المستقل – كشفت مصادر سورية، أن عناصر من ميليشيا حزب الله هم من يقودون الاشتباكات المسلحة ضد الإدارة السورية الجديدة على الحدود السورية اللبنانية، خلافًا لِما يتم تداوله بشأن مشاركة عشائر منطقة البقاع في هذه المواجهات.
وكانت الاشتباكات اندلعت على الحدود السورية اللبنانية قبل يومين، وأسفرت عن بعض الهدوء الأحد نتيجة للاتصالات التي جرت بين القيادتين السورية واللبنانية بواسطة دولة ثالثة. ولكن مع صباح الاثنين، تجددت الاشتباكات وسط تبادل للقصف المدفعي والصاروخي بين عناصر حزب الله والإدارة السورية في منطقة البقاع.
وأوضحت المصادر أن رئيس الاستخبارات التركية، إبراهيم كالين، الذي زار إيران أمس، يقود جهود الوساطة من أجل وقف المواجهات المسلحة بين حزب الله وعناصر الإدارة السورية، لكن حتى الآن لم تسفر هذه الجهود عن أي نتائج ملموسة.
وأضافت المصادر، أن سبب اندلاع الاشتباكات يعود إلى محاولات منع عمليات تهريب الأسلحة والمخدرات التي ينفذها عناصر حزب الله عبر بعض النقاط الحدودية بين سوريا ولبنان.
المناطق التي شهدت الاشتباكات
وتركزت الاشتباكات بين الجانبين في المنطقة الواقعة بين بلدتي سهلات الماي، ومحلة الزكبا، بالإضافة إلى بلدة القصير. سرعان ما توسعت رقعة المواجهات لتشمل بلدات أخرى، رغم قيام الجيش اللبناني بنشر مزيد من قواته على الحدود المشتركة بين البلدين.
وتعد بلدة القصير الحدودية مركزًا استراتيجيًّا لحزب الله، حيث كانت في عهد النظام السوري السابق تحولت إلى ثكنات عسكرية ومقار أمنية، فضلًا عن كونها مركزًا لتدريب الميليشيات الإيرانية، ومنها ميليشيا “لواء الرضا” التي تتمتع بنفوذ واسع في مدينة حمص.
إسرائيل تدخل على خط المواجهات
وفي تصعيد إضافي، دخلت إسرائيل على خط المواجهات المسلحة بين حزب الله وعناصر الإدارة السورية على الحدود السورية اللبنانية، حيث نفذت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على معبري قلد السبع والزكبا، اللذين يشهدان اشتباكات بين الطرفين.
تعزيزات عسكرية سورية
وكانت وزارة الدفاع السورية أعلنت في نهاية الأسبوع الماضي عن إرسال تعزيزات عسكرية كبيرة إلى الحدود السورية اللبنانية، وذلك بعد مواجهات دارت في منطقة القصير في ريف حمص الغربي.
وتستمر الاشتباكات على الحدود السورية اللبنانية في التصاعد؛ ما يزيد تعقيد الوضع الأمني في المنطقة، في وقت يبذل فيه المجتمع الدولي جهودًا مكثفة لوقف هذه المواجهات التي تهدد استقرار المنطقة.