامهم أفخر أنواع اللحوم و قبل أي موظف أو سجين بالسجن بأمر من حمزة شخصيا . و كان أي سجين يتم إرساله بتوصية من قيادة عليا ، يتم حبسه في زنزانة مع مجموعة كلاب تأكل و تشرب و تقضي حاجتها عليه في الزنزانة .

ذكر الفنان الراحل عبد المنعم مدبولي أنه كانت له جارة وزوجها كان معتقلا ، وبعد عناء كبير تمكنت من زيارته ، فذهبت للسجن الحربي ومعها ابنتها . والتقت بضابط السجون حمزة البسيوني ودخل زوجها الزيارة في وضعية الكلب مذلولا خاضعا أمام زوجته وابنته فقال له البسيوني : من أنت ؟ ..

فأجاب قائلا : أنا كلب سيادتك .

سأله : والكلب بيعمل ايه ؟ .

رد الرجل : بينبح سيادتك .

قال له : طب اعمل مثل الكلب !! .

فأخذ الرجل بالنباح و الدموع في عينيه و الذل أمام عائلته . ( جسد الفنان الراحل هذا الموقف في فلم ” إحنا بتوع الأتوبيس ) .

المشهد المؤلم الذي جسده الفنان عبد المنعم مدبولي في فيلمه
كان يعذب العلماء والدعاة و المدنيين و السياسين بكل وحشية . مثل الجلد بالسياط بعد دهن المسجون بالزيت ، حرق الأجساد بالنار ، سحل المسجون على زجاج ، جلد المسجون و هو عاري ، ربط الأعضاء التناسلية و شدها وهو مخترع طريقة تعذيب العروسة ، وهي لوح خشبي مقصوص على شكل إنسان فاتح ذراعيه و أقدامه . يتم تثبيت المسجون به و ضربه بالسياط .. و غيرها من الأساليب التي يندى لها الجبين .

وطبعا لا يوجد أي مصدر يؤكد عدد الضحايا في السجن الحربي ما بين الموت و القتل والإنتحار أو حتى عدد الذين دفنوا أحياء بالصحراء المجاورة للسجن !! .

هذا الحال لم يدم ، فقد قام المساجين في عام 1959 بثورة واحتجاز مجموعة من السجانين و أخذ أسلحتهم ليتم الضغط لإقالة حمزة البسيوني ، و إخبار السلطات بالكوارث و التعذيب و التجاوزات التي تتم بالسجن الحربي . وطبعا سبب انتفاض المساجين هو أن مسجونا تجرأ و أراد الأكل و هو جالس لأنه من شدة التعذيب لم يستطع أن يأكل بوضع القرفصاء التي كانت قانونا على المساجين من حمزة! ..

و لك عزيزي القاريء تتخيل بأنه بعد كل هذه المعاناة تم ترقية العقيد حمزة البسيوني الى رتبة لواء !!!!! . ودخل اللواء حمزة البسيوني مدير السجن الحربي إلى غرفة مكتب الرئيس جمال عبد الناصر ، ووقف رئيس الجمهورية لاستقبال الضابط الكبير وفوجئ به ينكب على وجهه ويرتمي عند قدميه محاولا لثم حذاءه . وكان ينتحب ويشهق حتى خضبت دموعه حذاء الرئيس الذي تعجب أيما عجب ، ومد يده ورفع وجه اللواء حمزة البسيوني الذي كان على الأرض ..

سأله : ماذا تفعل يا حمزة؟ ، أنسيت أنك ستكون لواءاً في الجيش؟ .

فقال حمزة وهو لا يزال يبكي ويرتجف ويحاول أن يقبل يد الرئيس والأخير يسحب يده من شفتي اللواء :

_ سمعت من المشير عبد الحكيم عامر أنك حكمت علي بالإعدام ؟ .

قال الرئيس مشدوها :

_ أنا لم أحكم عليك بالإعدام . إن كل ما قلته للمشير عبد الحكيم عامر هو أن ينقلك من منصب قائد السجن الحربي إلى منصب آخر في الجيش يليق برتبتك العسكرية ! .

فقال له حمزة البسيوني :

_ إذا تم نقلي من السجن الحربي سيتم قتلي على يد أعداء الثورة !.

فتمت إعادته للسجن الحربي بعد ترقيته!! ، وتبدأ مرحلة أكثر سوادا إذ انتقم من المساجين وأذاقهم ألوانا وأصنافا من التعذيب و الذل و الهوان أكثر من السابق .

