المستقل – صفاء الحطاب
المصيبة الكبرى هي غياب السياق التاريخي للأحداث عن الأذهان تماما، وكأن ما يحدث مشكلة عمرها أيام، تسببت بها حركة «إرهابية» وتبحث عن حل سريع، وتعطي المبرر للعالم الأعمى بإبادة شعب أعزل يعيش على أرضه!.
تناسي الاحتلال والنكبة والمآسي والنزوح والتضحيات الجسيمة لشعب حيّ تحدى كل محاولات التغييب، والادعاء بعدم وجوده هو جريمة بحد ذاتها، والتغاضي عن حق الشعب صاحب الأرض بالمقاومة المشروعة وبيد أبنائه هو جريمة أخرى. قالها إدوارد سعيد: بأي معيار أخلاقي أو سياسي يُتَوَقع منا التخلي عن مطالبتنا بوجودنا القومي وأرضنا وحقوقنا الإنسانية؟ في أي عالم هذا الذي لا يوجد فيه جدال عندما يتم إخبار شعب بأكمله بأنه غائب قانونياً، حتى عندما يتم توجيه الجيوش ضده، وتشن حملات تستهدف حتى اسمه، ويتغير التاريخ لكي «يُثبِت» عدم وجوده. برغم المجازر الحالية والألم الذي يعتصر قلوبنا وآلام أهل غزة وخسارتهم الفادحة، فهم يدفنون فلذات أكبادهم بأيديهم، ويعانون من حصار وتطهير عرقي غير مسبوق في القرن الحالي تحت سمع وبصر العالم، إلا أن للحق قوة لا يفهمها المعتدي، ويقينا عميقا في نفوس أصحابه بأن النصر مع الصبر، وأن في الموت حياة.
“الدستور”