10.1 C
Amman
الأربعاء, مارس 12, 2025
spot_img
الرئيسيةصوت المواطنالمنخفض الجوي الأخير يكشف الواقع المرير لمدارس قضاء الجفر

المنخفض الجوي الأخير يكشف الواقع المرير لمدارس قضاء الجفر

المستقل – دانية أحمد

دفعت العاصفة الرملية الكثيفة المرافقة للمنخفض الجوي الأخير، والتي ضربت جنوب الأردن وتحديداً قضاء الجفر في محافظة معان، الجهات المختصة إلى إعلان حالة الطوارئ في بعض المناطق، وسط تحذيرات متزايدة من تأثيرها على الحياة العامة.

في ظل هذه الأجواء الصعبة، تأثرت المدارس بشكل كبير حيث تراكمت كميات هائلة من الغبار داخل الصفوف، مما أثار تساؤلات حول الإجراءات المتخذة لضمان السلامة العامة والبيئة التعليمية الآمنة للطلاب والمعلمين.

ما هو واقع المدارس بعد العاصفة؟ وكيف تعاملت الجهات المعنية مع هذه الأزمة؟

وفي حديث للمستقل الإخباري أشارت الدكتورة عايدة أبو تايه، الأستاذة في جامعة الحسين بن طلال والمقيمة في الجفر، إلى أن الأرصاد الجوية تحذر من العواصف الرملية، لكن لا يتم اتخاذ تدابير وقائية كافية لمواجهة آثارها على المدارس.

وأوضحت أن الدفاع المدني تدخل لإنقاذ العالقين في الصحراء، لكن المدارس ظلت خارج دائرة الاهتمام، مما أدى إلى تفاقم المشكلة.

وأضافت أبو تايه بعد اطلاعها على واقع المدارس أنه نتج عن العاصفة تراكم الأتربة بشكل كبير داخل الصفوف الدراسية، مما جعل البيئة المدرسية غير صالحة للتعليم.

وأكدت، أن المدارس لا تملك موازنات كافية للتعامل مع هذه الحالات الطارئة، ولم يتم توفير فرق تنظيف مختصة لإزالة الأتربة. وبدلاً من ذلك، تحملت المعلمات، الطالبات، والمديرات مسؤولية تنظيف الفصول، رغم أن الوضع يتطلب معدات متخصصة وعمال نظافة محترفين.

المدارس بحاجة إلى حلول دائمة وليست “فزعة”!

أوضحت أبو تايه أن العواصف الرملية حالة جوية معتادة لكنها خطيرة، لذا يجب وضع آليات مستدامة لحماية الطلاب، مثل تجهيز المدارس بفرق صيانة، وتوفير ميزانية للطوارئ، وعدم الاعتماد على الجهود الفردية للمعلمين والطلاب في التعامل مع الكوارث.

من جانبها، صرّحت إحدى المعلمات في مدرسة بقضاء الجفر لموقع “المستقل الإخباري” بأن المدرسة، التي تضم جميع المراحل الدراسية من الروضة حتى التوجيهي، وتتكون من 6 مبانٍ رئيسية مع الملحقات و4 ساحات، لا يوجد فيها سوى “أذنٍة” واحدة فقط مسؤولة عن التنظيف. وقد جعل ذلك الوضع صعبًا للغاية بعد العاصفة الرملية.

وأوضحت المعلمة أن المعلمات والطلاب اضطروا للمشاركة في أعمال التنظيف بسبب النقص الحاد في الكادر المسؤول عن النظافة، رغم أن بعض المعلمات يعانين من الربو، ولكن لم يكن أمامهن خيار آخر سوى المساعدة.

ضرورة توفير حلول مستدامة

وبينت المعلمة أن هذا ليس حلًا جذريًا للمشكلة، مشيرةً إلى أن حجم الغبار الذي دخل الصفوف كان كارثيًا، ويتطلب معدات تنظيف متخصصة ودعمًا من مؤسسات المجتمع المحلي لضمان بيئة مدرسية سليمة.

