21.1 C
Amman
الإثنين, سبتمبر 16, 2024
الرئيسيةالانتخابات النيابية 2024العبسه تكتب : لوحات إعلانات المرشحين بين الضرورة والمسؤولية

العبسه تكتب : لوحات إعلانات المرشحين بين الضرورة والمسؤولية

المستقل – كتبت : لما جمال العبسه

يعيش الأردن هذه الأيام استحقاقا انتخابيا له خصوصية عن المجالس النيابية السابقة، فهو يأتي في اطار خطة التحديث السياسي للوصول الى حكومة برلمانية منتخبة يوما ما، وعادة ما يرافق الانتخابات النيابية الحملات الاعلانية واللوحات التي تحتوي صور وأسماء الأحزاب والمرشحين للانتخابات.

من المفترض ان قانون الانتخابات والهيئة المستقلة للانتخابات يراقبان عن كثب خارطة نشر وتوزيع اللوحات الاعلانية في الشوارع والطرقات حول المملكة، كما ان للهيئة الاحقية في متابعة ما تحتويه هذه اللوحات والتي من الممكن لها طلب ازالتها بموجب الضابطة العدلية الممنوحة لها حسب القانون، كما ان امانة عمان تقوم دوما على التبليغ عن اية مخالفات لوضعية هذه اللوحات وما اذا كانت اماكنها مناسبة ام ان لها تأثيرات سلبية مزعجة، حيث تقوم بإبلاغ أصحابها بضرورة ازالتها.

يوما بعد الاخر، تتصاعد حدة المنافسة بين اللوحات الاعلانية للمرشحين، فالنبه والفطن من يحاول ان تكون صورة المرشح هذا او ذاك على رأس العامود في الشارع او في نهاية ساق شجرة وسطية بالطبع من الأعلى، او ان يقوم احدهم بخلع لوحة لمنافس وطرحها ارضا لتوضع مكانها لوحة إعلانية لمنافس له.

عدا عن ذلك، فان تراكم اللوحات الاعلانية على عمود واحد يجعل ثباتها ضعيفا ليواجه الماشي او المركبة خطر ان تطير احدى هذه اللوحات وهو يسير بأمان الله ليفاجئ بالاصطدام بها، واذا ما اعتبرنا ثباتها يكفي انها تحجب رؤية الشارع عن السائق او الماشي خاصة ممن يقطعون من جانب الى اخر لتزيد مع هذا كله احتمالية الحوادث المرورية.

في جميع دول العالم هذه اللوحات الاعلانية حاجة ماسة للفت النظر والانتباه الى المرشحين لهذا الحزب او ذاك او للقوائم الانتخابية وغيرها، لكن نرى مثل هذه اللوحات تأخذ مكانا مرتفعا نوعا ما غير حاجب للرؤية وتوضع في اللوحات الاعلانية الالكترونية بين الطرقات لضمان عدم فقدانها او ان تلحق الأذى بالناس.

ان وضع اللوحات الاعلانية بهذا الشكل مع استنزاف وقت وجهد الهيئة المستقلة للانتخابات بمراقبة الدعاية الانتخابية التي تتضمن هذه اللوحات انما هو منذر وليس مبشرا، فالمفترض ان من يطرح نفسه كمرشح لديه الأفكار الخلاقة على صعيد انساني واجتماعي واخلاقي ولديه مسؤولية عامة تتسع لما تحتها من مسؤوليات تتضمن المحافظة على اروح الناس وعدم تعريضها لأية اخطار حتى وان انخفضت نسبة هذا الامر، كما ان لديها مسؤولية للمحافظة على جمالية المدن من خلال أماكن وضع اللوحات الاعلانية او عندما تصبح مخلفات تؤذي المارة.

لدى «المستقلة للانتخابات» الكثير لتقوم به، ويتجاوز مراقبة وضع اللوحات الاعلانية التي هي بالأساس مسؤولية تنبع من الحملات الانتخابية للأحزاب ومرشحيهم بل وكافة الذين رشحوا انفسهم ومدراء هذه الحملات ويكونون اكثر اقناعا للمحتمل الحصول على أصواتهم.

“الدستور”

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا