21.1 C
Amman
الخميس, أغسطس 28, 2025
spot_img
الرئيسيةالمانشيترسائل إسرائيل الحالية

رسائل إسرائيل الحالية

المستقل – بقلم خلدون النعيمي

عدة رسائل ترسلها اسرائيل في خضم ما يجري وان كان ينظر لبعضها انها مبطنة فالبعض الأخر في وضوحه الشديد يفضح المبطن بشكل لا يحتمل التأويل، فالزهوة التي يعيشها قادتها المتطرفون في ظل تملكهم لزمام الوضع في الداخل الاسرائيلي فضلاً عن اطلاق يدهم بالقتل والاستيطان ضد الفلسطينيين وزعرنة الاعتداءات والتدخل والتصريحات ضد دول الجوار، كل ذلك لم يمنع قارئي الوضع السياسي والاعلامي والاقتصادي من استنباط ان هناك رسائل اسرائيلية عفوية واخرى مقصودة  لمختلف الجهات تتحدث عن واقعها فضلاً عن آلية التعامل المناسبة معها في ظل الصادر عنها، عموماً قانون نيوتن الثالث في رد الفعل وان كان مجاله فيزيائي بحت فقد اضافه متطرفي تل ابيب ليس فقط في منظومة العلاقات الدولية بل عن واقعهم الداخلي بامتياز .

إسرائيل ليست بخير بل وتمر في مرحلة مصيرية هي الأصعب في تاريخها في ظل انحدارها الأخلاقي وسقوط سرديتها الإعلامية القوية لدى الراي العام الغربي وفشلها العسكري وانقسامها المجتمعي والذي يأتي كل ذلك جراء ما تقوم به من حربها في غزة، هذا ما يفتأ من ترديده منظري السياسية والاعلام والاقتصاد  في الداخل الإسرائيلي وحتى المتعاطفين معها في الغرب، بل ويضيف هولاء المنظرين هل سيكون الواقع الحالي بمثابة كرة الثلج التي تكبر في ظل الإمعان في السياسة والسلوك الحالي، فبنظر هولاء لم يكن المشروع الصهيوني ومصير الدولة يوماً أسير المصالح الحزبية والشخصية كما هو اليوم الشيء الذي ينذر بالسيناريو الثمانيني المرعب الذي يتخوفون منه وان لم يذكروه بشكل صريح.

إسرائيل أصبحت خاضعة بشكل كامل للأجندة الأمريكية وتنفذ مطالب الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بكل خنوع” عنوان صارخ اطلقته صحيفة يديعوت احرنوت العبرية في آذار الماضي وكرره الكثير من الساسة والإعلاميين الاسرائيليين منذ ذلك الوقت ، فمقولة لسنا الولاية الواحدة والخمسين امريكياً والتي يطلقها متطرفي الحكومة الإسرائيلية بين الحين والاخر أصبحت تجلب الضحك والسخرية في ظل الاعتماد الكبير “للدولة” على الحليف الأميركي منذ هجوم السابع من اكتوبر وسقوط نظرية الردع الخاصة ، ويبدو جلياً ان الحديث عن العلاقة التشاركية والتعاونية بين الطرفين اصبحت ضرباً من الماضي في ظل الأستئناس الدائم بالرأي الأميركي والخضوع له في كل مناسبة .

يروى ان احد الفلاسفة قد امتحن الاسكندر الأكبر في حل عقدة تحتاج للعقل والتأني فما كان من الإسكندر ان اخرج سيفه وقطع العقدة نصفين وهو يقول لا حاجة للتفكير وهنا قال الفيلسوف وهو يتأمل الإسكندر  بالسيف تحيا وبه تموت وهو ما كان تماماً، واسرائيل في واقعها الحالي تبعث برسالة  للجميع وبالذات جيرانها العرب ان لغة السلام والعيش المشترك غير موجودة في قاموسها ولا تفهم الا لغة القوة والقتل، وهي بالمناسبة رسالة ثنائية التوجه بمعنى انها ايضاً لا تفهم الا هذه اللغة للتخاطب معها فالدعم الغربي والاميركي الدائم الذي تعول عليه اصبح فشلاً استراتيجي على المدى البعيد وذلك في ظل التجاذبات السياسية القائمة على تبادل المصالح والخضوع الدائم  للداعم، وهنا استطعت الرسائل الاسرائيلية ان تضع مصطلح السلام كخيار للمنطقة  في مقابل ليس فقط امام متطرفي الاحتلال بل حتى امام الذين ينظرون انها لن تبقى الا بالسيف الذي لا يواجهه ايضاً الا مثيله من الطرف الاخر.

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا