المستقل – كتب : الدكتور احمد الرقيبات
لقد انتشر وباء جنون البقر في بريطانيا عام 1993 والذي يعرف باسم مرض الاعتلال الدماغي الاسفنجي البقري وهو مرض يصيب الجهاز العصبي المركزي عند الابقار ويؤدي الى تغييرات سلوكية عندها ، بسبب تلف الدماغ ومن اعراضه الرعاش وعدم التوازن اثناء المشي وفقدان الوزن ويؤدي في النهاية الى موت البقر المصاب.
وتبين بعد الدراسة ان سبب هذا المرض هو اطعامه اعلاف ممزوجة باللحوم التالفة وبعد تردد من الشراكة الاوروبية قامت الدول عام 1996 باقرار مرسوم يحظر استيراد لحوم البقر من بريطانيا العظمى وذبح العديد من القطعان التي تحمل هذا المرض .
ان السؤال الذي اطرحه اليوم على رؤساء وشعوب دول العالم ما هو علاج مرض جنون البشر المنتشر عند اليمين المتطرف في دولة الكيان الصهيوني وحلفائه الامبرياليين والذي اكتشف بعد العدوان الغاشم على غزة العزِ والكرامة والضفة الغربية في فلسطين الابية منذ عام ونصف رغم ان معظم شعوب العالم تنادي بمعالجة هذا المرض والقضاء عليهم قبل ان يقضوا على البشرية المحقة والمطالبة بحقوقها حول العالم ولكن للاسف الشديد لا حياة لمن ينادي .
ان جميع سكان الكوكب الذي نعيش ونتعايش عليه يعرفون ان مصدر جميع الاوبئة هو الفكر الصهيوني الذي انتشر على هذا الكوكب قبل تأسيس الحركة الصهيونية بالآف السنين منذ قتلهم للانبياء وهيمنتهم على اقتصاديات العالم وخاصة اقتصاديات اوروبا في العصور الوسطى من خلال استغلال شعوبها بواسطة الربا المُحرم على ابناء الديانتين المسيحية والاسلامية وهم من سيطر على اقتصاد المملكة التي لا تغيب عنها الشمس (بريطانيا) ، من خلال الهيمنة على التجارة وباقي مجالات الحياة في الدول المستعمرة واقراض السلطات المستعمرة واثارة الفتن داخل تلك المستعمرات واشعال الحروب بين الدول .
لقد تمكنوا بعد كل هذا من تأسيس الحركة الصهيونية عام 1897 كمظلة جامعة لجميع الصهاينة حول العالم وتعليمهم وتدريبهم على التعامل مع الشعوب الاخرى واستعبادها بنظرية (من يملك الوسائل يحكم القرارات) ، بهدف السيطرة على العالم اجمع حيث ساهمت الحركة الصهيونية في الحرب العالمية الاولى، لكسب الحرب لصالح الطرف المتحالفة معه وشريكة له بالخفاء و/ او بالعلن مقابل الحصول على وعد بلفور المشؤوم الذي أقرت بموجبه فرنسا وبريطانيا منح اليهود في الشتات وطناً قومياً على ارض فلسطين وفي الحرب العالمية الثانية عملت الصهيونية العالمية لصالح الطرف المتحالفة معه كذلك مقابل الحصول على اعتراف المجتمع الدولي بقيام دولة اسرائيل عام 1948 ومنذ ذاك العام اصبحت دولة الكيان الغاصب لاعباً رئيسياً في السياسات الدولية وشريكاً بكل احداثِ غرب آسيا ومعظم الاحداث حول العالم .
لقد بدأ يتغير الوضع في الشرق الاوسط، بعد عملية طوفان الاقصى وأخذت الاحوال مساراً عكسياً عما كانت عليه قبل الطوفان وبدأ العد العكسي بالهبوط وحسب اعتقادي فان نهاية المسلسل الصهيوني العالمي اقتربت، وان مصير الحركة الصهيونية بعون الله تعالى الفناء للأبد ودولة الكيان الصهيوني الزوال كذلك ، لان نشأتهما كانت وظيفية لخدمة الامبريالية العالمية وبعد الفوضى الخلاقة التي اعلنها الرئيس الامريكي الاسبق جورج بوش الابن ومكنت الامبريالية العالمية من تحقيق ما كانت تصبوا اليه في معظم دول واقاليم العالم وحتى تتمكن الامبريالية العالمية من تثبيت ما وصلت اليه اصبحت هناك حتمية تاريخية لزوال الصهيونية ودولة الكيان التي انشأتها حيث اصبحت امريكيا تخشى من انهيار امبراطوريتها فانها ستضحي بالحركة والكيان للمحافظة على عظمة الامبراطورية الامريكية، لان عظمة الدولة تكمن في قوتها التكنولوجية وليس بقواها وسيطرة عملتها التقليدية على عملات الدول الاخرى .
اللهم اني بلغت وكنت ناصحاً للجميع وان غداً لناظره قريب …
