المستقل – قال رئيس مجلس النواب، أحمد الصفدي، “لقد شرفنا اليوم سيد البلاد بخطاب العرش السامي، والذي تضمن رؤى ثاقبة وخارطة طريق واضحة لقابل الأيام، وقد وضع السلطات كافة أمام مسؤولية التعاون، في سبيل تلبية تطلعات أبناء شعبنا العزيز.. وهو عين الحكمة، ودالة الصواب، وخير المسار”، موضحا ان الخطاب سيكون بوصلتنا التي نعمل وفقه، من أجل تحقيق أهدافنا الوطنية”.
وأكد أننا سنسير والحكومة في مضمار العمل الوطني، تحت مظلة الفصل المرن بين السلطات المحفوف بالدستور العتيد، وفي مناخ من التعاون والتوافق في مسارات متوازية، تلتقي في دائرة المصلحة الوطنية العليا، لتحقيق رؤى التحديث الشاملة ومقتضيات مساراته.
جاء ذلك في كلمة ألقاها، خلال ترؤسه جلسة مجلس النواب، بُعيد انتخابه رئيسًا لـ”النواب”، اليوم الأربعاء، بحضور رئيس الوزراء، الدكتور بشر الخصاونة، والفريق الحُكومي.
وأوضح الصفدي “لا حديث يتقدم على ما أشار إليه سيد البلاد حول قضية الأمة المركزية، فلسطين التي تسكن وجدان الأردنيين وضمائرهم جميعاً، وهي القضية التي بقيت في سدة أولويات جلالة الملك، محذراً على الدوام وفي خطاباته كافة، من مغبة غياب الحل العادل الشامل لها، وفق حل الدولتين الضامن للحق الفلسطيني، وأن استمرار ممارسات الاحتلال في الأراضي الفلسطينية من شأنه بقاء المنطقة على صفيح من التوتر والغليان، وهو ما سينعكس على العالم برمته.
وبين الصفدي أن ما يجري اليوم في قطاع غزة، هو انعكاس لتطرف حكومة الاحتلال، والتي ما تزال تمارس النهج ذاته، وهذا يستوجب من المجتمع الدولي ومراكز القرار فيه الإنصات لصوت الحكمة الذي يمثله جلالة الملك دوماً، ووقف آلة الحرب الغاشمة في قطاع غزة.
وأكد أنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة دون حل شامل وعادل للقضية الفلسطينية، وأن الأردن سيبقى ظهيراً لفلسطين وصخرة صمود بوجه كل طامع.
وشدد الصفدي على أنه لن نسمح بأي حلٍ يكون على حساب شبر واحد من أرضنا، وسنبقى خلف راية سيد البلاد، في حمله لأمانة الوصاية الهاشمية على المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس.
وتابع “لقد بقي هذا الوطن بعون الله موئلاً للأحرار، وملاذاً لكل مظلوم، باذلاً كل ما بوسعه في سبيل ذلك، صامداً على جبهة الثبات، لا تنال من وحدة شعبه الصغائر وأوهام الطامعين، ولا تعبر من حدوده أيادي الغدر والإرهاب، وطناً حراً عزيزاً بقيادة أسدُ بني هاشم، جلالة الملك عبدالله الثاني”.
وقال الصفدي “لقد أنجز مجلسنا حزمة من قوانين التحديث في المسارات السياسية والاقتصادية والإدارية”، مضيفًا “اليوم نقف أمام مسؤولية وطنية في إعلاء قيم النزاهة ومحاربة الفساد، والامتثال لسيادة القانون على الجميع، ولن نتوانى عن فتح أي ملفات جرى فيها التعدي على المال العام”.
وأكد أن واجبنا الرقابي لا يقل أهمية عن دورنا التشريعي، وهذا يستوجب تكثيف جلسات الرقابة، لنكون عند حسن ظن قيادتنا وأبناء شعبنا، مخلصين أوفياء لما أقسمنا عليه في القيام بدورنا الدستوري على أكمل وجه.
وأعرب عن شكره للزميلات والزملاء النواب، على هذه الثقة الغالية، قائلًا “أعانق السماء وأطاول الجوزاء فخراً بكم وبثقتكم التي طوقتم بها عنقي للمرة الثانية، وأعاهد الله أولاً، ثم أعاهدكم أن أكون الوفي لقيادتنا الحكيمة، ولتراب أردننا الطهور ولثقتكم الغالية، وأن أكون أخاً قريباً وصدوقاً ناصحاً لكم، أحمل معكم وبكم هذه الأمانة، على أكف الإخلاص، وفاءً وخدمة لشعبنا الأردني العظيم، الساكن على الدوام في وجدان سيد البلاد، كما أعاهدكم أن أتقبل نصحكم وأن أكون عوناً لكم، وعلى مسافة واحدة من الجميع”.
وتابع الصفدي “ليكن هدفنا في قادم الأيام، العمل على تعزيز الثقة الشعبية بالبرلمان، فهذه المؤسسة لها المكانة الدستورية الرفيعة، ما يستوجب الالتزام بالنظام الداخلي ومدونة السلوك النيابية، ليكون مجلسنا على الدوام مرآة التمثيل الحقيقي للشعب وعينه ومحط ثقته”.