18.1 C
Amman
السبت, أبريل 19, 2025
spot_img
الرئيسيةمحلياتجرادات يكتب: الأردن أقوى من الفتنة.. والقيادة الهاشمية صمّام الأمان

جرادات يكتب: الأردن أقوى من الفتنة.. والقيادة الهاشمية صمّام الأمان

المستقل – كتب: الدكتور محمد عبدالستار جرادات

مرّة جديدة، وكما تعودنا دائماً ، تثبت الأجهزة الأمنية الأردنية، وفي مقدمتها دائرة المخابرات العامة، أنها درع الوطن وسياجه المنيع. فبكفاءة عالية ويقظة مستمرة، تمكنت من إحباط مخطط إرهابي جبان، وكشف خلية متطرفة تم تتبعها بدقة منذ عام 2021، كانت تسعى لاستهداف أمن المملكة واستقرارها. هذا الإنجاز الأمني النوعي لم يكن فقط منعًا لعملية تخريبية، بل رسالة حازمة لكل من يراهن على اختراق الداخل الأردني أو زعزعة وحدته.

وفي الوقت الذي كانت فيه قوى الظلام تُخطط في الخفاء، كان الأردن، بقيادته ومؤسساته، يرصد ويتابع ويجهض، بصمت الرجال لا صخب الشعارات. وما شهدناه بالأمس من محاولات ممنهجة لإثارة الرأي العام، عبر ضخ شائعات وأقاويل مغرضة ومقاطع مجتزأة ومنشورات مجهولة المصدر، لم يكن إلا حلقة جديدة في مسلسل بات مكشوفًا، هدفه ضرب اللحمة الوطنية، وتشكيك الناس بمؤسساتهم، وزعزعة الثقة بين المواطن والدولة.

لسنا في معركة عابرة، بل في مواجهة مفتوحة مع أدوات تُدار من غرف الظلام، داخليًا وخارجيًا، تسعى بكل وقاحة لاستغلال الظروف الاقتصادية والضغوط الاجتماعية، لتحويلها إلى نار تحرق كل ما تم بناؤه. ولكن، وكما في كل مرة، خاب فألهم، وارتد كيدهم إلى نحورهم، لأن الأردن لا يُقاس بالأزمات العابرة، بل بالثبات على المبادئ، والولاء للقيادة، والانتماء لتراب هذا الوطن.

لقد أكدت الوقائع أن ما يجري ليس صُدفة، بل تحركات متعمدة ومسيسة تهدف إلى إعادة إنتاج أجواء الفوضى، عبر استدعاء الذاكرة الغاضبة من أحداث سابقة، ومحاولة تصدير مشهد اصطناعي من السخط الشعبي. لكنهم يغفلون أن الأردني لا تنطلي عليه الحيل، ولا ينجرّ خلف شعارات غوغائية، وأن هذا الشعب، الذي تربى على الفداء والتضحية، يعرف جيدًا أن البديل عن الاستقرار هو الانهيار، وأن حماية الوطن تبدأ من الوعي، لا من الانفعال.

وفي خضم هذا كله، يبقى صوت العقل هو صوت القيادة الهاشمية، التي لم تتخلَّ يومًا عن مسؤولياتها، ولم تغفل عن هموم شعبها، وتقود السفينة بحكمة في بحر هائج من الأزمات الإقليمية والتحديات الدولية. نقف اليوم، أكثر من أي وقت مضى، صفًا واحدًا خلف جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم، سندًا ودرعًا وسيفًا، لأنه ضمانة أمننا، وصوت الحق في زمن تشوش فيه الحقائق وتستغل فيه الظروف وتسيس لأغراض الفوضى والتدمير.

ويأتي هذا كله في الوقت الذي يحتفل فيه الأردنيون بيوم العلم، هذا الرمز الذي لا يرفرف فقط على أسطح المباني، بل في قلوب الأردنيين وضمائرهم. العلم الذي سُطّرت ألوانه من كرامة الثورة العربية الكبرى، ومن كفاح الأحرار ونضال الهاشميين، ليس مجرد راية، بل عهد وبيعة وهوية. فحين نرفع علمنا عاليًا، نرفع معه إيماننا بوطن لا يُقسم، وقيادة لا تُساوم، ووحدة لا تهتز أمام العواصف.

إن الاحتفال بيوم العلم الأردني ليس مناسبة عابرة، بل تذكير سنوي بأن لهذا الوطن من يحميه، ومن يفديه، وأن ألوان العلم الأربعة تختصر تاريخًا من الشرف والدماء الزكية التي روت أرض الأردن دفاعًا عن الحق والعروبة والحرية.

إن الأردن، بقيادته الهاشمية ووعي شعبه ومتانة مؤسساته، سيبقى عصيًّا على الاختراق، منيعًا على الفتنة، وقادرًا على تجاوز هذه المرحلة كما تجاوز ما هو أصعب. فالمعركة لم تعد فقط مع حملة تضليل، بل مع مشروع تدمير ناعم، يتسلل من نوافذ الإعلام الجديد، ويزرع الفتن باسم الحرية، ويختبئ خلف حسابات وهمية جبانة وأجندات باتت معروفة.

لهذا، فإن مسؤوليتنا الوطنية اليوم تفرض علينا أن نكون جنودًا في خندق الوعي، لا أدوات في يد العابثين. نحتاج إلى تفعيل دور الإعلام الوطني، وإلى منصات تردّ بالحقيقة لا بالصمت، وإلى حوارات تبني لا تُفرّق، فالوطن أكبر من كل خلاف، وأقوى من كل حملة.

فخري أني أردني… وقيادتي الهاشمية تاج على رأسي.
حفظ الله الأردن، وحمى مليكه، وبارك في رجاله الصادقين.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا