المستقل – عندما تمر بقرية ما أو تمشي بين الشوارع في إحدى الأحياء لن تلتفت للأبنية القائمة فيها و لن تفكر بما يجري وراء هذه الجدران الصامتة ، فأنت بالعادة ستذهب مباشرةً إلى هدفك و لن تهتم للساكنين خلف هذه الجدران و معك حق في ذلك فما دخلك أنت بهم ، و لكن كن على حذر .. فقصص الجن و الظواهر الغامضة لا تكون مرتبطة دائماً فقط بالبيوت المهجورة و الأماكن الخالية ، فقد تكون هناك أبنية بريئة المظهر من الخارج لكن ساكنيها لا يكونون فقط من الإنس بل من الجن أيضاً و هذه الأبنية قد تكون قريبة منك .. في مدينتك أو حيك التي تقطن به و من يدري ربما في منزلك و أنت لا تشعر !!جمعت لكم في هذا المقال مجموعة من الأماكن الذي يكثر بها تواجد الكائنات الغامضة فأرجو أن تستمتعوا ..
1- فيلا الفنان عزت أبو عوف – مصر –
صورة فيلا الفنان عزت ابو عوف .. وإلى اليسار صورة صاحب الفيلا الاصلي شيكوريل |
عزت أبو عوف فنان مصري ، لطالما اعتدنا علي رؤية أفلامه و مسلسلاته الجميلة ، و لكن بخلاف هذا الجمال تقبع أسرار خاصة به و بمكان إقامته حيث أن الفيلا الخاصة به مساحتها كبيرة جداً و قد استضاف بها الكثير من الفنانين ، لكن كثرة التجارب المرعبة التي مر بها هؤلاء الفنانين جعلت أي شخص يفكر ألف مرة قبل أن يحل ضيفاً على هذه العائلة الفنية و إحدى الأمثلة عن هذه الحوادث هو ما حصل مع الفنانة يسرا ، حيث دعتها الفنانة مها أبو عوف ” شقيقة عزت ” للمبيت معها في الفيلا وكوصف لتجربتها قالت يسرا :
” كنت مدعوة على العشاء في الفيلا الخاصة بصديقتي مها ، بقيت هناك لوقت متأخر فأصرت علي مها أن أكمل الليلة معها فلم أجد ضرراً في ذلك و وافقت على طلبها ، و ذهبت معها إلى غرفة نومها كي ننام و جلسنا نتكلم لوقت طويل و نتسامر حتى الساعة الثالثة فجراً حيث شعرنا برغبة في النوم فأغلقنا الأنوار وصمتنا … لكن فجأة سمعت صوت خطوات في الخارج ، كان الصوت واضحاً جداً ، أرهفت السمع فتأكدت أن الصوت يقترب من الغرفة ، شعرت بالفزع و انتصب شعر رأسي لأنه لم يكن أحداً في الفيلا سوانا ، فمن الذي يتحرك و يمشي بالخارج غير مبالي بشيء !! مددت يدي إلى سرير مها و أيقظتها و أخبرتها بما أسمعه و فوجئت بها تؤكد لي ببساطة أنه شبح و أنهم اعتادوا على الحياة بجانبه ، فهو غير مؤذي و مسالم و هو يعيش في هذه الفيلا منذ زمن طويل “.
حتى أن الفنان عزت أبو عوف أضاف قائلاً عندما سئل عن الأمر :
” إن الشبح كان يتواجد بحلول الليل ، يظهر بوضوح على هيئة ظل رجل عجوز يحمل مصباحاً ينير طريقه ، طالبنا أبي بأن يبحث لنا عن مسكنٍ آخر ، لكنه بدأ بالبحث عن أصل هذا الشبح عن طريق الشخص الذي باع له الفيلا ، و قال له هذا الشخص أن هذا الشبح هادىء و مسالم جداً و غير مؤذي بتاتاً ، و أخبره أن الفيلا كانت ملكاً لرجل أعمال يدعى “شيكوريل” و التي توجد محلات تحمل أسمه حتى الآن و لكنه للأسف مات في حادثة قتل داخل الفيلا ” ..
و مع الوقت اعتادت أسرة أبو عوف على وجود هذا الشبح و تقريباً أصبح جزءاً منها .
