المستقل – كشفت خريطة نشاط القوات الإسرائيلية في غزة أن “ممر نتساريم” الذي زاره رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو منذ يومين، تمت توسعته مرة أخرى نحو الشمال والشرق، حتى وصلت مساحته لحجم مدينة، بعدما كان مجرد شريط متوسط يفصل شمالي قطاع غزة عن جنوبه.
وفندت القناة 12 الإسرائيلية الأمر بإشارتها إلى المناطق الحمراء على خريطة العمليات الجديدة، والتي تحدد مناطق نشاط الجيش الإسرائيلي بالقطاع.
وتبدأ مناطق السيطرة الإسرائيلية في غزة، وفق توضيح القناة، من محور فيلادلفيا في جنوب قطاع غزة، مروراً بممر نتساريم، وصولا إلى ما عرفوه بالمنطقة العازلة الضيقة التي تقطع منطقة “المثلث” بيت حانون و جباليا وبيت لاهيا شمالي قطاع غزة.
وبررت القناة الأمر بأنه “يمكن تفسير النشاط المتوسع للجيش في قطاع غزة على أنه يمهد الطريق لحكم عسكري، خاصة أن هناك ترتيبات سياسية لذلك بالفعل، لكن خطط عمل الجيش الإسرائيلي لا تتضمن بنداً يتضمن احتلال القطاع”.
وأفادت أن “الإجراءات التي يتم تنفيذها حاليا في غزة، مصممة لخدمة 3 أهداف رئيسية: زيادة الضغط العسكري في محاولات متواصلة للتضييق على بقايا حركة حماس، والترويج لاحتمال التوصل إلى صفقة رهائن، ومنع حركة سكان غزة من شمال القطاع إلى الجنوب”.
وأشارت القناة إلى مقتل 27 جنديا إسرائيليا في شمال غزة منذ أن استأنف الجيش الإسرائيلي عملياته في منطقة جباليا في بداية الشهر الماضي، معلقة أن “الثمن باهظ للغاية”، لكن “العملية المتجددة نجحت في تحقيق نتائج مثيرة للإعجاب”، وفق تعبيرها.
ومن المتوقع أن يكمل الجيش مهمته في القطاع خلال الأسابيع المقبلة، ويؤكد الجيش أنه لا ينوي البقاء في هذه المناطق دون داع.
واهتمت القناة الإسرائيلية بالإشارة إلى أن هذا النشاط ليس تنفيذا لـ”خطة الجنرالات” التي صيغت حتى قبل الدخول البري إلى جباليا، والتي تدعو إلى الإخلاء الكامل لشمال قطاع غزة، ثم إعلان المنطقة الواقعة شمال محور نتساريم منطقة عسكرية مغلقة، وفتحها للاستيطان.
وميدانيا، تشير القناة إلى أنها المرة الثالثة التي يهاجم فيها الجيش الإسرائيلي مخيم جباليا للاجئين “في محاولة لمنع عودة حماس”، ويحتل عناصر الفرقة 162 المنطقة الآن، “فيما حث الجيش السكان على مغادرة المخيم، حتى لا تستخدمهم حماس كدروع بشرية”، وفق التقرير.
ووسط كل هذا النشاط العسكري والجدل السياسي الداخلي والدولي حول مصير غزة، لم يحسم صناع القرار الأمر، رغم الحديث عن التريبات للحكومة العسكرية وشركات توزيع المساعدات الإنسانية وشرعنة البقاء في غزة.
وتعترف القناة الإسرائيلية أن تل أبيب تقترب من استنفاد قوتها العسكرية، في غزة كما في لبنان، وتدعو لاتخاذ قرارات أخرى تدعم الجهود السياسية.
وخلصت القناة في تقريرها إلى أن الوضع الإسرائيلي المؤقت الحالي في غزة يمثل إشكالية كبيرة، وأيدت وصف وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، رغم هجوم الحكومة الإسرائيلية عليه.