المستقل – م . هاشم نايل المجالي
لقد اصبح موضوع المرتزقة يؤرق العالم ، فهم لا عنوان لهم ولا مكان للاقامة ولا شيء يشدهم في بلادهم ، فهم اشد فتكاً من الفيروسات الجرثومية ، وليس لهم اي زمان للانتهاء ، وموضوعهم مرتبط بالعديد من العوامل منها ان غالبيتهم لهم سوابق بالقتل والاجرام والسرقة والارهاب ، كذلك الحقد وعدم الاقتناع بحيث لا يمكن علاج اي حالة منها ، فالامراض متعددة في كل واحد منهم ، وحتى نخرج في واحد سليم نحتاج الى اطباء متعددي الاختصاص ودون نتيجة .
لذلك يتم ترك كل واحد ليواجه مصيره وحده ، وهنا تكمن خطورة الامر فهو يعتبر نفسه مشردا بخبراته الاجرامية ، ويبحث عمن يحتويه ومن يدفع له الأجر الاكثر والرفاهية في القتال .
فهناك اشخاص عانوا من الحرمان وسط اسرتهم او مجتمعهم لسبب او لآخر ، ليصبح لا يتمنى الخير لأحد ، ليحقد على الاخرين الافضل منه ، فيراقب الاخرين ليجد الفرصة لينال منهم او يتبلطج عليهم .
فهناك متلازمة الفقر والحرمان تقوده الى الانحراف ، وهناك مرتزقة السياسة الذين يتملقون ليصلوا الى اصحاب القرار ويبيع ضميره في سبيل ذلك ، كذلك هناك من المرتزقة من اصبح في سوق المزاد في كثير من الدول حيث لديهم خبرات قتالية وجرمية ، واصبحت الدول تتاجر بهم وتستغلهم لتنفيذ مصالحها .
ومنهم من هو قابع في السجون حيث يتم بيعهم وتصديرهم للدول التي يجري فيها صراع وقتال ، ليعيثوا فيها اجراماً وفتكاً بأبشع الجرائم ، كما هو الحال في العديد من الدول التي صدرت مرتزقيها لدول اخرى مثل مرتزقة تنظيم الجماعات الارهابية في العراق وسوريا وليبيا وغيرها .
كذلك ما تم ارساله الى روسيا او اوكرانيا ليحتدم الصراع والقتال بسببهم ، ويسببوا خللاً اجتماعياً وانسانياً واخلاقياً ، حتى اصبحوا مضرة في البلد التي استقبلهم ، فالمرتزقة لا مبدأ لهم ولا مرجعية لهم والمال يسيرهم كما يريدون .