2- الجزيرة الحمراء – الإمارات العربية المتحدة –
بقايا مباني مهجوزة وموحشة في الجزيرة الحمراء |
يبدأ الأمر تقريباً من جزيرة الصيد الملقبة بالجزيرة الحمراء ، و هي متواجدة في دولة الإمارات ، يعود تاريخها إلي العصور القديمة ، فقد كانت عبارة عن قرية جميلة ذات مناظر خلابة لذا جذبت المهاجرين من بلاد فارس و بعض التجار البرتغاليين فاحشي الثراء ، تم إعادة بناء هذه القرية في عام 1831 و كان يبلغ عدد سكانها 4000 نسمة تقريباً ، معظمهم كان يتاجر في اللؤلؤ ، و منذ عام 1968 تخلى السكان عن قريتهم الجميلة و هاجروا تدريجياً إلى أماكن أخرى ، و أصبحت القرية خالية من أي نشاط بشري يذكر .
حملت القرية سمعة سيئة بسبب بعض الأقاويل التي تشير إلى أنها مسكونة بالأشباح ، حيث ثبتت بعض الحالات لأشخاص تمت مطاردتهم من كيانات غريبة عند اقترابهم من القرية ، و أيضاً سماع أصوات تصدر من منازلها المظلمة ، ظلت القرية معزولة تماماً عن البشر حتى وقتنا هذا ، و قد حاول بعض المشككين في القصة إثبات العكس و لكن للأسف عاد معظمهم خائباً بعدما مروا بتجارب غريبة حدثت لهم داخل القرية و أثبتوا مقولة أنها فعلاً مسكونة .
3- شقة محرم بك – مصر –
ظلت الشقة مغلقة ولم يسكنها احد |
ترددت الأقاويل عن هذه الشقة حيث قيل أن هناك رجلاً يمتلك محلاً صغيراً لبيع بعض المواد الغذائية ، أكد بعض الزبائن الذين كانوا يترددون عليه أن هذا الرجل كان دائماً يطالع كتباً غريبة تحوي نقوشاً غير مفهومة ، و الغريب أن ابنه أكد أن أباه كان يعرف مكان كل شيء يخبئه عنه ، فمثلاً ذات يوم قام الابن بتخبئة علبة السجائر في مكان أمين و لكن أباه عرف هذا المكان حتى دون أن يكلف نفسه عناء البحث .
و في إحدى المرات طلب هذا الرجل من زوجته أن تذهب هي و الأولاد للمبيت عند أهلها متحججاً ببعض الأعمال التي عليه القيام بها في المنزل ، و فعلاً ذهبت الزوجة مصطحبةً الأولاد و عندما عادت في اليوم التالي وجدت باب شقتهم مغلقاً ، و لم يستجب زوجها لطرقاتها عليه ، فاستعانت بالجيران لكسره ، و بعد أن دخلت وجدت الشقة مدمرة بالكامل و تغطيها المياه ، و وجدت زوجها جثةً هامدة و كانت الدماء تسيل منه ، و تشير الدلائل أن الشقة كانت مغلقة بالكامل من الداخل بأبوابها و النوافذ التي فيها و لم يتم العثور على دليل واحد يثبت دخول أحد ، كما ذكرت التقارير أن زوجها تعرض لضرب مبرح من قبل ما لا يقل عن 10 أشخاص ، فلم يتم العثور على عظمة واحدة به سليمة ..
ظلت الشقة مغلقة حتى يومنا هذا و لا يسكنها أحد .
4- تراسموث – إسبانيا –
بلدة السحرة المهجورة |
تراسموث هي قرية صغيرة معزولة في مقاطعة سرقسطة في إسبانيا ، يتواجد في هذه القرية أكبر السحرة و المشعوذين في بلاد الأندلس بأكملها ، هجرها سكانها بعد أن انتشرت فيها الخرافات المرعبة و بعض الأجواء الكئيبة التي سببها المشعوذون .
زعم البعض أن القرية مليئة بالجن المسلطين بواسطة السحر الأسود و هم من يقطنون منازلها ، عدد السكان في هذه القرية هم 62 شخصاً ، و بالطبع فإن أغلبهم من السحرة و المشعوذين ، المنازل في هذه القرية يغلبها جو كئيب و عدم الشعور بالإرتياح ، تبدو للناظر من بعيد مظلمة جداً ، و قد انتشرت الأحاديث و الأقاويل أن القرية ملعونة بالإضافة أيضاً إلي القلعة الخاصة بالقرية و التي كانت موطناً لعبدة الشياطين و السحر الأسود .
