4.1 C
Amman
الأحد, فبراير 23, 2025
الرئيسيةالمانشيتالدكتور سيف اخوارشيدة يكتب : الملك يعيد الهيبة العربية على مائدة العالم

الدكتور سيف اخوارشيدة يكتب : الملك يعيد الهيبة العربية على مائدة العالم

المستقل – بقلم : الدكتور سيف تركي أخوارشيدة 

لطالما كان جلالة الملك عبد الله الثاني صوتا قويا في إعلاء الكلمة العربية وهيبة الدول العربية في الدفاع عن قضايا العرب بمختلف المحافل الدولية، حيث يعتبر جلالته أن القضية الفلسطينية ليست فقط قضية شعب فلسطين، بل هي قضية استراتيجية عربية وليست معنية بالأردن وحده فقط. 

وقد تبنّى جلالته دورا رياديا في توجيه الجهود العربية والدولية لصالح القضية الفلسطينية، من خلال العمل الدؤوب على تعزيز الموقف العربي الموحد تجاه فلسطين، والمطالبة بحقوق الفلسطينيين المشروعة في جميع المناسبات واللقاءات الدولية والتأكيد على عدم تجاهل الصوت العربي وتعزيز قوته ودوره الهام في مواجهة اي تحديات بالمنطقة.

في هذا السياق، كان اللقاء التشاوري الأخوي، الذي جمع جلالة الملك وولي العهد الأمير حسين بن عبد الله في الرياض مع قادة دول الخليج والرئيس المصري، والذي يسبق القمة العربية الطارئة في القاهرة الشهر المقبل، فرصة جديدة لتأكيد قوة الموقف العربي حيال القضية الفلسطينية، ويأتي هذا اللقاء بعد لقاء جلالة الملك مع الرئيس الأمريكي في واشنطن، حيث سعى جلالته إلى إعلاء الصوت العربي في مواجهة التحديات الكبرى التي يواجهها الشعب الفلسطيني، والتركيز في النقاشات على ضرورة اتخاذ موقف موحد ضد محاولات تهجير سكان غزة، والعمل على إعادة بناء القطاع مع ضمان بقاء السكان على أراضيهم، وهو ما يعكس التزام الأردن العميق والمتواصل بالقضية الفلسطينية.

حيث أكد جلالته مرارا على أن القضية الفلسطينية ستظل على رأس أولوياته، لذا فهو يؤمن أن تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة مرتبط ارتباطا وثيقا بحل عادل وشامل للقضية الفلسطينية، مؤكدا أن هذا الحل يجب أن يشمل إنهاء الاحتلال الإسرائيلي، وإقامة دولة فلسطينية مستقلة على التراب الوطني الفلسطيني، وعاصمتها القدس الشرقية، مع ضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين، والحفاظ على سيادة الدولة الفلسطينية على كامل أراضيها، ومن خلال هذه الرؤية الشاملة والعادلة، يعكس جلالته التزامه العميق بحقوق الشعب الفلسطيني ويواصل السعي نحو إيجاد حلول مستدامة لتحقيق العدالة.

إن جلالة الملك، من خلال خطبه التاريخية والمواقف الثابتة التي اتخذها في المحافل الدولية، قد نجح في إعادة القضية الفلسطينية إلى دائرة الضوء العالمية، وبرزت خطاباته بتفكير عقلاني ورؤية استراتيجية للمستقبل، مما أكسبها احتراما عالميا، وأدى إلى زيادة الاهتمام الدولي بالقضية الفلسطينية، ومن خلال هذه الجهود، عزز جلالته من مكانة الأردن والدول العربية في الساحة الدولية كداعم رئيسي للحقوق الفلسطينية.

وبرغم تركيز جلالته على قضية فلسطين، إلا أنه لم يغفل عن القضايا الأخرى التي تشهدها المنطقة العربية، فقد كان جلالته دائما يعمل على دعم الدول العربية التي تواجه تحديات وأزمات، ويسعى جاهداً من خلال الدبلوماسية الأردنية إلى تحقيق الاستقرار الإقليمي، وعليه، فإن الدور الذي يلعبه الأردن تحت قيادة جلالته في تعزيز الوحدة العربية، والعمل على توفير حلول لأزمات المنطقة، يعكس التزاما عميقا ومؤثرا في تعزيز السلام في المنطقة.

إن الجهود المستمرة لجلالة الملك في دعم القضية الفلسطينية، إلى جانب التزامه الثابت في تعزيز الأمن والاستقرار الإقليمي، تجعل من الأردن مركزا حيويا في مسعى تحقيق السلام العادل والشامل في منطقة الشرق الأوسط، لكن ذلك يحتاج الى تقدير عربي باتحاد الكلمة والموقف العربي مع رؤيته بما يخدم مصالح الشعب الفلسطيني والشعوب العربية بشكل عام.

الدكتور سيف تركي أخوارشيدة 

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا