31.1 C
Amman
الأربعاء, يونيو 18, 2025
spot_img
الرئيسيةالمانشيتعمر قداح يكتب : ماذا تعني لنا الجندويل ؟

عمر قداح يكتب : ماذا تعني لنا الجندويل ؟

المستقل – كتب : عمر قداح

من يعرف هذا البلد جيداً يُدرك تماما ماذا تعني لابنائه دائرة المخابرات العامة ، فمنذ انطلاقتها في ستينيات القرن الماضي وكيف كانت بيت الخبرة الاردنية والمرجع العام لكل نواحي بناء الدولة وأمنها المجتمعي والقومي منذ وجودها بعمارة العبدلي (الزرقا) وحتى قلعتهم الحصينة في منطقة الجندويل.

فالحكومات مثلا هل تتشكل دون استمزاج رأي بيت الخبرة الاردني هذه الدائرة التي تعتبر عصب الدولة ومرجعيتها؟! وهل التعيينات في الوظائف القيادية تمر دون استمزاج موقفها ؟ وهل الانتخابات البرلمانية ستجري بعيداً عن رؤية ومراقبة المخابرات للمخرجات ؟ وهذا لا يعني التدخل بسير هذه العمليات وانما المرجعية السياسية والتاريخية التي تمتلكها هذه المؤسسة للتقييم فهي من وضعت اول اهدافها الحفاظ على أمن هذه البلاد ورفعتها وضمان تقدمها وتطورها .

في المؤسسات العامة هناك نظير في المخابرات يرصد ماذا يفعل المسؤول وكيف يعمل ضمن الحفاظ على رفعة البلد وتقدمها وضمان مسيرتها وهذا ينطبق على الحكومة، والبرلمان، والإعلام، والمجتمع المدني، والأحزاب، وحتى قطاعات الأعمال والاستثمار . ورغم تماس وتداخل جهاز المخابرات في كافة مناحي الحياة، فإنه لا يُثير الخوف والرعب بالعكس بل يبعث الطمأنينة بصدور كل الاردنيين ومؤسساتهم ويحتفظ بإيجابية الموقف عند المجتمع ككل ، فالأجهزة الأمنية كافة تحظى بمؤشرات ثقة عالية في استطلاعات الرأي لدى الاردنيين فهي تدار بشكل مؤسسي واحترافي عالي جدا، وباستثناءات قليلة لم تُسجل عليها انتهاكات حقوقية مثلما يحدث في أجهزة الاستخبارات الأخرى في دول الإقليم.

في الأردن، المخابرات في زمن الأحكام العرفية وفي سنوات التحول الديمقراطي لم يُقتل على يدها أحد أو يختفي في نظارات التوقيف عندها أحد، فهي جزء من مؤسسات الدولة لا يخشى الناس التعاطي معها، وحتى حين تلتقي ضباطها تختلف معهم، وتجادلهم وتنتقدهم، وتصافحهم وتنصرف إلى عملك أو منزلك آمنا مطمئنا . وهذا الدور لا يقتصر فقط على الداخل الاردني وانما ممتد لخارج حدود الوطن العربي وللعالم فلا يمكن قراءة تاريخ الأردن بانعطافاته الصعبة دون أن تكون دائرة المخابرات حاضرة، ودورها توسع خارج حدود البلاد، واستذكر هنا ما قاله الرئيس الأميركي الأسبق بيل كلينتون حين نوه بأن الأميركيين ما كان يمكن أن يهنئوا باحتفالات الألفية لولا جهود المخابرات الأردنية، هذا يُضيء على دورها الإقليمي والدولي، وهذا تاريخ وثقته هوليوود في أفلام جسّدت شخصية مدير المخابرات الأردني الأسبق الفريق سعد خير “رحمه الله ” ، والكثير من ضباط المخابرات الاردنية فصورة هذه المؤسسه المشرفه ترسخت دوليا وعالميا كقوة لا غنى عنها في مكافحة الارهاب وتفكيك اكثر وأكبر الشبكات الارهابية والاجرامية بالعالم وملاحقتهم .

لعبت دائرة المخابرات أدواراً حاسمة في الحفاظ على تماسك الدولة الأردنية، وحماية العرش في حقبة الخمسينيات والستينيات إبان الاستقطاب الناصري، والبعثي، وتمدد اليسار والقوميين، وحين عصفت رياح “الربيع العربي” كانت هي الحاضرة والحاضنة الاقوى لتفكيك التيارات التي سعت لأن يكون هذا الحراك تخريبيا انقلابيا.

ونهاية الكلام .. هذا الصرح العظيم لن يُحال يوما للتقاعد ولن يرضى الاردنييون بغيره حافظا لأمنهم وحافظا لقضاياهم وسيبقى بيت الخبرة السياسي والاجتماعي لكل اطياف ومكونات الدولة الأردنية وسيبقى دور فرسان الحق هو الدور الابرز الذي سيبقى يقدم رؤيته لصناع السياسة والقرار ولن تفلحوا بمزاحمة هذا الجهاز ابداً او تشويهه او حتى الانقضاض عليه مهما بلغتهم من الحصانة او المكانة السياسية وستبقى عمارة العبدلي ممتدة للجندويل لتنشر أمنها وأمانها وشبابها بكل شبر من محافظات هذا البلد العظيم .

شكراً فرسان الحق لانكم الأردنيون جداً جداً جداً وحماكم الله وكتب اجركم كعيون باتت تحرس في سبيل الله .

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا