المستقل – عبدالله غنّام
قال الأمين العام للمؤتمر القومي العربي والمرشح الرئاسي المصري السابق حمدين صباحي في حوار خاص مع المستقل الإخباري إن المواطن العربي متفاعل جدا مع القضية الفلسطينية وصمود غزة والأسطورة التي تصنعها المقاومة.
وأشار حمدين إلى أن طول مدة الحرب لم تؤثر في حضور القضية الفلسطينية لدى المواطن العربي وتفاعله معها، لكنه مقموع وممنوع من سلطات لا تعطيه حق التعبير عن مشاعره بحرية، مؤكداً أنه إذا كانت هناك مشكلة في التفاعل فإنها تكمن في قمع السلطات العربية وليس في حضور غزة في ضمير المواطن العربي ووجدانه وعقله.
وفي حديثه عن طوفان الأقصى، أكد حمدين للمستقل الإخباري أن الطوفان حقق مكسباً هائلاً للأمة العربية لأن الجيل الحديث ولد في ظل التطبيع، ولم يعاصر حرباً مباشرة بين الأمة وعدوها، حيث لم يكن موجوداً في حرب 73 ولا حرب 2006.
ولفت إلى أن “اعتداءات إسرائيل المتكررة على غزة لم تصل إلى هذا الجيل كما وصلته أصداء طوفان الأقصى، حيث باتت القضية الفلسطينية جزءا من تكوينه الثقافي والنفسي وجزءا من وعيه وشعوره بهويته كعربي، وهذا كله من بركات طوفان الأقصى”.
وأكد المرشح الرئاسي المصري السابق أن الأمة انتصرت يوم 7 أكتوبر، وقد تعرض المشروع الصهيوني لزلزال عميق ضرب بنيته وأعطى للعرب مساحة عظيمة من الثقة في قدراتهم.
أما عن خسائر الاحتلال الإسرائيلي، فشدد حمدين صباحي على أن التقديرات لدى الجيش المصري وقيادة حركة حماس كانت أضعافا مضاعفة للخسائر الفعلية التي حصلت بالعبور في 6 أكتوبر، والطوفان في 7 أكتوبر.
وقال حمدين إن كل ما تفعله إسرائيل من بعد 7 أكتوبر هو محاولة ترميم ما تستطيعه من شروخ الأحداث وزلزال 7 أكتوبر في بنيتها النفسية والعسكرية والسياسية، وأهم هذه الشروخ هو عقد الأمان ما بين هذا الكيان ويهود العالم المستجلبين للإقامة في إسرائيل، وقد تم فسخه في 7 أكتوبر.
وفيما يتعلق بالعداون الإسرائيلي المستمر واغتيالاته المتكررة، قال حمدين إن “إسرائيل مستميتة حتى ترمم آثار 7 أكتوبر وتلحق الأذى بحركة حماس والقوى التي أسندتها في محور المقاومة”، ولكنها لم تحقق أي هدف حقيقي، فلم يهجر الفلسطينيون خارج أرضهم ولم يتم القضاء على حماس والمقاومة، ولا حزب الله، رغم الضربات الموجعة التي وصلت لاستشهاد حسن نصر الله.
وشدد الأمين العام للمؤتمر القومي العربي على أن “حركة حماس باقية وحزب الله باقٍ، حتى لو افترضنا جدلاً أنهم هزموا عسكرياً، فمفهوم الهزيمة لا تحدده الخسائر العسكرية”.
وختم حمدين صباحي حواره مع المستقل الإخباري بالتأكيد على أن إرادة القتال عند الشعب الفلسطيني والمقاومة حاضرة وباقية، وإذا تمكنت الحاضنة الشعبية من الجهر بمشاعرها، “فالأمة في طريقها إلى النصر حتى لو طال الطريق”.