5- بانجار – الهند –
كانت يوما ما من اشد الحصون واكثرها منعة .. اليوم غدت مجرد خرائب ينعق فيها البوم |
بغض النظر عن منظر هذه القرية الخلاب إلا أنها تصنف كواحدة من أخطر الأماكن في العالم ، تم تأسيسها في عام 1573 على يد الإمبراطورية المغولية ، و كانت بلدة قوية جداً حينها ، و لكن كما يقول المثل دوام الحال من المحال ، فقد بدأت الإمبراطورية المغولية بالضعف و اكتسحت البلدة مجاعة كبيرة جداً ترتب عليها هجرة سكان هذه القرية و تركها خاليةً تماماً من السكان .
يعتقد البعض أنها مسكونة بسبب سماعهم أصواتاً تصدر منها ، يعتبر التجول في هذه القرية نهاراً أمراً محبباً لدى البعض ، و لكن على المتجول أن يحزم أمتعته و يغادر قبل حلول الليل ، و يعد معبدها “معبد بانجار” من أخطر الأماكن فيها ، حيث يوجد اعتقاد سائد أن من يدخل ذلك المعبد يظل حبيساً فيه للأبد و لا يخرج بعدها .. و اشتهر هذا المعبد بظواهر و تحركات غريبة بداخله تحدث أثناء الليل ، لهذا قامت السلطات الهندية بوضع لافتة تحذيرية على كل مشارف القرية تحذر من الدخول إليها بعد غروب الشمس ، و الداخل بعد الغروب مفقود و لا يخرج مجددا من هذه القرية الملعونة .
6- سجن أوتاوا – كندا –
السجن شهد الكثير من الاعمال وحشية والفظيعة |
هذا السجن يحمل سمعة سيئة للغاية بسبب ما كان يجري بداخله من عمليات تعذيب فظيعة بحق المساجين ، و كان يتم دفن جثة من يسقط صريعاً جراء التعذيب بداخله ، المكان بشع للغاية و جدرانه تشهد على صراخ المعذبين و موت الكثير منهم ..
تم فيما بعد تحويل هذا السجن إلى فندق سياحي كبير في كندا و بعد أن أصبح المكان يعج بالنزلاء من السائحين بمختلف الجنسيات بدأت المشاكل بالظهور ، حيث جزم البعض منهم أن الفندق مسكون و تجوبه الأشباح في كل مكان ، و كان أشهر هذه الأشباح شبح باتريك جيمس ويلان و الذي تم إعدامه في سنة 1869 أمام أكثر من حوالي خمسة آلاف متفرج بتهمة اغتيال أحد السياسيين المشهورين ، حيث يقول البعض أنه يخرج من تحت السرير و هو ممسك بالكتاب المقدس ، بالإضافة إلى بعض الأشباح الأخرى التي تزعج الضيوف أثناء نومهم .
7- قصر وينشتر سان خوسيه – كاليفورنيا الولايات المتحدة الأمريكية –
منزل السيدة سارة ونشيستر |
كان هذا القصر الملعون ملكا لسيدة تدعي سارة وينشستر و بدأت اللعنة فيه تحديداً بعد وفاة ابنتها و زوجها حيث سيطر عليها هاجس أن الموت يطارد عائلتها و لن يتركها هي الأخرى حتى يلحق بها ، طبعاً الأمر يجعلنا نشك أن سارة تعاني خطباً ما في عقلها فالموت حقيقة محتومة و لن يهرب منه أحد ..
ذهبت سارة إلي إحدى العرافات و أخبرتها أنها مطاردة من قبل الأرواح الشريرة و أن زوجها المتوفى يخبرها أن تهاجر و تشتري منزلاً جديداً و أن عليها أن تستمر في بنائه و توسيعه ليستوعب جميع الأرواح التي تلحق بها لتأمن شرهم ، و بالفعل اشترت سارة منزلاً خشبياً و بدأت بتنفيذ كلام تلك العرافة و بعد مضي 38 عاماً اتسع منزلها بشكل كبير وارتفع ليحوي سبعة أدوار و هذا عدد كبير بالنسبة لمنزل خشبي ، أما من الداخل فقد تشكلت داخله متاهة يضل فيها أي شخص طريقه بسهولة ، و أيضاً عمدت هذه الأرملة على صنع الفخاخ و العراقيل الأخرى داخل المنزل ..
