المستقل – كتب المفكر العربي الدكتور احمد الرقيبات
صادف يوم 21 من شهر اذار والذي يتزامن هذه المرة مع شهر رمضان الفضيل، ذكرى معركة الكرامة الخالدة. معركة الفخر والاعتزاز بالجيش العربي المصطفوي الباسل الذي لقن جيش الكيان الصهيوني الغاصب درساً لن ينساه للابد حين تعانقت بنادق الجيش الاردني مع بنادق المقاومة الفلسطينية في وجه الصهاينة وحلفائهم الطغاة المتآمرين على الامة العربية والاسلامية.
وفي هذه المناسبة الغالية على قلوب العرب والمسلمين اتوجه للامتين املاً ان يتخذوا من هذه الذكرى العظيمة انموذجاً في التضحية والفداء وتوحيد الجهود لإنقاذ غزة هاشم ارض العزة والكرامة الصامدة في وجه الكيان الصهيوني الغاصب منذ عام ونصف واهلنا في غزة الباسلة يعيشون تحت القتل والابادة والدمار والتهجير القسري الذي لم يعهده العالم من قبل.
ان العدوان الصهيوني النازي الغاشم المستمر على الشعب الفلسطيني واللبناني والسوري لن يمر دون عقاب واذكرهم في خطاب ملك الحكمة الحسين بن طلال رحمه الله وطيب ثراه عندما تحدث في ساحة المعركة قائلاً :
ورغم خلاف الرئيس المصري الاسبق جمال عبد الناصر في ذاك الوقت مع جلالة الملك الحسين رحمهما الله، خاطب الامة العربية مشيداً ببسالة الملك الحسين وجيشه المقدام.
فليعلم بنيامين نتنياهو ومن يقف معه وخلفه داخل دولة الكيان الصهيوني والمتحالفين معه من خارجها ان القادم عليهم سيكون صيفاً حاراً من لهب النيران التي بعون الله الواحد القهار ستلتهم الشجر والحجر والبشر في الكيان الاسرائيلي الغاصب لارض فلسطين الابية وستلحق الخزي والعار بجيش الكيان الجرار الذي سيهزم وينهار ولن تتمكن قوة في العالم من انقاذه ولو فكر اليمين الصهيوني المتطرف ومن يقف خلفه للحظة واحدة بنتائج استفزاز الشعوب والامم لما استأنف عدوانه السافر على اهلنا في غزة والضفة الغربية ولبنان وسوريا بعد إبرام اتفاق وقف اطلاق النار.
ان عدد سكان دولة الكيان الغاصب لا يتجاوز العشرة ملايين نسمة الذين يعيشون على اثنا وعشرون كيلو متراً مربعاً تقريباً وهم يستفزون امة تجاوز عددها 430 مليون نسمة يعيشون على حوالي 14 مليون كيلو متر مربع وطول جبهة المواجهة مع الجيش الغاصب تبلغ حوالي 470 كيلو متراً وهذا يعني اذا نفذ صبر القيادات العربية وفشلت الجهود الدبلوماسية فان الشعوب العربية ستتحرك ضد دولة الكيان التي ستزول خلال لحظات، لان الحرب ستكون كما حصل في غزة بعد عملية طوفان الاقصى ولا تحتاج المواجهة الى اسلحة نوعية وكل ما تحتاجه رجالاً شجعان ككتائب الشهيد عز الدين القسام وقنابل يدوية وكماشة او زرادية لتقطيع السياج الشائك والدخول الى عمق الكيان الصهيوني الذي يتراوح ما بين 14 – 20 كيلو متر مربع وهنا أود ان اوضح للعالم اجمع ان جميع الحروب السابقة التي خسرناها لم تحارب القوى العربية اسرائيل بل حاربت اسرائيل وامريكا وحلفائهم واتباعهم حول العالم المتآمرين على الشعوب والامم المناهضة للامبريالية العالمية التي كانت انتاجاً لتحالف الرأسمالية العالمية مع الصهيونية اليهودية المتطرفة منذ القرن التاسع عشر وحتى يومنا هذا واذكرها بحربها في كوبا وفيتنام وافغانستان وبعون الله العلي القدير ستخسر الامبريالية الصهيونية في غزة واسيا وافريقيا وامريكا اللاتينية بفضل رب العزة وجهود شرفاء البشرية الذين يعيشون على هذا الكوكب ويشاهدون جرائم الاحتلال بام عينهم في كل لحظة من هذا الزمن.
واختتم هذه المقالة بقول الشاعر العربي التونسي العظيم ابو القاسم الشابي:
اذا الشعب يوما اراد الحياة .. فلا ان يستجيب القدر
ولا بد لليل ان ينجلي .. ولا بد للقيد ان ينكسر