المستقل – تحدثت أوساط برلمانية عن زيارة غير مألوفة للنائب أحمد الصفدي أبرز المرشحين لرئاسة مجلس النواب للمراقب العام لجماعة الإخوان المسلمين الشيخ مراد العضايلة في إطار سعي الأول فيما يبدو للخوض في حملته الانتخابية لرئاسة البرلمان والتباحث في شكل العلاقة مع نواب التيار الإسلامي أملا في رفع منسوب التوافق.
ولم تُعرف بعد الأسباب المباشرة لمثل هذه الزيارة لكن الانطباع مرتبط بقرار نواب الإخوان المسلمين على الأرجح ترشيح رئيس كتلتهم النائب صالح العرموطي لرئاسة البرلمان في إطار التنافس مع الصفدي.
والتقدير حتى الآن أن الصفدي يناور ويحاول الدفع باتجاه انسحاب العرموطي لكن ذلك لن يتم بدون صفقة متكاملة والعرموطي صرّح علنا أنه سيُواصل مواجهته الانتخابية لأسباب سياسية وبصرف النظر عن موازين الربح والخسارة.
ولاحظ المراقبون أن التواصل بين الصفدي والعضايلة يحصل في إطار عنوان سياسي عام تستفيد منه الحركة الإسلامية فيما يفترض النواب بأن كتلة التيار الإسلامي شكّلت فريقا من الأعضاء للتفاوض وأن مسألة انتخابات المجلس ميدانية وتخص الكتلة وليس قيادة الإخوان المسلمين.
وقد سمع الصفدي مباشرة ومن الشيخ العضايلة بعد زيارة المجاملة المثيرة ما يحيل النقاش في الملف البرلماني عموما الى الكتلة نفسها باعتبارها الأقدر على إنجاز أي مفاوضات تخص انتخابات المجلس وبمعنى أن قيادة الحركة الإسلامية ستدعم خيارات وقرارات الكتلة في الملفات والمسائل التي تخص البرلمان ومجلس النواب أو حتى تلك التي يطمح الصفدي بمناقشتها.
يقدر نواب مطلعون على الحيثيات بأن الصفدي جدد عرضًا قديمًا على قيادة الحركة الإسلامية بدعم وجود ممثل لهم في المكتب الدائم لمجلس النواب.
وهي خطوة تكتيكية بكل حال تفاوضية الطابع تؤسس للانطباع برغبة الصفدي بأن لا ينافسه الإسلاميون على الرئاسة مقابل دمجهم في مؤسسة المجلس عبر المكتب الدائم.
تبقى هذه المسألة طبعا عالقة والمعني فيها بصورة مباشرة ليس قيادة الجماعة الاخوانية بل الكتلة نفسها لكن التواصل بحد ذاته مفيد في هذه المرحلة.
وما كشفته مصادر برلمانية هو تأكيد جماعة الإخوان للصفدي وهو ركن مهم في السلطة التشريعية عموما بأن أولويتها التصدي للأطماع الاسرائيلية وحماية الوطن وليس تقاسم أو توزيع المناصب داخل مؤسسة النواب أو خارجها.
وعليه استمع الصفدي لاقتراحات محددة بأن يحصل أي تفاهم أو ترتيب لاحقا بين كل كتل البرلمان في سياق المشهد الوطني وبعد حوار معمق حول المرحلة وتحدياتها وحول أفضل السبل الوطنية لمواجهة المخاطر وحماية الوطن.
ونافذة الحوار هنا قد تكون مفيدة في الحد من اندفاعات التنافس على مناصب الصف الأول في البرلمان بعد حسم تركيبة مجلس الأعيان ثم صعود أول انبعاثات الدخان الأبيض لصالح الصفدي.
المصدر : رأي اليوم