أكد القائم بأعمال السفارة الصينية في عمان قونغ أن مين، أن بلاده تدعم جهود الأردن للحفاظ على الأمن والاستقرار الوطنيين، وتحترم الوصاية الهاشمية على المقدسات في القدس، وتثني على الدور المهم الذي يلعبه الأردن في تعزيز الاستقرار الإقليمي.
وأضاف ان الصين تولي أهمية كبيرة لتطوير الشراكة الاستراتيجية مع الأردن، لا سيما وأن العام الحالي يصادف الذكرى العاشرة لتأسيس هذه الشراكة التي تشهد تعزيزاً متواصلاً وتقدماً جديداً في التعاون العملي بمختلف المجالات.
وقال في مقابلة مع وكالة الأنباء الأردنية (بترا)، بمناسبة الذكرى الــ76 لتأسيس جمهورية الصين الشعبية إن الجانبين يتبادلان الدعم الثابت في القضايا المتعلقة بالمصالح الجوهرية، ويتوصلان إلى توافق واسع بشأن القضايا الدولية والإقليمية، لافتاً إلى التزام الأردن بمبدأ الصين الواحدة، وهو ما تقدّره بكين عالياً.
وأشار إلى أن البلدين يحافظان على التواصل والتنسيق الوثيقين بشأن القضية الفلسطينية وأوضاع سوريا، ويدافعان معاً عن العدالة الدولية، لافتاً إلى أن الصين قدمت منذ نهاية العام الماضي مساعدات إنسانية عاجلة إلى فلسطين عبر الأردن، وتخطط لتقديم مساعدات طبية للاجئين الفلسطينيين، ودعم مالي لوكالة الأونروا، إلى جانب دعم مشروعات لمساعدة اللاجئين السوريين في المملكة.
وبيّن أن التعاون بين البلدين يتزايد في مجالات التجارة والاستثمار والطاقة والبنية التحتية والتصنيع، حيث بلغ حجم التجارة بينهما عام 2024 نحو 5.371 مليار دولار، فيما سجل النصف الأول من عام 2025 نحو 3.232 مليار دولار بزيادة 26 بالمئة مقارنة بالعام السابق.
وكشف عن خطط الحكومة الصينية لدعم الأردن في تنفيذ مشروع “التعليم الذكي” ومشروع زراعة عشب “جونكاو”، فضلاً عن دعوة أكثر من 600 أردني من مختلف القطاعات للمشاركة في دورات تدريبية بالصين في مجالات الصحة والإعلام والاقتصاد والثقافة.
وأضاف أن الصين والأردن شريكان طبيعيان في مبادرة “الحزام والطريق”، مؤكداً الاستعداد لتشجيع المزيد من الشركات الصينية على الاستثمار في الأردن والمشاركة في المشاريع الكبرى.
وتشهد التبادلات الثقافية والبشرية بين البلدين توسعاً ملحوظاً، حيث أقيمت فعاليات ثقافية صينية في السلط والبترا، وتم توقيع اتفاقية توأمة بين مدينة جيايوقوان الصينية والبترا، وشاركت فرق فنية صينية في مهرجان جرش ومهرجان المدن الدولي، فيما شهد مهرجان الأردن لأفلام الأطفال عرضا لفيلم “ني تشا 2” وفوز فيلمين صينيين بجوائز.
وأشار إلى حصول العديد من الطلبة الأردنيين على منح دراسية صينية، وإطلاق جامعة فيلادلفيا أول برنامج ماجستير باللغة الصينية، وتطور التعاون التعليمي بين الجامعات في البلدين، وزيادة أعداد الطلبة المبتعثين المتبادلين.
كما أشار الى أن الصين تمضي قدماً في بناء دولة قوية ونهضة الأمة الصينية من خلال التحديث الصيني النمط، فيما يعمل الأردن بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني على تعزيز التحديثات السياسية والاقتصادية والإدارية، مؤكداً ثقته بمستقبل واعد للعلاقات الثنائية وتقديم مسيرة التحديث الجديدة.
واكد اهمية مبادرة الحوكمة العالمية التي طرحها الرئيس الصيني شي جين بينغ خلال قمة منظمة شنغهاي للتعاون في تيانجين اخيرا، والتي جاءت في توقيت مهم يصادف الذكرى الثمانين لتأسيس الأمم المتحدة، لتضاف إلى سلسلة المبادرات الصينية الكبرى بعد مبادرات التنمية العالمية والأمن العالمي والحضارة العالمية، مشيرا الى أن المبادرة تهدف إلى رسم الاتجاه وإبراز المسؤولية وتلبية التطلعات المشتركة لشعوب العالم من خلال خمسة مبادئ أساسية: المساواة في السيادة، وسيادة القانون الدولي، وتعددية الأطراف، ووضع الشعب في المقام الأول، وتحقيق نتائج ملموسة مبينا أن لهذه المبادئ أهمية خاصة في وقف إطلاق النار في غزة وإيجاد حل سياسي عادل للقضية الفلسطينية.
وأكد أن الصين ترى في حل الدولتين الطريق الواقعي الوحيد لتسوية القضية الفلسطينية، وتدعو إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة على حدود عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، وترفض أي محاولات إسرائيلية لاحتلال غزة أو تقويض هذا الحل .
وقال ان الاردن يلعب دورا مهما في الشؤون الاقليمية ونتطلع للعمل مع الاردن ودول العالم لتنفيذ مبادرة الحوكمة العالمية وتعزيز بناء نظام حوكمة عالمي اكثر عدلا وانصافا وتحقيق حل عادل وشامل ودائم للقضية الفلسطينية على اساس حل الدولتين.
وعرض للفعاليات التي اقامتها الصين اخيرا بمناسبة الذكرى الثمانين لانتهاء الحرب العالمية الثانية، التي شملت اجتماعاً تذكارياً وعرضاً عسكرياً وحفلاً فنياً واستقبالاً رسمياً، بحضور قادة ورؤساء دول من مختلف القارات، مبينا ان الشعب الصيني قدم أكثر من 35 مليون شهيد وجريح من العسكريين والمدنيين خلال هذه الحرب.
وبين ان الهدف من احياء هذه الذكرى إعلاء الروح العظيمة لحرب المقاومة، باعتبارها ثروة معنوية ثمينة ستبقى مصدر قوة للشعب الصيني لتجاوز الصعاب ودفع مسيرة النهضة الوطنية، مشيرا الى أن العرض العسكري عكس القدرات الدفاعية المتقدمة لجيش التحرير الشعبي.
وشدد على أن إرادة الصين في السلام تستند إلى القوة، وأن بلاده ستواصل بناء جيش عالمي المستوى للدفاع عن سيادتها ووحدتها وسلامة أراضيها.
وأكد أن الصين لم تبادر منذ تأسيسها إلى إشعال أي حرب أو احتلال أراضي الغير، وهي الدولة الوحيدة التي أدرجت مسار التنمية السلمية في دستورها، مشيراً إلى أنها أكبر مساهم في قوات حفظ السلام بين الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن.
واشار الى ان الحضور المتميز على جميع المستويات يعكس اعتراف المجتمع الدولي بالمساهمة التاريخية للصين في الحرب العالمية الثانية، ويبرز الإرادة الدولية المشتركة للحفاظ على السلام والاستقرار العالميين.