المستقـل – رامـي المعـادات
مع بدء العد التنازلي لافتتاح الدورة العادية الأُولى لمجلس النواب العشرين، اصبح واضح للعلن المخططات والتوافقات النيابية على رسم شكل المناصب القيادية تحت القبة، والكلام هنا عن الرجل الأول في المجلس “الرئيس” والنائبين الأول والثاني والمساعدين الأول والثاني لرئيس المجلس القادم، بالإضافة الى رؤساء اللجان النيابية.
هذه التوافقات التي أُعلن عنها بشكل رسمي اليوم الثلاثاء الموافق 12/11/2024، حول انضمام غالبية نواب الأحزاب الوسطية الى حزب الميثاق والالتفاف ودعم النائب احمد الصفدي في انتخابات الرئاسة، كشفت ان حزب جبهة العمل الإسلامي “الإخوان” يقف منفرداً أو إن صح التعبير بدعم محدود في مجابهة تحالف وسطي قد يكون حسم المشهد النيابي مبكراً .
وهنا تبرز التساؤلات حول موقف الإخوان من الإقصاء المبكر، حيث تشير المعلومات الأولية من داخل الحزب التي حصل عليها “المستقل الإخباري”، ان الحزب ما زال مصراً على ترشيح النائب المخضرم صالح العرموطي للرئاسة رغم العلم المطلق ان لا فرصة جدية له في حصد المقعد الرئاسي.
بدوره، أكد خبير برلماني “فضل عدم ذكر إسمه”، ان المشهد النيابي كان واضحا منذ وقت، وليس بالغريب ان نجد تحالفا وسطيا لكبح اي فرصة تجعل لنواب الأخوان فرصة في حصد مقاعد نيابية قيادية، مشيرا الى ان حادثة عملية البحر الميت التي تبناها حزب جبهة العمل الإسلامي ثم تنصل منها بعد هجمة شعبية، اثرت سلبا على نواب الجبهة وأعطت ذريعة قوية لتراجع اي نائب او حزب من توافقات قد سبقت الحادثة مع الإخوان.
وأضاف في حديثة للمستقل الإخباري، ان ما يدور من تحالفات بين الأحزاب الوسطية هو حق مشروع ومباح، لكن المستهجن هو التنظيم الكبير لإقصاء الإخوان من المشهد دون اي تمثيل ان استمر الوضع على ما هو عليه.
وبين ان عدم تمثيل نواب جبهة العمل الإسلامي لاي من المقاعد الأولى في المكتب الدائم سيضعف المجلس ويفتح باب التشكيك الشعبي بقدرت المجلس على مجابهة الحكومة في المستقبل، لا سيما ان حزب جبهة العمل حصل على أعلى اصوات من قبل الناخبين مما يعني ان عدم تواجدهم في المراكز الاولى في المجلس يعني ضمنيا إضعاف الحياة الحزبية المنشودة تحت قبة البرلمان.
وكان قد فجر النائب احمد الصفدي “أبرز المرشحين لرئاسة مجلس النواب” مفاجأة غير متوقعة بزيارته للمراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة، والتي حللت بانها اتت ضمن خطط الأول لمحاولة ثني حزب جبهة العمل عن الإستمرار في طرح أسم العرموطي كمرشح للرئاسة، وحتى يخرج الصفدي بمكاسب اهمها حصد أكبر نسبة من الأصوات ومن جميع مكونات المجلس الحزبية.
كما توافقت الكتل الخمس (الميثاق ، تقدم ، إرادة ، الوطني الاسلامي ، اتحاد الأحزاب الوسطية ، عزم) في إجتماع نيابي اليوم، على تسمية النائب احمد الصفدي مرشحا لرئاسة مجلس النواب والنائب الدكتور مصطفى الخصاونة نائباً اولاً للرئيس والنائب احمد الهميسات نائباً ثانيا والنائبين هدى نفاع ومحمد المراعية مساعدين الرئيس .