المستقل – حذر وزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة من وجود مشروع سياسي إسرائيلي خلف الحرب على غزة يعمل بجد لدفع أهالي غزة للهجرة الطوعية من القطاع من خلال إخراج سكان المناطق الشمالية إلى الجنوب تحت ذريعة العمليات العسكرية، ثم تحويل الجنوب إلى منطقة لا يمكن العيش فيها وفتح معبر رفح لمن أراد الخروج.
وجاء تحذير المعايطة ضمن ندوة حوارية نظمتها كلية الإعلام بجامعة البترا برعاية رئيس الجامعة الأستاذ الدكتور رامي عبد الرحيم، تناولت الخطاب الدبلوماسي والإعلامي الأردني في الحرب على غزة، بعنوان: “الحرب على غزة: دبلوماسية أردنية نشطة، وخطاب إعلامي مهني” استضافت فيها الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية وشؤون المغتربين السفير الدكتور سفيان القضاة، ووزير الإعلام الأسبق سميح المعايطة، وأدار الندوة عميد كلية الإعلام الأستاذ الدكتور على نجادات.
وقال القضاة إن جلالة الملك قاد الدبلوماسية الأردنية منذ اليوم الأول للحرب على غزة بمواقف ثابتة تهدف إلى حماية المدنيين، وإيصال المساعدات، والتحذير من خطورة الانتهاكات الإسرائيلية للقانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، وجميع القيم الإنسانية والأخلاقية، مضيفًا أن الملك وظف علاقاته الدولية للضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها وجرائمها، كما وجه الحكومة لتقديم كل المساعدة والدعم الممكن.
وأضاف القضاة أن الملك زار واستقبل العديد من الرؤساء وتحدث إليهم بهدف حشد الدعم لوقف الحرب المستعرة على غزة، وضمان إيصال المساعدات الكافية والعاجلة للأشقاء الفلسطينيين، كما وجه جلالة الملك الحكومة لتوفير دعم مالي لوكالة الأونروا، وكان تحرك وزارة الخارجية الأردنية في إطار دبلوماسية الملك، بالعمل على حشد موقف دولي لضمان سلامة وحماية المدنيين في غزة.
وأشار القضاة إلى أن وزارة الخارجية الأردنية شكلت خلية أزمة توزع نشاطها على متابعة الأردنيين الموجودين في غزة وإجلائهم، وتم إجلاء عدد كبير من المواطنين الأردنيين حتى الآن، من أصل ٧٤١ مسجلين على قوائم الوزارة، مشيراً إلى وصول طائرة الإجلاء الثانية من مطار العريش إلى مطار ماركا في عمّان، حاملة على متنها ٢٤ شخصاً من أصل ٨١ تم إجلاؤهم يوم أمس من غزة إلى مصر عبر معبر رفح.
وكان لخلية الأزمة نشاط سياسي عملت فيه الوزارة على الاتصال مع الأطراف الدولية والفعالة من دول عربية وأوروبية وغربية، لتنسيق موقف دولي لحماية المدنيين وتقديم المساعدات، مشيرًا إلى جولة نائب رئيس الوزراء ووزير الخارجية وشؤون المغتربين أيمن الصفدي وأعضاء اللجنة الوزارية المكلفة من القمة العربية الإسلامية بالتحرك الدولي لوقف الحرب على غزة، إلى عدد من الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن.
ولفت القضاة إلى اللغة المستخدمة في بيانات وزارة الخارجية التي يعتقد العديدون أنها ربما تكون مجرد كلمات، قائلاً: “إن المفردات المستخدمة في بيانات الوزارة لها أثر على المستوى الدبلوماسي، مضيفًا أن الوزارة قامت باستدعاء السفير الأردني من إسرائيل، وإبلاغهم بعدم عودة السفير الإسرائيلي إلى الأردن”.
ووجه المعايطة في كلمته انتباه الحضور إلى المشروع السياسي خلف العملية العسكرية الإسرائيلية في غزة، مشيرًا إلى أنه بخلاف الحروب السابقة على غزة خرج رئيس وزراء الاحتلال منذ البداية ليعلن أنها “حرب” وليست عملية عسكرية، وأضاف المعايطة إن هذه الحرب جاءت لخدمة المشروع السياسي، قائلاً: “وجب ألا نتفاعل فقط مع آثار الحرب، ولكن وجب الانتباه إلى المشروع السياسي خلفها”.
وأوضح المعايطة أن المشروع السياسي يهدف إلى إجراء تغيير عسكري وسكاني، ثم التهجير. وتابع المعايطة قائلاً: لقد وجه جيش الاحتلال التحذيرات لأهالي شمال القطاع بضرورة أخلاء منازلهم والتوجه إلى الجنوب تحت ذريعة العمليات العسكرية، ثم الانتقال إلى الخطوة الثانية وهي تحويل الجنوب لمنطقة لا يمكن العيش فيها، ثم الخطوة الثالثة وهي التهجير إلى سيناء.
وقال المعايطة لقد بنى الأردن موقفه السياسي وفقًا لفهمه لطبيعة المشروع السياسي الإسرائيلي خلف الحرب على غزة، لذلك أعلن الأردن رفضه التهجير لسكان القطاع إلى سيناء والوقوف ضده، وقال المعايطة: “لكنه أمر تعمل إسرائيل بجد لتحقيقه”.
ولفت المعايطة الانتباه إلى تصريحات بعض الدول الغربية التي خرجت مؤخرًا تعلن رفضها سياسة “التهجير القسري” للفلسطينيين، وعلق المعايطة بأن تلك العبارة لا تبدو بريئة، فهي إن كانت ترفض “التهجير القسري”، لكنها قد تقبل بالهجرة الطوعية، وهو ما تسعى إسرائيل لفعله من خلال تضييق الخناق على الجنوب ثم العمل على فتح معبر رفح لمن أراد الخروج.
وقال عميد كلية الإعلام الدكتور علي نجادات إن الندوة جاءت لتوفير مساحة وطنية مناسبة لطلبة الجامعة للاطلاع على كل ما قامت به الدولة الأردنية من أجل مساندة الأشقاء في فلسطين وغزة على وجه الخصوص مشيرا إلى أن جامعة البترا والطلبة فيها يقفون خلف القيادة الهاشمية الحكيمة ومواقفها الوطنية والقومية المشرفة تجاه ما يجري من عدوان على الشعب الفلسطيني.