المستقل – د. هبا حدادين
يلعب الشباب دورًا حيويًا وحاسمًا في تحقيق السلام والأمن على المستويين المحلي والعالمي، وقوة دافعة للتغيير الإيجابي، والقدرة على إحداث تأثير كبير في مجتمعاتهم، إن الاستراتيجية الوطنية للشباب تدرك أهمية الشباب كشركاء في بناء مستقبل الأردن، وتسعى إلى تمكينهم وتزويدهم بالمهارات والأدوات اللازمة للمشاركة الفعالة في هذا البناء الوطن.
الشباب يستطيعون أن يكونوا صناع سلام فعالين من خلال المشاركة في الحوار والتفاهم بين مختلف الثقافات والأديان، وبناء جسور التواصل بين المجتمعات وأن يتولوا زمام القيادة والمبادرات التي تهدف إلى تحقيق التغيير الإيجابي في مجتمعاتهم، كمكافحة الفقر والعنف والتطرف وأن يدافعوا عن حقوق الإنسان والحريات الأساسية، وأن يعملوا على تحقيق العدالة الاجتماعية ويشاركوا في صنع القرار على المستويات المحلية والوطنية.
يشهد سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، اهتمامًا كبيرًا بدور الشباب في بناء مستقبل الأردن، وقد أطلق العديد من المبادرات التي تهدف إلى تمكين الشباب وتشجيعهم على المشاركة في الحياة العامة، من أبرز هذه المبادرات المنتدى الدولي حول الشباب والسلام والأمن ورعى سموه المنتدى الذي يهدف إلى تعزيز دور الشباب العربي في صنع القرار، وزيادة مشاركتهم سياسياً واقتصادياً، وتحقيق الأمن الاقتصادي، سموه يقدم الدعم المستمر للمبادرات الشبابية التي تسعى إلى تحقيق التغيير الإيجابي في المجتمع، يؤكد سموه على أهمية التعليم والتدريب للشباب، ويسعى إلى توفير الفرص لهم لتطوير مهاراتهم وقدراتهم.
يرى سمو الأمير الحسين بن عبد الله الثاني ولي العهد، أن الشباب هم الثروة الحقيقية للأردن، وأن تمكينهم وتشجيعهم على المشاركة هو الاستثمار الأمثل في المستقبل، ودورهم في تحقيق السلام والأمن هو أمر حيوي، وأنهم قادرون على إحداث تغيير إيجابي كبير في المجتمع.
إن مساهمتهم في تحقيق السلام والأمن يتقاطع بشكل كبير مع أهداف التنمية المستدامة التي تبنتها الأمم المتحدة من خلال الهدف الرابع: ضمان التعليم الجيد منصفًا وشاملًا للجميع، والهدف الخامس: تحقيق المساواة بين الجنسين وتمكين جميع النساء والفتيات، والهدف العاشر: تقليل أوجه عدم المساواة، والهدف السادس عشر: بناء مجتمعات سلمية وشاملة ومستدامة، يساهموا بشكل مباشر في بناء مجتمعات سلمية من خلال مشاركتهم في مبادرات السلام، وبناء الثقة بين مختلف الفئات المجتمعية، والمساهمة الحقيقية في تحقيق العدالة من خلال الدفاع عن حقوق الإنسان وحقوق الفئات الأكثر هشاشة، ويمكن للشباب والشابات العمل معًا لتعزيز المساواة بين الجنسين والقضاء على التمييز ضد المرأة والتعليم الجيد هو أساس التنمية المستدامة، ويساهم في تمكينهم وتزويدهم بالمهارات والمعرفة اللازمة للمشاركة في المجتمع، ويمكنهم من المساهمة في تقليل أوجه عدم المساواة من خلال دعم المبادرات التي تستهدف الفئات الاكثر هشاشة.
وأخيرا وليس اخرا إن دورهم في تحقيق السلام والأمن هو دور محوري لا يمكن الاستغناء عنه، وبدعم من القيادة الهاشمية، يمكن للشباب الأردنية أن يلعبوا دورًا رائدًا في بناء مستقبل أكثر ازدهارًا وسلامًا.