المستقل – شهدت غرفة تجارة عمان مساء اليوم الخميس حفل اشهار كتاب “حين يصمت السلاح… تبدأ القصة – في قلب المهمات: مذكرات ضابط شرطة أردني أممي في تيمور الشرقية”، لمؤلفه العقيد المتقاعد محمد جميل الخطيب، بحضور حشد من الشخصيات الامنية والوطنية والثقافية والاعلامية.
وتحدث في الحفل الذي اداره الإعلامي شرف الدين أبو رمان، العين حسين هزاع المجالي، والكاتب السياسي والروائي رمضان الرواشدة.
وفي مستهل الحفل، قال العين المجالي إن الكتاب يقدم شهادة إنسانية ثمينة لتجربة ضابط أردني خدم في مهمة أممية في بيئة ما بعد الحرب، مؤكدًا أن المؤلف نقل الواقع بتوازن بين التوثيق والتحليل، بعيدًا عن العاطفة أو الجفاف.
وأضاف أن أبناء الأردن أثبتوا دائمًا قدرتهم على تمثيل الوطن بأخلاق رفيعة وكفاءة عالية في أصعب المهام الدولية، مشيرًا إلى أن الكتاب يسلط الضوء على البُعد الإنساني لقوات حفظ السلام.
وقال العين المجالي إن كتاب “حين يصمت السلاح… تبدأ القصة” ليس مجرد توثيق لمهمة ميدانية ضمن قوات حفظ السلام، بل هو شهادة إنسانية حيّة، كتبها أحد أبناء الوطن الأوفياء، ممن حملوا اسم الأردن بروح الإنسان وأخلاقه، وليس فقط بلباس المقاتل، مشيرًا إلى أن المؤلف استطاع أن يعكس القيم الأردنية في أحلك الظروف وأصعب البيئات.
وأضاف المجالي أن ما يميز هذا العمل هو قدرته على توثيق التجربة من منظور إنساني وعسكري معًا، مؤكدًا أنه قرأ الكتاب بعين العسكري وبقلب الإنسان، ووجده يحمل تفاصيل لا تُكتب في التقارير الرسمية، بل تُعاش في صمت وتُسرد بصدق وتجرد، وهو ما نجح المؤلف في تقديمه بأسلوب مؤثر وعميق.
وأكد المجالي أن هذا الكتاب يجب أن يُقرأ ويُعمم داخل المؤسسات الأمنية والعسكرية، لما فيه من دروس عملية ومعلومات نوعية عن بيئات النزاع وتجربة حفظ السلام، داعيًا مديرية الأمن العام إلى تعميمه في المعاهد الأكاديمية والتدريبية، بل وإيصاله إلى إدارة عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة كمادة توثيقية ومهنية وإنسانية عالية القيمة.
من جهته، قال الكاتب رمضان الرواشدة إن الكتاب يتجاوز كونه مجرد توثيق لمهمة دولية، ليقدم سردًا إنسانيًا يضيء جوانب عميقة من التجربة المهنية والوجدانية لضابط أردني في واحدة من أكثر البيئات هشاشة. وأضاف أن المؤلف وازن ببراعة بين المشهد الميداني والانطباع الشخصي، مقدمًا نصًا يجمع بين الأدب والتحليل السياسي والاجتماعي.
وبيّن الرواشدة أن كتاب “حين يصمت السلاح تبدأ القصّة” يمكن تصنيفه ضمن كتب الرحلات والمذكّرات، وهو نوع نادر في الكتابة المعاصرة رغم أصالته في التراث العربي، موضحاً أن الكاتب قدّم سرداً مشوّقاً وانطباعات حية عن “تيمور الشرقية” التي تكاد تكون مجهولة للغالبية.
وأشار إلى أن الكتاب يتميّز بالوصف الدقيق والمكثّف للأماكن والأحداث، حيث استطاع الكاتب أن يجعل القارئ يعيش التجربة وكأنه يشاهد فيلماً وثائقياً، موثقاً العادات والتقاليد والطقوس الدينية والغذائية للسكان المحليين، وكذلك لحياة القوات الدولية في مناطق النزاع.
وأضاف الرواشدة أن أحد أبرز جوانب الكتاب هو تسليط الضوء على الدور الإنساني للقوة الأردنية المشاركة في حفظ السلام، وكيف استطاع الضباط والأفراد الجمع بين المهام الأمنية والإنسانية، مما يعكس صورة مشرّفة للأردن وأجهزته.
وفي ختام كلمته، قال الرواشدة: “أهنئ الصديق محمد الخطيب على هذا الإنجاز النوعي، الذي يُعدّ إضافة مهمة للمكتبة الأردنية، وأتطلع إلى كتابه القادم.
أما المؤلف العقيد المتقاعد الخطيب، فقد عبّر عن اعتزازه بإشهار الكتاب، واصفًا إياه بأنه يمثل “ولادة لمرحلة كاملة من حياته وتجسيدًا لتجربة إنسانية ومهنية عايشها بكل تفاصيلها في تيمور الشرقية”.
وأوضح أن المهمة جعلته يكتشف أن السلام لا يبدأ من الاتفاقيات، بل من الإصغاء والتعامل الإنساني، وأن الأمن الحقيقي يُبنى على الثقة وليس على القوة وحدها.
وأضاف أن الكتاب يوثق المشاعر بقدر ما يوثق الوقائع، وينقل لحظات إنسانية لا تُنسى من قلب مناطق النزاع، مشيدًا بزملائه في المهمة، وبالدعم الكبير الذي تلقاه من عائلته.
كما أهدى المؤلف العقيد المتقاعد الخطيب هذا العمل إلى جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، مؤكدًا أن جلالته يمثل رمز الحكمة والاعتدال، وبيّن أن جلالة الملك هو الراعي الحقيقي للمؤسسة الأمنية، التي نفخر جميعًا بالانتماء إليها.
وأشار الخطيب إلى أن هذا الإهداء يشمل أيضًا مديرية الأمن العام، التي وصفها بأنها “البيت الأول والمدرسة الأمنية التي زرعت فينا أن العمل الأمني رسالة لا وظيفة”، وإلى كل ضابط أردني خدم داخل أو خارج الوطن بتفانٍ وإخلاص، مؤكدًا أن هذا الكتاب مهدى لكل من يرى في السلام مشروع حياة لا مرحلة عابرة.
كما قدّم شكره إلى العين حسين المجالي، والروائي الرواشدة، والإعلامي أبو رمان، وغرفة تجارة عمّان على احتضان الحفل.
واختتم الخطيب كلمته بالإعلان عن عملين قادمين: الأول بعنوان “الكلمة والقرار: حين اختار الأمن أن يُصغي”، يوثق تجربته في الإعلام الأمني خلال فترة الربيع العربي، والثاني بعنوان “في خدمة السلام: رحلة إنسانية في قلب النزاع”، يرصد مهمته الأممية في جنوب السودان، مؤكدًا أن هذه التجارب تستحق التوثيق لما فيها من دروس إنسانية ووطنية عميقة.