و لم تستطع كل هذه الصعوبات والمتاهات التي في منزلها منع الموت من الوصول إليها ، فقد ماتت في الـ 83 من عمرها قضتها بالخوف من أمر محتوم و لا جدال فيه ..
تحول منزلها الآن إلى مزار سياحي يأتي إليه محبي الرعب والألغاز .
8- عمارة رشدي – مصر –
عمارة رشدي في الاسكندرية |
تمتلك هذه البناية الضخمة سمعة سيئة جداً عند بعض الأهالي ، حيث انتشرت بعض الأساطير التي تقول أن العمارة مسكونة ، و انتشرت قصص غريبة تجمع ما بين الرعب و الثرثرة الرخيصة ..
البعض يقول أن العمارة مبنية على مقبرة فيخرج الأموات من سباتهم ليلاً للانتقام ، و البعض الآخر يقول أن هناك عامل لقي مصرعه و امتزجت دماءه مع الإسمنت الذي بنيت به العمارة ، و هناك آراء أخرى تقول أن هناك مقاولَين اشتركا في بناء العمارة فقام أحدهما بالنصب على الآخر فانتقم منه الأخير بعمل تعاويذ و طلاسم سحرية لجعل النحس يطارد العمارة ، وتم دفن هذه التعاويذ في أساسات العمارة لتصعيب مهمة الوصول إليها .
و لكن القصة الأكثر تصديقاً من بين كل هذه القصص المتنوعة هي أن العمارة شيدت في عام 1961 ، و كان صاحبها رجل يوناني و برفقته أسرته ، و لم تمر أيام قلائل على سكنه للعمارة حتى مات هو و أولاده في رحلة صيد عندما غرق مركبهم ، فباعت الزوجة العمارة و سافرت و عادت لليونان بعد موت زوجها ..
و بدأ النحس في مطاردة المستأجرين الجدد لهذه العمارة .. المرأة التي استأجرت الدور الثالث تم العثور عليها مقتولة و لم يتم معرفة القاتل أبداً و هناك أيضاً شركة تجارية استأجرت الدور الرابع و بعدها بفترة أفلست و مات صاحبها منتحراً ، و أيضاً هناك عريس جديد سكن الشقة هو و عروسته فقضيا ليلة مرعبة فيها ، حيث أكدا أن الصنابير كانت تقطر دماءً و أن هناك امرأةً مقطوعة الرأس كانت تجلس في الصالة و رأسها المقطوع ملقى الأرض و يضحك بشكل مرعب .
كل هذه القصص لم تأتِ بالصدفة فربما هنالك شر قابع في هذه البناية و ليست مجرد قصص مرعبة تروى للتسلية فقط .
9- البناية المغمورة – مصر –
اصبحوا ليلا يسعمون صرخات مرعب |
هذه البناية تختلف عن أي مكان آخر تم ذكره في هذا المقال ، فهي غير مسجلة و غير معروفة عالمياً و تقتصر معرفتها علي أنا و على أهلها القاطنين فيها ، أنا أعرفها شخصياً و أشاهدها يومياً ، بدأت القصة عندما سقط أحد عمال البناء من فوق إحدى السقالات أثناء ترميم البناية و تناثرت دماءه على الأرض ، و آخر ما تركه وراءه هو صرخته المدوية التي هزت أرجاء المنطقة ..
بعدها بفترة أكد بعض السكان أنهم أصبحوا ليلاً يسمعون صراخ شخص يسقط و صوت اصطدام جسد بالأرض ، الصرخات كانت مرعبة للغاية و أيضاً قال البعض أنه عندما يمر بجوار هذه البناية يشعر بشعور غير مريح و كأن أحداً يترصده ، و الأغرب من ذلك أن البعض قالوا بأنهم يشاهدون ظلا لرجل يتسلق البناية ليلاً و يلقي بنفسه من فوقها و يصرخ ثم يعاود الكرة مجدداً .
ختاماً :
عزيزي القارئ أتمنى أن تكون استمتعت بجو مرعب يخرجك قليلاً من واقعك الأليم ، بصراحة أنا أصلاً أعاني من الشك .. ربما منزلي أنا أيضاً به شبح مشاكس لا يريد أن يتركه و ربما هو يراقبني الآن ، لا أريد أن أزعجه أكثر من ذلك سأنهي المقال هنا إلى لقاء قادم .