3.1 C
Amman
الأحد, فبراير 23, 2025
الرئيسيةمقالات‏تل أبيب تقترح دولة عربية جديدة للتهجير

‏تل أبيب تقترح دولة عربية جديدة للتهجير

المستقل – كتب : حسين الرواشدة

خرجت الأردن ومصر من “مصيدة ” التهجير والأراضي البديلة ، لقاء الملك مع ترامب في واشنطن كان بمثابة “صاعق” تفجير  لإفشال الخطة ( لا عزاء للمشككين) ، لكن يبدو أن تل أبيب لم تستسلم ، فقد شكلت هيئة لتشجيع أهل غزة على الهجرة ، آخر المعلومات تشير إلى أن لقاءات تمت منذ شهور عديدة ،في بعض العواصم الغربية والإقليمية،  لاختيار دول بديلة تقبل هجرة الفلسطينيين إليها، الدولة التي رسى عليها “العطاء السياسي” هي ليبيا،  كاتبان إسرائيليان كشفا عن تفاصيل الخطة في مقال نشر قبل أيام ،  وقد اجابا فيه عن سؤالين : لماذا اقتنعت إسرائيل أنه لا مصلحة لها بالتهجير إلى الأردن ومصر ، ثم لماذا ليبيا هي المكان المناسب؟

‏كنت أشرت إلى هذه المعلومة في مقال نشرته في هذه الزاوية نهاية العام الماضي ( 27 /12) قلت فيه حرفيا”  قائمة الدول المرشحة للانخراط في عملية استقبال اللجوء الفلسطيني يبدو أنها ستكون طويلة ومزدحمة بالمتطوعين و”القبّيضة”،  خاصة بعد أن تم إجهاض فكرة التهجير القسري من قبل الأردن ومصر ، يوجد على هذه القائمة كما -تشير بعض التسريبات – إحدى الدول الإفريقية (اعتذرت آنذآك عن عدم ذكر أسمها ) حيث جرت تفاهمات مع أطراف فيها، وذلك  في سياق وساطة من إحدى الدول العربية لاستضافة نحو مليون فلسطيني من غزة و الضفة الفلسطينية” 

‏هؤلاء الضيوف ( اللاجئين) كما ذكرتُ وقتها ، وكما ورد في تفاصيل الخطة،  سيشكلون طبقة من الخبراء والعمال المهرة المؤهلين للمساهمة في عملية الأعمار هناك ، كما أن الصفقة ستساعد هذه الدولة على الخروج من عزلتها الدولية ، واستعادة الأمن والشرعية السياسية  ، وفقا لضمانات أمريكية وغربية تم تقديمها ، وما تزال قيد النقاش . 

‏اللافت أن تل أبيب هي التي سربت تفاصيل الخطة،  ثم أنها اختارت توقيت إعلانها  بعد أن رفض الأردن ومصر مشروع ترامب التهجيري ، اللافت ، أيضا ، أن الرد الليبي جاء سريعا على لسان لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب الليبي حيث رفضت الخطة جملة وتفصيلا،  لكن لم نسمع -حتى الآن – موقف الرجلين المهمين في ليبيا ( حفتر والدبيبة) .

 لا أدري ، بالطبع ، إذا كانت عملية التهجير من غزة إلى ليبيا ستنجح ام لا ، ما اعرفه أن الخطة المقترحة التي ستقدمها مصر إلى القمة العربية ، الشهر القادم ، سيكون محورها الأساسي رفض التهجير القسري ، لكن من يستطيع منع أهل غزة من الهجرة  الطوعية إذا فتحت لهم الأبواب للخروج منها،  خاصة إذا انعدمت  أمامهم أسباب الحياة ، ولم يجدوا مشروع إعمار حقيقي يساعدهم  للصمود والبقاء فوق أرضهم؟ 

‏صحيح ، تحول مشروع  ترامب للتهجير القسري من أوامر مفروضة إلى توصيات ، صحيح ، أيضا،  أهل غزة اثبتوا  على مدى نحو 500 يوم صمودهم على أرضهم ، صحيح ، ثالثا. لا يمكن بأي منطق ، وتحت اي ذريعة، إجراء عملية تهجير قسري لأي شعب في العالم لأسباب عديدة يطول شرحها ، صحيح ، رابعا ، إفشال بروفة تهجير سكان غزة سيدفع إلى إفشال محاولة تهجير سكان الضفة الفلسطينية.

لكن، مع ذلك ،  لا بد أن ننتبه إلى أن مشروع التهجير الطوعي للفلسطينيين من غزة والضفة معا ، وخاصة تهجير المقاومة،  ما يزال قائما على الأجندة الأمريكية والإسرائيلية،  وأنه جوهر المعركة السياسية القادمة ، مواجهة ذلك  تستدعي مسألتين، الأولى : موقف عربي صلب ضد كل أنواع التهجير ،  ثم إجراءات قانونية وسياسية تحظر استقبال أو تجنيس أي مهاجر من فلسطين مهما كانت الأسباب ، المسألة الثانية : ضرورة دعم الصمود الفلسطيني بكافة الوسائل،  وهذا يحتاج إلى أفعال لا مجرد أقوال ،  أهمها إنهاء الانقسام الفلسطيني.

“الدستور”

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا