25.1 C
Amman
الخميس, يونيو 19, 2025
spot_img
الرئيسيةالرئيسية"بوتين أم زيلينسكي".. مَن المستفيد "الفعلي" من فوز ترامب؟

“بوتين أم زيلينسكي”.. مَن المستفيد “الفعلي” من فوز ترامب؟

المستقل – بعد معركة انتخابية شرسة وملحقات قضائية لن تنتهي، وصل دونالد ترامب مُجددًا إلى البيت الأبيض، ومع هذا الفوز على منافسته كامالا هاريس، يبدو أن مسار الحرب الروسية الأوكرانية قد يشهد تغيرات خلال الأيام المقبلة، إما بتسوية النزاع نهائيًا، وهو ما يتخوف منه الأوكرانيون، أو الضغوط الروسية لمنع تدخل ترامب في القضية.

وتمثلت أولى المفاجآت، بإعلان المتحدث باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لا يزال مستعدًا للحوار مع الولايات المتحدة، وأن مستقبل العلاقات الروسية الأمريكية – التي وصلت إلى أدنى مستوياتها حاليًا – يقع على عاتق الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة ترامب.

وتعليقًا على فوز ترامب، أكدت وزارة الخارجية الروسية، أن موسكو “ستعمل مع الإدارة الأمريكية الجديدة، وستدافع بحزم عن المصالح الوطنية الروسية والتركيز على تحقيق جميع أهداف العملية العسكرية الخاصة، فشروطنا لم تتغير ومعروفة جيدًا لواشنطن”.

وفي كييف، سارع الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بتهنئة ترامب على انتصاره، ووجه رسالة إلى نظيره الأمريكي دونالد ترامب قائلاً: “أقدر دور الرئيس ترامب في السلام والتزام ترامب على تحقيق المقاربة، ونأمل أن تجعل رئاسته أقرب إلى السلام العادل”.

مخاوف أوكرانية

ووصف المراقبون الأوكرانيون تهنئة الرئيس زيلينكسي لنظيره الأمريكي بـ”المُهينة”، وأكدوا أن المخاوف تُسيطر على القيادة السياسية الأوكرانية من تسوية النزاع الأوكراني دون الوصول إلى حلول فعالة تضمن حقوق الأوكران وهو ما وعده به ترامب خلال حملاته الانتخابية بإنهاء النزاع في 24 ساعة.

ومع هذه المخاوف الأوكرانية والترقب الروسي، تبقى التساؤلات الأبرز تدور حول من المستفيد الأول من فوز ترامب، كييف أم موسكو؟ ومصير المساعدات الأمريكية لأوكرانيا، بالإضافة إلى مدى قدرة بوتين وترامب على استغلال علاقاتهما بتسوية النزاع وتنفيذ مطالب موسكو.

بدايةً، أكد رامي القليوبي، الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، أن فوز ترامب برئاسة أمريكا لن يكون هدية لبوتين؛ لأن ترامب تخاذل عن الوفاء بوعوده بتحسين العلاقات مع روسيا خلال سنوات رئاسته الأولى، إذ مرت العلاقات الروسية الأمريكية خلال عهده بمجموعة من التوترات، بما فيها فرض عقوبات جديدة على موسكو، واستمرار تقديم الدعم لأوكرانيا والخلافات في الملفين السوري والإيراني، وانسحاب واشنطن من مجموعة من المعاهدات الدولية في مجال الأمن الدولي والاستقرار الإستراتيجي.

مسار سياسة الدولة العميقة

وأضاف الأستاذ بكلية الاستشراق في المدرسة العليا للاقتصاد بموسكو، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز” أنه، ورغم ذلك يعتبر ترامب أنسب لموسكو مقارنة مع هاريس أو بايدن أو هيلاري كلينتون وغيرهم من أعضاء الحزب الديمقراطي، نظرًا لتعاطفه مع بوتين وحديثه عن ضرورة تطبيع العلاقات، وذلك انطلاقًا من رؤيته أن الخصم الرئيسي لواشنطن هو الصين لا روسيا، ولكن المسألة تكمن في ما إذا كانت المؤسسات والدولة العميقة والنخب ستسمح له بتغيير مسار السياسة الخارجية الأميركية أم لا.

