المستقل – كتب : عدنان نصار
أقدر الدور الوطني الثقافي الملتزم لقرار رابطة الكتاب الأردنيين، هذا الحصن الذي نلوذ إليه كلما داهمنا التعب ، ونسكن في دواخله كلما مس ثقافتنا الوطنية حالة من البؤس او التشرد..، ويخبئنا هذا الحصن في قلاعه كلما سعى البعض إلى تقييد ثقافتنا الوطنية /القومية، وحصرها في مسار المصالح الضيقة، أو مسعى ضيق لتغييب حالة التصالح مع الذات ، والتسامح الوطني ، والتصافح مع الرؤى التي تعكس جوهر شخصيتنا الثقافية في عمقها الوطني وبعدها القومي ومؤثراتها الإنسانية النبيلة.
بيان رابطة الكتاب الأردنيين المتعلق بمهرجان جرش للثقافة والفنون، عبر عن وجدانيات الشعب الأردني بكل مكوناته وثقافاته ومعتقداته ، عندما أكد البيان الأول بهذا الخصوص على مقاطعة مهرجان جرش في دورته المقبلة لأسباب تتعلق بالعدوان الهمجي الإسرائيلي على أهلنا في قطاع غزة، وما انتجه هذا العدوان الوغد من إراقة لدماء الأبرياء، ونزوح متعدد الاتجاهات ، وتدمير ممنهج للبنى التحتية ..وغدر صهيوني بكل القيم الأخلاقية والإنسانية ..فقرار رابطة الكتاب بهيئتها الإدارية الجديدة المحترمة، ورئيسها المنتخب الزميل المقدر د. موفق محادين، وبالتوافق مع هيئتها العامة التي عززت هيبة الرابطة ، بحضور تجلى في عمق المشهد الثقافي الأردني والعربي الملتزم بقضايا الأمة.
لم تغب رابطة الكتاب الأردنيين عن المشهد الثقافي، ولا عن الشارع الأردني الشعبي..وظلت حاضرة ممسكة بثوابتها التاريخية، ومسارها الجغرافي الأردني والعربي والإنساني ..،ولم تحيد رابطة الكتاب عن سردها الثقافي الملتزم ، ولم تتخلى عن صولجانها السياسي، ولم تترك غمد القلم، وراحت منذ انتخاب هيئتها الإدارية الجديدة إلى مديات بعيدة لتعزيز حضورها القوي والمؤثر، وهي بذلك تؤكد مرة تلو الأخرى بإلتزامها الأخلاقي الثقافي ، ودور الفكر والقلم والأجناس الأدبية لخدمة القضايا الوطنية والقومية.. فغزة الآن، التي لا يعلو حديث على حديثها، ولا قصيدة على قصائدها ، تبقى (غزة) تحديدا، وفلسطين عموما، قبلة الحدث السياسي ، وشغل المثقفين الملتزمين ، ومحرابهم الثقافي والسياسي.
بيان رابطة الكتاب الأردنيين الأخير، وتأكيدها على الالتزام بما ورد في بيانها الأول، ودعوتها لأن بكون مهرجان جرش المقبل ذات رسالة تحمل مضامين التضامن مع الدم الفلسطيني المراق على عتبات غزة ، على يد آلة العدوان الصهيوني الهمجية المدعومة بالمطلق من أميركا خادمة الصهيونية العالمية.
وعزز التصريح الصادر عن الرابطة أمس كما ورد في البيان :”على التزامها بما ورد في بيانها الأول بخصوص المشاركة في مهرجان جرش, والمرهون بإلغاء الحفل الفني السابق واستبداله بحفل فني وطني ملتزم, إضافة للفعاليات الثقافية, وهو ما قامت به إدارة المهرجان مؤكدةً على أنِّ الجهات الراعية لهذا المهرجان محلية معروفة.”
(غزة) الحاضرة في عمق وجدان الشعب الأردني وضميره، منذ السابع من أكتوبر المجيد إلى اللحظة الراهنة، تشكل بوصلة رئيسية لإتجاهات الضمير الرسمي و الشعبي الأردني بكل مكوناته الثقافية ..ولا يوجد في قاموسنا الثقافي الملتزم، اي متغير او إنحراف عن مسار هذه البوصلة المقدسة التي تعزز قيمنا التضامنية مع ذاتنا، وترتقي بسمو أخلاقنا الوطنية والقومية والإنسانية إلى التحليق دوما فوق تراب فلسطين المحتلة .
ان تضامننا مع (غزة) يعني تضامننا مع ذاتنا، ووجداننا وهويتنا ، وهو موقف سياسي أخلاقي ثابت وصلب لا نحيد عنه ، وهو ما أكدته رابطتنا الموقرة /رابطة الكتاب الأردنيين/عبر منابرها وبياناتها وفعلها الثقافي ، وهو امر يقع في خانة القداسة الوطنية، وشرف الموقف النضالي الملتزم ، الذي لا يقبل الوقوف الا في مقدمة الشرف الثقافي والوطني الملتزم بقضايا أمته ، وفلسطين مركزية قضيتنا ، و(غزة) محرابنا الذي نقيم فيه صلوات النصر على الغزاة الصهاينة الأوغاد .