المستقل – رصد برنامج عين على القدس، أمس الاثنين، تداعيات عملية تحرير الأسرى الفلسطينيين من السجون الإسرائيلية وفقاً لصفقة تبادل الأسرى بين حماس وسلطات الاحتلال الإسرائيلي، كما سلط الضوء على المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون في السجون الإسرائيلية.
ووثق تقرير البرنامج مشاهد مصورة لالتقاء بعض الأسرى والأسيرات بعائلاتهم لدى عودتهم لمنازلهم في مدينة القدس، مشيراً إلى أن من بين الأسرى المحررين هناك عدد من الأطفال الذين كان الاحتلال الإسرائيلي يحتجزهم، مخالفاً بذلك جميع الأعراف والمواثيق الدولية.
الأسيرة المحررة مرح بكير، قالت إنه بعد أن بدأت الحرب في 7 تشرين الأول، تم عزلها لمدة 47 يوماً في معتقل الجلمة التابع للاحتلال والاعتداء عليها بالضرب ورشها بالغاز، ومن ثم وضعها وحدها في زنزانة صغيرة جداً تحتوي على 4 كاميرات ولا تحتوي على أي شيء يدل على أنها صالحة للعيش لأي إنسان.
وأضافت أن تعامل السجانين سيئ جداً، وكذلك الطعام والمياه، مشيرة إلى استحالة الاستحمام في الزنزانة لأن مكان الاستحمام مراقب بالكاميرات بشكل مباشر، حيث لا احترام لخصوصية المرأة وحقوق المساجين لديهم.
بدورها، قالت الأسيرة المحررة نورهان عواد، إن مشاعرها مختلطة ما بين الفرح بخروجها من السجن والحزن الشديد لما يجري في غزة من قتل للأبرياء، إضافة إلى أن الأسرى المحررين تركوا وراءهم أخوة لهم ما زالوا في السجون.
وأضافت أنه بعد قضائها في السجن لثمانية أعوام، وجدت كل شيء في القدس مختلف عما كان قبل اعتقالها.
وأشار التقرير إلى أنه رغم تحرير بعض الأطفال القاصرين والقاصرات من سجون الاحتلال، إلا أن عائلة أصغر أسيرة فلسطينية، نفوذ حماد، تعيش أوقاتاً صعبة بعد إدراج اسمها على قائمة التبادل، ومن ثم تراجع سلطات الاحتلال الإسرائيلي عن الإفراج عنها دون أي سبب.
والد الأسيرة نفوذ، جاد حماد، قال إنه تم اعتقال ابنته في 8 كانون الأول عام 2021 وتم الحكم عليها بالحبس لمدة 12 عاماً.
وأضاف أن جهاز المخابرات التابع للاحتلال قام بالاتصال به في اليوم الثاني من الهدنة، وطالبوه بالقدوم للتنسيق معهم حول كيفية استلام ابنته. وعند حضوره لم يتم تسليمها له.
من جهته، قال رئيس نادي الأسير الفلسطيني في القدس الشريف، ناصر قوس، إن عملية إطلاق سراح الأسرى واجهت عوائق كثيرة، حيث كان هناك شروط كثيرة من قبل الاحتلال الإسرائيلي على الأسرى، خاصة في مدينة القدس، ومن هذه الشروط منع الاحتفالات واستقبال المهنئين ومنع توزيع الحلوى، كما اشترط الاحتلال عدم رفع الأعلام الفلسطينية. وأضاف أن الاحتلال قام بمحاصرة بيوت أهالي الأسرى المحررين والتضييق عليهم، مشيراً إلى أن الأسرى يتعرضون لهجمة شرسة منذ 7 تشرين الأول، من خلال الحكومة الإسرائيلية المتطرفة الحالية، وبشكل خاص وجود المتطرف إيتمار بن غفير فيها، الذي كان أول ما فعله عند انضمامه للحكومة هو التضييق على الأسرى ومنعهم من الزيارات والاستحمام وغيرها من المضايقات.
وأوضح قوس أن من بين الأسرى الـ 150 المحررين هناك 71 أسيراً وأسيرة من داخل مدينة القدس، ويعود ذلك إلى كثرة المواجهات مع الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس وبشكل يومي، لافتاً إلى أن الاحتلال قام بمخالفة شروط الهدنة التي تنص على إطلاق الأسرى وفقاً للأقدمية، حيث قام بإطلاق سراح عدد من الأسرى الذين قضوا في الأسر شهورا، فيما بقي حتى الآن عدد كبير من الأطفال والنساء من أصحاب الأحكام الطويلة.
وأكد قوس أن سلطات الاحتلال قامت منذ بدء عدوانها على غزة بالتنكيل بجميع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية، وعزلهم عن العالم الخارجي، ومنع الكهرباء والماء والعلاج عنهم، بالرغم من حاجة العديد من الأسرى والأسيرات للعلاج اليومي، ممن يعانون من السرطان والأمراض المزمنة.
وأشار إلى أن شهادات الأسرى المحررين من جميع سجون الاحتلال “مرعبة” وخاصة النساء والأطفال، حيث كانوا يتعرضون كل يوم للانتهاك والضرب المبرح وغيرها من الأمور التي تخالف القانون الدولي وجميع الأعراف الدولية التي وضعت حقوقاً للأسرى والمسجونين.
وأضاف أنه يجب التوقف على ما يعانيه الأسرى الفلسطينيون في سجون الاحتلال، ومتابعة ما يحصل لهم، ووقف كل ممارسات الاحتلال ضد الأسرى.
كما أشار إلى أن عدد الأسرى الفلسطينيين فبل السابع من تشرين الأول كان 5700 أسير وأسيرة، وبعد هذا التاريخ ولغاية هذه اللحظة قام الاحتلال بأسر 3200 أسير جديد، كما أنه مستمر بالاعتقالات بشكل يومي، بشكل يوحي بأن الاحتلال يزيد في هجمته وتصعيده لسياسة الاعتقال في الضفة الغربية ومدينة القدس، ما يبدو جلياً في إنشائه سجونا جديدة.
ونوه فوس إلى أن جميع الأسرى الذين تم الإفراج عنهم بحاجة للعلاج الجسدي والنفسي، بسبب تعرضهم للإصابات داخل سجون الاحتلال ومنهم الأسيرات إسراء جعابيص وفدوى حماد وشروق الدويات ومرح بكير.