19.1 C
Amman
الأربعاء, أكتوبر 29, 2025
spot_img
الرئيسيةالمانشيتالنعيمي يكتب : مازن القاضي وفن القيادة من حوشا الى مجلس النواب

النعيمي يكتب : مازن القاضي وفن القيادة من حوشا الى مجلس النواب

المستقل – بقلم : خلدون ذيب النعيمي

لا زلت اذكر ذلك اليوم من ايام نيسان بأمطاره الربيعية اللطيفة عندما أخبرنا ضباطنا ان مركز عملنا سيشهد زيارة تفقدية لعطوفة مدير الأمن العام اللواء مازن القاضي ، وعندما جاء الباشا والكل في الطابور نادى الجميع اليه مباشرة وهو يقول انه قادم للسلام علينا والاطمئنان على احوالنا ، وبدأ الباشا بمصافحة الرتب العسكرية الصغرى بطريقة تنم عن الصدق والمودة باللقاء فكان لا يسحب يده من يد الذي يقابله الا بعد الحديث معه وسؤاله والاطمئنان عن احواله بكل هدوء وبعد ان يبادر الأخر بسحب يده ، فكانت الزيارة بمثابة لقاء ابوي واخوي بين القائد ومرتباته بكل هدوء ومحبة وودية مقرونه بالمهابة والاحترام لشخص أدرك ان فن القيادة منطلقه كسب تعاون الاخرين الذي يبدأ من الاحترام المتبادل والاستماع لهم ولأرائيهم بكل تأني وهدوء وإنصات ، فالباشا القاضي أدرك كل ذلك وتعلمه من ملوكنا الهاشميين الذين لا يتحرجون عن الوقوف لاستماع مطالب واراء رجل مسن او سيدة عجوز او حتى طفل يناديهم ويكلمهم بكل عفوية الطفولة امام الإحساس الأبوي الذي يحتوي جميع ابناء الوطن بصدق المحبة.

مازن تركي سعود القاضي وللاسم دلالته ، حفيد شيخ تزعم احد أهم القبائل العربية في بادية الشام والجزيرة العربية والعراق فكان جده الشيخ سعود القاضي بحكمته وحنكته يطلب نصحه زعماء وشيوخ القبائل في مختلف اصقاع ارض العرب الممتدة واصبح ممثلاً للبادية الشمالية في مجلس النواب لعدة دورات في خمسينات وستينات القرن الماضي في مرحلة مهمة من تاريخ الدولة الاردنية ، فنشأ “مازن” في هذا البيت العربي البدوي الطيب في حوشا البدوية المفرقاوية الأردنية متعلماً ان قيمة السيادة والزعامة تقدر بما تقدمه من خدمات للوطن وللناس ومن منطلق التواضع للأخرين “شيمة الغانمين” والإحساس بحاجاتهم ، فكان عمله الشُرطَي يتشارك به خبرته الاجتماعية مع العائلات والعشائر الأردنية وذلك في مختلف الوحدات الأمنية وخاصة مع توليه قيادة قوات البادية الملكية وخلال مواقع عمله القيادية سواء مديراً للأمن العام او وزيراً للداخلية حتى وصوله لقبة البرلمان نائباً ومن ثم رئيساً له في يوم تشريني مبشراً بخير العطاء ودوامه المعروف عنه .

الأجماع النيابي على انتخاب مازن القاضي رئيساً ومن ثم الترحيب الشعبي الكبير الذي تلاه لم يكن غريباً لكل من عرف ابو يزيد او رآه وكلمه ولو مرة واحدة ولفترة صغيرة ، فالرجل استطاع كسب الاحترام والمحبة  خلال تاريخ عمله ونشاطه بكل عفوية صادقة بعيداً عن حسابات الربح والخسارة الآنية ، وقدره الآن ان يترأس الحجرة البرلمانية الأولى في فترة استثنائية ومهمة من تاريخ الأردن والمنطقة وقد تعدد وعظم مصادر الخطر والشرور التي تستهدف مملكتنا الهاشمية العزيزة خاصة بالتهجير والأوهام التوسعية ولكنه أهل بذلك بلا شك مدفوعا بثقة قيادته الهاشمية التي عرفت مهارته القيادية في مواقع سابقة ، فضلاً عن ثقة ومحبة زملائه النواب الذين زكوه بلا منافس رئيساً لهم بكل جدارة .

معالي الباشا ابو يزيد نائب الوطن ، قبل ان نقول لك مبارك ثقة زملائك فأننا ندرك وبكل قناعة انك بلا أهل للقيادة بفنها وحكمتها ، وهي القناعة التي لازمت مشوار حياتك الشخصية والعملية في مختلف المواقع من حوشا حيث بيت العائلة المضياف البدوي الى العبدلي حيث بيت الأمة وأمالها .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا