المستقل – خطف اللاعب التونسي السابق، أمين الشرميطي، الأنظار، في الشارع الرياضي بالبلاد، عندما كان بطلاً بلفتة مميزة تجاه أسطورة فريق النجم الساحلي، والمدرب التاريخي لمنتخب “نسور قرطاج” عبد المجيد الشتالي (85 عاماً)، الذي ابتعد فترة طويلة عن الأضواء.
ويُعد الشتالي أحد رموز الكرة المحلية، إذ كان أول من قاد منتخب تونس إلى أول مشاركة في بطولة كأس العالم لكرة القدم، تحديداً في نسخة 1978 بالأرجنتين، وهو يُصنّف ضمن قائمة أبرز اللاعبين الذين حملوا قميص النجم الساحلي، لكنه غاب تماماً عن الظهور في وسائل الإعلام خلال السنوات الأخيرة، بسبب تعرّضه لأزمة صحية حادة، تزامناً مع تقدّمه في السن وبلوغه حتى الآن عامه الـ(85).
وفي الوقت الذي غابت فيه أخبار قائد الانتصار الأول للعرب في المونديال، تحديداً في اللقاء الافتتاحي لتلك النسخة ضد المكسيك، تلقى الشتالي مفاجأة سارة ولفتة مميزة من نائب الرئيس الحالي للنجم الساحلي، أمين الشرميطي، الذي أراد أن يعيد هذا المدرب التاريخي إلى الأضواء، عندما زاره في بيته وخصّه بهدية بسيطة، لكنها معبرة جداً، وفقاً لمقطع فيديو مصوّر نشره النادي على صفحته الرسمية بموقع فيسبوك، ليلة السبت.
وظهر الشتالي بعد طول انتظار، وهو مستلقٍ على كرسي فاخر، وكأنه يجسد عرشه الذي اعتلاه طوال رحلته الخالدة في عالم كرة القدم، وكانت حركاته بطيئة بعض الشيء، لكن كلماته القليلة كان لها مفعول السحر على معجبيه الذين تفاعلوا بقوة مع اللقطة المميزة، إذ حصد الفيديو مئات الآلاف من المشاهدات، أما الشرميطي، فانحنى أمام الأسطورة، قائلاً: “جئت إليك اليوم لأهديك اشتراكاً خاصاً بجماهير النجم هذا الموسم، هذه هي البطاقة الأولى، وهي تحمل اسمك”، وتسلّم الشتالي الهدية والسعادة تغمره، وملامحه تشير إلى الفخر بعشقه الكبير للفريق التونسي العريق.
ووجّه الشتالي وصيّة للشرميطي، قائلاً: “يجب عليكم أن تأخذوا حذركم على النادي”، ليجيب أمين: “هذا ما نحن بصدد فعله الآن”، وتأتي رسالة الأسطورة في الوقت الذي تسلّم النجم السابق زبير بية رئاسة الفريق، ومعه بعض اللاعبين السابقين في مجلس الإدارة الجديد، يتقدمهم أمين الشرميطي، الذي يعد كذلك أيقونة في تاريخ النجم، وهو الذي قاد الفريق إلى لقبه الوحيد في دوري أبطال أفريقيا، تحديداً سنة 2007 في استاد القاهرة الدولي بالذات أمام الأهلي المصري.
وكان الحوار بين الشرميطي والشتالي ممتعاً ومشوّقاً وكأنّه أحد الأفلام الوثائقية القصيرة، التي توثّق جزءاً من تاريخ النجم الساحلي، وراوح بين جيلين نجحا في كتابة مجد الفريق خلال حقبات زمنية مختلفة، وقد تجلى ذلك عندما حمل الشرميطي حذاء الشتالي القديم، قائلاً: “لقد اكتشفت الآن أنّه الحذاء الذي كنت تلعب به، إننا نحمل المقاسات نفسها”، حينها ضحك المدرب الأسطوري، وتزينت ملامحه فرحاً، وهو يتذكر سنوات مجده في عالم الساحرة المستديرة.