كما شددت على أهمية أن تقوم إدارة التربية بفحص الصفوف قبل استئناف الدوام، لأن الطلاب بحاجة إلى غرف صفية نظيفة وآمنة لضمان صحة وسلامة العملية التعليمية.

وفي سؤال عن ما إذا كانت هناك مراقبة على وضع المدرسة بعد العاصفة، قالت المعلمة: “لم يستفسر مدير التربية عن أوضاع المدارس، ولم يتم اتخاذ أي حلول جذرية لمواجهة الأزمة، مما ترك المدارس في مواجهة العاصفة بمفردها.”

من جهته، صرّح مدير مديرية التربية في البادية الجنوبية علي سالم النعيمات للمستقل الإخباري بأن المدارس في لواء الحسينية وقضاء الجفر قد تم تعطيلها خلال العاصفة الرملية الأخيرة، نظرًا لشدتها وتأثيرها الكبير على البيئة المدرسية.

وأوضح النعيمات أنه تم التواصل مع المدارس والتأكد من سلامة الصفوف وتنظيفها، حيث قامت الأذنة بأعمال التنظيف. وبسبب كثافة الغبار، تم تعيين أذنة جدد بنظام شراء الخدمات للمساعدة في التنظيف.

وأكد النعيمات أن نقص “الأذنة” ليس مشكلة خاصة في قضاء الجفر فقط، وإنما تعاني منه جميع مدارس المملكة. ومن هذا المنطلق تم إطلاق مبادرة “لِمدرستي أنتمي” التي توجه الطلاب والمعلمين للتطوع مع التأكيد على أن هذه المشاركة ليست إجبارية.

وأشار النعيمات أن لكل مدرسة مخصصات مالية تُستخدم لشراء معدات التنظيف والمستلزمات الضرورية. كما أشار إلى وجود تعاون مع مؤسسات المجتمع المحلي، حيث يتم التنسيق مع البلديات لتوفير جرافات أو معدات ثقيلة إذا لزم الأمر.

وبين النعيمات أن هناك مناطق صحراوية تأثرت أكثر بكثير من الجفر، وأنه تم تعميم توصيات وإرشادات على المدارس للمساعدة في التقليل من الغبار داخل الصفوف، مثل إغلاق النوافذ واتخاذ إجراءات وقائية أخرى.

الاستعداد للعواصف القادمة

وحول احتمالية قدوم عاصفة رملية جديدة الأسبوع القادم وفق النشرة الدورية للأرصاد الجوية، أكد النعيمات أن مديرية التربية على أتم الاستعداد، حيث سيتم تنفيذ حملات تفتيشية على المدارس لمراقبة الأوضاع، والتأكد من أن كل الأمور ستكون تحت السيطرة.

هذا وتعكس العاصفة الرملية الأخيرة التحديات التي تواجهها المدارس في التعامل مع الكوارث الطبيعية. وبحسب أهالي المنطقة؛ فإن نقص الموارد البشرية والمعدات اللازمة للتعامل مع تداعياتها يشكل عائقًا كبيرًا أمام قدرة المدارس على مواجهة مثل هذه الظروف الصعبة بشكل فعال.

ويبقى المواطن في حيرة من التساؤلات: لماذا لا يُخصص نفس الدعم والموارد للمدارس في المناطق الريفية مثل الجفر؟ هل يجب أن يكون الفرق في المعاملة بين المدينة والقرية عائقًا أمام حق الطلاب في بيئة مدرسية آمنة وصحية؟

وكشفت العاصفة الرملية الأخيرة بوضوح حجم الفجوة في الاستعدادات بين المناطق المختلفة. وهذا يفرض على الجهات المعنية التفكير بجدية في تطوير آليات مستدامة تضمن توفير بيئة تعليمية آمنة لجميع الطلاب، بغض النظر عن مكان إقامتهم.

مقالات ذات صلة

1 تعليق

  1. من وقت الطويل والقرى والمناطق نائية لم يترك لهم الا فتات الاهتمام وصوتهم عمره ما انسمع وبضل التساؤل ليش هاذ الاجحاف في حق من هم جزء لا يتجزء من هاذ الوطن.

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا