المستقل – جدل كبير أثارته التسريبات عن الاتفاق المرتقب بين وإسرائيل لوقف إطلاق النار، فهناك قلق أمريكي إسرائيلي لبناني من تعطل المسار بسبب هذه التسريبات، وظهور معارضة سياسية لها، وفق الإعلام العبري الذي رصد الحالة في عدة مواقع.
وأحرزت مفاوضات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وميليشيا حزب الله تقدمًا كبيرًا خلال الـ 24 ساعة الماضية، لكن إدارة بايدن لم تتوصل بعد إلى اتفاقات نهائية مع إسرائيل أو لبنان، والأمر لايزال في طور المفاوضات.
الانفصال عن حرب غزة
وبالفعل تشكلت خلال الساعات القليلة الماضية حالة من الاعتراض على التهدئة في الشمال، وطالب كتاب وسياسيون بالاستمرار في الحرب، رغم أن الهدف المعلن منها هو إعادة مستوطني الشمال والقضاء على خطر ميليشيا حزب الله.
وعلق مسؤولون أمريكيون في موقع “أكسيوس”، على الكشف عن الاتفاق الناشئ بين إسرائيل وحزب الله، بأنهم يخشون من أن يؤدي تسريب المسودة إلى تعقيد المفاوضات وخلق معارضة سياسية في إسرائيل.
وقال مصدر أمريكي إن رحلة الوساطة التي قام بها المبعوث الأمريكي عاموس هوكشتاين إلى بيروت الأسبوع الماضي، أسفرت عن تقدم نحو التوصل إلى اتفاق، خاصة فيما يتعلق باستعداد حزب الله للتوصل إلى اتفاق مع إسرائيل والانفصال عن الحرب في غزة.
وأشار المسؤول الأمريكي إلى أنه منذ عودة هوكشتاين، أحرزت المفاوضات المكثفة مع إسرائيل ولبنان تقدماً أكبر.
وقال نجيب ميقاتي، رئيس حكومة تصريف الأعمال في لبنان، إن هوكشتاين أبلغه أن الوضع اليوم أفضل من الأمس، وأضاف: نأمل أن يكون هناك وقف لإطلاق النار خلال الساعات أو الأيام القليلة المقبلة.
وقال الرئيس القبرصي نيكوس خريستودوليدس بعد اجتماعه مع بايدن في البيت الأبيض، إنه يعتقد أنه يمكن التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في لبنان في غضون أسبوع أو أسبوعين.
وكشفت قناة كان الإسرائيلية، عن المسودة الحالية لاتفاق وقف إطلاق النار اعتباراً من 26 تشرين الأول/أكتوبر.
وتتضمن مسودة الاتفاق التزاماً من جانب إسرائيل والحكومة اللبنانية باتخاذ الخطوات اللازمة للتنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701.
آلية مراقبة
ووفقاً للمسودة، فإن الجيش اللبناني واليونيفيل سيكونان القوات المسلحة الوحيدة المتمركزة في جنوب لبنان. ولن يُسمح ببيع أو توريد الأسلحة إلا للجيش اللبناني، وستشرف الحكومة اللبنانية على كل إنتاج الأسلحة في لبنان.
كما سيُطلب من الجيش اللبناني مراقبة هذه الشروط وإنفاذها، وتفكيك أي بنية تحتية عسكرية لا تخضع لسيطرة الحكومة اللبنانية.
وتنص المسودة أيضًا على أن الاتفاقية سيتم تنفيذها لمدة 60 يومًا. وستسحب قواتها كافة من لبنان على مراحل في موعد لا يتجاوز سبعة أيام بعد إعلان وقف إطلاق النار.
ومن المقرر أن ينتشر الجيش اللبناني في جنوب لبنان بهدف الوصول إلى 10 آلاف جندي في المنطقة.
وخلال فترة الستين يوماً، سيقوم الجيش اللبناني بتفكيك ومصادرة جميع البنية التحتية العسكرية غير الحكومية في جنوب لبنان.
كما ستقوم إسرائيل ولبنان والولايات المتحدة الأمريكية ودول أخرى بإنشاء آلية مراقبة وتنفيذ خلال هذه الفترة لحل النزاعات والتعامل مع الانتهاكات.
بينما تحتفظ إسرائيل بحق التصرف ضد أي انتهاك، لكن المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض، جون كيربي، قال إن الوثائق مجرد مسودات ولا تعكس الوضع الحالي للمفاوضات.
ويخشى المسؤولون الأمريكيون من أن يؤدي تسريب المسودة إلى تعقيد المفاوضات وخلق معارضة سياسية في إسرائيل.