وفيا يتعلق بمسألة تدفق السلاح هل تتراجع أمريكا عن مساعدة أوكرانيا، قال القليوبي، في تصريحاته إن أمريكا لن تتراجع عن إرسال السلاح لأوكرانيا، لأن مؤسسة الحكم لن تقبل بذلك بصرف النظر عن موقف ترامب.

وأشار القليوبي إلى أن الدولة العميقة في أمريكا لن تعرقل مساعي ترامب في بعض الملفات التي تتطابق فيها مواقفهما، مثل دعم إسرائيل وزيادة الضغوط على إيران والصين، ولكنه سيواجه عقبات في القضايا الخلافية مثل العلاقات مع روسيا وحدود دعم أوكرانيا ومستقبل حلف الناتو.

من المستفيد؟

من جانبه، قال د. محمود الأفندي، المحلل السياسي والخبير في الشؤون الروسية، إن روسيا غير مستفيدة من فوز دونالد ترامب؛ لأن الولايات المتحدة الأمريكية دولة معادية لروسيا وهدفها الأساسي تفكيك روسيا، ولم تتنازل أبدًا عن هذا الهدف الذي اعترفت به أمريكا مع نهاية الحرب الباردة بعد انهيار الاتحاد السوفيتي، والهدف القادم سيكون ضد روسيا، متوقعاً حدوث هدنة مؤقتة من أجل التخطيط للصراع وفقاً للرؤساء الموجودين في البيت الأبيض.

وأكد الخبير في الشؤون الروسية، في تصريحات خاصة لـ”إرم نيوز” أن فوز هاريس كان أفضل بكثير من فوز ترامب لأن إدارة جو بايدن “الحزب الديمقراطي” ارتكبت الكثير من الأخطاء خلال الفترة الأخيرة مما سيخلق حالة من التمرد العالمي ضد الولايات المتحدة الأمريكية الأمر الذي يفيد روسيا بشكل كبير .

وتابع المحلل السياسي: “بالرغم من وعود ترامب بإنهاء الحرب إلا أننا لا نعرف الأدوات التي يملكها لتحقيق هذا الهدف الأمر الذي يكشف نيته بضرورة تجميد الصراع في الوقت الذي أكد فيه الرئيس بوتين عدة مرات أن تجميد الصراع ليس في مصلحة روسيا نظراً لإعادة بناء القوات الأوكرانية في تلك الفترة بعد أن كانت الجبهة الأوكرانية في حالة انهيار ومن ثم تعود الحرب مرة أخرى، لذلك فإن فوز هاريس كان سيسهل مهمة روسيا التي أصبحت أصعب بفوز ترامب نظراً للضغوط الأمريكية المتوقعة على روسيا والتصعيد بإيقاف الحرب وتجميد الصراع مشددا على أن ذلك ليس في مصلحة روسيا”.

وأوضح د. محمود الأفندي، أن ذلك سيكشف مدى قدرة الحكومة الروسية على الصمود أمام الضغوط الأمريكية الأمر الذي قد يصل إلى التهديد النووي، إذ ذكر ترامب عدة مرات أنه هدد روسيا نوويًا مما قد يزيد من التصعيد؛ لأن روسيا ليس لها أي مصلحة في تجميد الصراع بل ترغب في إنهاءه بشكل نهائي، مشككًا في قدرة الولايات المتحدة الأمريكية وعدم مصلحتها في إنهاء الصراع الروسي الأوكراني ومن المستبعد أن تجبر أمريكا الجانب الأوكراني على الاستسلام.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا