المستقل – استبعد خبراء في العلاقات الدولية، أن يكون للرئيس الأمريكي القادم، صلاحيات الذهاب المباشر لاتخاذ قرارات تدفع واشنطن إلى إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية أو وضع نهاية للقتال القائم في السودان، أو حتى وضع حد لفصل المواجهات على جبهات الشرق الأوسط، ما بين غزة ولبنان وأماكن توتر أخرى.
وأوضح خبراء، أن سياسة الولايات المتحدة، سواء في التعامل مع الحروب أو غير ذلك، ليست مرهونة بمغادرة رئيس من حزب ديمقراطي ومجيء آخر من “الجمهوريين” أو العكس.
وأشاروا إلى أن السياسة الموضوعة محددة مسبقاً، ويتحكم فيها ما يعرف بـ”مركب الصناعات الحربية”، وأن أي تغيير في هذه السياسات من أي رئيس، لا يتعدى سوى إضافة “لمسات” على حد وصف البعض، ليس أكثر من ذلك.
وفي هذا السياق، يرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة ديجون الفرنسية، د.عبد الرحمن مكاوي، أن انعكاس نتائج الانتخابات الأمريكية على الحروب الحالية في العالم، ليس بالأمر القائم بالشكل الذي يتصوره الكثيرون.
وأرجع ذلك إلى أن واشنطن هي بلد المؤسسات سواء العسكرية أو الأمنية أو الاستراتيجية، التي تحدد سياسة الدولة على المدى البعيد في منطقة معينة.
ويؤكد “مكاوي”، أن الرئيس الأمريكي المقبل “لن يغيّر” من مجريات تلك الحروب والنزاعات لاسيما أن هناك ما يعرف بـ”مركب الصناعات الحربية” في الولايات المتحدة، الذي يراهن على هذه الحروب، ومن ثم استثمارات كبرى بعد انتهائها، لذلك فلا يمكن أن يأتي رئيس جديد ويغير كل ذلك، بعيداً عمّا هو موضوع من قبل.
ولفت “مكاوي”، إلى أن الأمر قد يتلخص في احتمالية أن يأتي المرشح الجمهوري “ترامب” في حال فوزه، ببعض اللمسات الأكثر راديكالية، لتلبية مطالب التيار الذي يدعمه، ويقدر بـ40 مليون نسمة بالولايات المتحدة.
وبالتالي، وفق مكاوي، يكون هناك تنازلات للروس وتفاهمات على مستوى الشخصين، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والمرشح الجمهوري دونالد ترامب، في حال فوزه، وقد تنجح المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، ولكن انعكاس شخصية الفائز على الحروب القائمة لن يحدث وستبقى قائمة.
ومن شبه المستحيلات أن يأتي الرئيس الأمريكي الجديد، بحل لهذه النزاعات التي تتمدد سواء في أوكرانيا، أو في القرن الأفريقي، وفي صدارة ذلك الحرب في السودان، أو حروب الشرق الأوسط، وفق مكاوي.
واستبعد مكاوي، أن تغير الانتخابات الرئاسية الأمريكية، سواء على المدى القصير أو المتوسط من مجريات تلك الحروب المأساوية التي أتت على الأخضر واليابس، على حد وصفه.
ومن جهته، يقول الباحث في العلاقات الدولية أحمد ياسين: إن هناك عدة حروب ومواجهات في العالم، ومن المؤكد أن أطرافها ينتظرون ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الأمريكية المنتظرة.
ولكن انعكاس النتائج على هذه الحروب مع تحديد شخص الفائز، ليس بالشيء المتوقع أو المنطقي، والأمر ليس مرهوناً بذهاب رئيس ومجيء آخر من حزب نقيض، بحسب ياسين.
ويبين “ياسين”، أن من أهم الحروب المشتعلة في العالم والتي ستكون محل اعتبار أمام الرئيس الجديد، هي الحرب الروسية الأوكرانية التي سيكون لها تعامل مختلف ما بين فوز المرشح الجمهوري أو العكس، لما في ذلك من تأثير مباشر على أوضاع تتعلق بالسياسة الخارجية للولايات المتحدة وارتباطها بحلف “الناتو”، وأيضا الانعكاسات التي وضحت جليا من هذه الحرب على الداخل الأمريكي لاسيما اقتصاديا.
كما أن الحرب في السودان، وفق ياسين، يفترض أن تكون من أهم الملفات التي ستتعامل معها الإدارة الأمريكية الجديدة، وسط عدم وجود تعامل حقيقي من جانب إدارة الرئيس جو بايدن على إنهائها.
وارتباط مجيء الديمقراطية “هاريس” أن تظل واشنطن بعيدة عن القيام بدور حقيقي في السودان، في ظل التجاوزات وجرائم الحرب القائمة هناك، وما سينتج من تهديد ليس للإقليم فقط، ولكن لأمن وسلام واحدة من أهم المناطق الاستراتيجية عالميا عند البحر الأحمر، في ظل تحدّ آخر قائم للمصالح الأمريكية في التهديد الحوثي القائم في اليمن في نفس المحيط على الجهة الأخرى، وفق ياسين.
وأشار “ياسين” في هذا الصدد، إلى أن المرشح الجمهوري ، يُشهر في برنامجه الانتخابي ووعوده، العمل على إنهاء نزاعات وحروب في العالم، وفي الصدارة بالطبع الحرب في وأيضا الحرب المشتعلة في .
ولكن الإطار الذي يضعه، هو أنه سيتعامل معها على “الفور “، وكأن الأمر ينتهي في يوم وليلة “، وهذا تصور بعيد عن الواقع، لاسيما أن هناك عوائق وصعوبات تحيط بمثل هذه الملفات، التي تحتاج إلى وقت.
ويجب أن يعتمد في المقام الأول، على جانب من التفاوض، حتى لا ينتج عن أي تعامل غير منظم، مناطق نزاع أخرى، تجعل العالم أكثر توترا مما هو عليه الآن، على حد قول ياسين.
ارم نيوز