المستقل – اسماعيل الشريف
اغتيال نصر الله قائد حزب الله هو بداية نهاية العالم – ألكسندر دوغين
يكتب الروسي ألكسندر دوغين مقالًا يحدد فيه أهداف الكيان الصهيوني في عدوانه على لبنان والإبادة الجماعية التي يرتكبها في غزة.
وتأتي أهمية هذه المقالة من كون دوغين أحد أهم الفلاسفة والمفكرين السياسيين في العالم. اشتهر بنظريته حول الأوراسية والجغرافيا السياسية، حيث يروج لفكرة «عالم متعدد الأقطاب»، تلعب فيه روسيا دورًا كبيرًا في مقاومة النفوذ الأمريكي. يُعد دوغين أحد الشخصيات الأيديولوجية الرئيسية وراء السياسة الروسية، ومعارضًا شديدًا لليبرالية الغربية، داعيًا إلى تعزيز القيم القومية والدينية. وله تأثير كبير على الفكر القومي الروسي، حيث يدعو إلى إحياء الاتحاد السوفييتي ويؤكد حتمية المواجهة بين أوروبا وروسيا.
ويُطلق عليه البعض لقب «عقل بوتين» نظرًا لتأثيره الكبير على السياسة الخارجية الروسية واستراتيجيات الكرملين.
يقول ألكسندر دوغين في مقالته إن استهداف زعيم حزب الله، حسن نصر الله، يشكل ضربة قوية لبنية المقاومة في الشرق الأوسط. ويوضح أن هذه المقاومة تشمل قوى مختلفة، مثل الحوثيين في اليمن، والجماعات المسلحة في العراق، والقوات السورية بقيادة بشار الأسد، وحماس في فلسطين، وكلها مدعومة بشكل كبير من إيران. اغتيال نصر الله سيمثل ضربة قاسية لهذه المقاومة التي تعتمد بشكل كبير على الدعم الإيراني.
يربط دوغين بين هذا الحدث ووفاة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في حادث الطائرة الغامض، معتبرًا أن الصهاينة، بدعم من الغرب واستخدامهم للتكنولوجيا المتقدمة، يقومون بتنفيذ ضربات دقيقة وفعالة ضد أعدائهم في المنطقة. كما يشير إلى أن هذه «الدولة المارقة» تعمل من خلال شبكة واسعة من المؤيدين لها حول العالم، الذين قد يصبحون مواطنين صهاينة إذا دعت الحاجة لدعم سياساتها التوسعية.
يربط دوغين أيضًا بين الإبادة الجماعية التي تحدث في غزة والعدوان على لبنان وبين مخططات تأسيس «إسرائيل الكبرى»، التي تشمل في هذه المرحلة فلسطين التاريخية وجنوب لبنان. كما يشير إلى إمكانية تدمير المسجد الأقصى وبناء الهيكل الثالث بعد شعور الصهاينة بنشوة الانتصار، معتبرًا ذلك جزءًا من التمهيد لمجيء «المسيح اليهودي»، أو ما يُعرف في الأديان الأخرى بالمسيح الدجال، بدعم وموافقة من الغرب.
أخيرًا، يناقش دوغين الوضع الصعب الذي يواجهه أهل السنة في المنطقة، واصفًا إياهم بأنهم في حالة من الضياع. فهم لا يستطيعون التحالف مع الكيان الصهيوني لأن ذلك يُعد خيانة، وفي الوقت نفسه، غير قادرين على مواجهته عسكريًا. كما يتطرق إلى الحيرة التي يشعر بها أهل الشيعة في مواجهة الصهاينة، حيث تتعقد خياراتهم بين التمسك بالمقاومة وكلفة هذا الخيار.
ويصل دوغين في النهاية إلى خلاصة مفادها أن البطش الصهيوني يجب أن تواجهه قوة مضادة. ويختتم بالقول إننا سنعرف قريبًا ما إذا كانت هذه القوة موجودة وقادرة على التصدي لهذا التحدي.
أصابني الرعب وأنا أقرأ هذه المقالة، فهي صادرة عن شخص عاقل يكتب عن عالم مجنون. هذا الفيلسوف الكبير والمحلل السياسي الكبيرر يتحدث بلسان الإنسان العادي البسيط، الذي أصبح يدرك مخططات الصهاينة التي لم تعد خافية على أحد.
ومن خلال ثنايا المقالة، يتضح أن الكيان الصهيوني غير معني بالسلام، إذ لديه مشروعه التوسعي ونبوءاته وهيكله. كما يؤكد أن السلام لن يحمي أي دولة من الأطماع الصهيونية التوسعية، وأن المشروع الصهيوني لا يمكن أن توقفه معاهدات السلام، بل وحدها لغة السلاح هي القادرة على إيقافه.
لقد أرفقت رابط المقالة التي تحتاج إلى ترجمة من الروسية.
“الدستور”