لكن كانت نكسة يونيو 1967 م هي القاضية على حمزة البسيوني . حيث صدر قرار بإحالته على المعاش ثم القبض عليه والتحقيق معه في تجاوزاته . إضافة لاتهامه بالتورط في محاولة انقلاب ضد النظام . دخل بعدها السجن لمدة عامين وكانت هذه العقوبة طبقاً لما جرى في التحقيق معه ، حيث صدر الأمر بعد انتحار عبد الحكيم عامر بوقف التحقيق في جرائم التعذيب بعد أن أصر اللواء حمزة البسيوني أن يذكر في التحقيق أنه قتل فعلا عددا من المسجونين السياسيين . ولكنه قتل كل واحد منهم بأمر صدر له من سلطات عليا وأنه سوف يحدد اسم كل قتيل واسم مركز القوة الذي أصدر أمره بالقتل أو التعذيب .

هكذا ورأت السلطات وقتئذ أن التحقيق في هذه الجرائم سوف يدخلهم جميعا في قفص الإتهام ولهذا أمروا بحفظ التحقيق .

ذاق حمزة البسيوني بعض أنواع الذل و المهانة في السنتين اللتين أمضاهما بالسجن لكن لم يتم تعذيبه . و كل الذل الذي لقيه لم يشكل 1 % مما أذاقه للمسجونين .

و عندما استلم الرئيس الراحل أنور السادات الحكم .. أمر بإغلاق السجون السياسية والافراج عن العديد من المساجين السياسيين و منهم حمزة البسيوني .

وبعد خروجه من السجن ظل حمزة البسيوني بعيدا عن الساحة حتى جاء يوم 19 نوفمبر عام 1971 . وكان موافقا لأول أيام عيد الفطر المبارك ، كان حمزة مسافرا من الإسكندرية إلى القاهرة ومعه شقيقه العقيد عباس البسيوني . فاصطدمت سيارته بإحدى السيارات المحملة بحديد التسليح ، ومات حمزة وشقيقه وتعرضت جثته لتشويه غريب نتيجة دخول عدد من الاسياخ الحديد فيها ..

وينقل المستشار ” خيري يوسف ” رئيس محكمة الإستئناف السابق ما حكاه بشأن معاينته لجثة حمزة البسيوني حيث يقول عن الحادثة : “كانت حادثة مروعة ، وكنت وقتها رئيسا لإحدى النيابات في محكمة كلية وخرجنا أنا وزميل لي في مهمة قضائية لمعاينة الحادث ” .

ودلت المعاينة وشهادة الشهود على أن سائق السيارة القتيل كان يقود سيارته بسرعة غريبة . وكانت أمامه سيارة نقل مُحملة بأسياخ الحديد التي تتدلى من مؤخرة السيارة . ودون أن يتنبه استمر في سرعته حتى اصطدم بسيارة النقل وحينها اخترقت أسياخ الحديد ناصية القتيل . ومزقت رقبته وقسمت جانبه الأيمن حتى انفصل كتفه عن باقي جسده.. وبتأثر واضح قال المستشار خيري : “لم أستطع مناظرة الجثة فقد وقعت في إغماء من هول المنظر وقام زميلي باستكمال مناظرة الجثة “.

ولأن الجزاء من جنس العمل مات حمزة البسيوني شر ميتة وكانت عبرة لمن يعتبر . وعند موته لم يدخل النعش المسجد ليصلى عليه ، وحبس داخل نعشه والتصق به ولم يُصلى عليه وغسل إحدى عشر مرة لأنه كان يتبرز وهو ميت – أكرمكم الله – . واندهش المغسلون وجلبوا طبيبا خشية أن يكون لازال على قيد الحياة لكن الطبيب تحقق أنه ميت . فدفن وهو يتبرز وانتشر الخبر ولم يجد الأطباء تفسيرا طبيا لذلك!! .. فأغلقوا عليه القبر بالإسمنت . ولم يدفن به أحد ..” لأن القبور بمصر يدفن بها أكثر من شخص .. نظام مدافن ” .

وعندما ذهبوا به لصلاة الجنازة عليه ، وقف النعش خارج المسجد وأبى الدخول ، فصعد الإمام المنبر وهتف : « مَنْ حبس مَنْ يا حمزة ؟ ، حبست الله في زنزانة انفرادية؟ ، أم حبسك الله فمنعك من دخول بيته؟ . «يا حمزة عَلِمَتْ الدنيا أنك عبد وأنه رب؟» .

لتنتهي قصة ملك التعذيب في السجن الحربي .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا