31.1 C
Amman
الأحد, يونيو 22, 2025
spot_img
الرئيسيةالمانشيتفي مشهدية الحالة الوطنية وما المطلوب ؟

في مشهدية الحالة الوطنية وما المطلوب ؟

المستقل – كتب : عبدالله ظهيرات

كنت قد سألت أحد برامج الذكاء الاصطناعي عن الهوية الوطنية بشكل عام فكان من ضمن ما أجابني:(من ناحية أخرى، الهوية الوطنية قد تكون مصدر قوة ووحدة في أوقات الأزمات، مثل الحروب أو الكوارث الطبيعية، حيث يتكاتف الناس تحت مظلة مشتركة. لكنها قد تتحول أحيانًا إلى نقطة خلاف إذا أُسيء استخدامها للتمييز أو استبعاد الآخرين).

وكنت قد سألته في موضع آخر عن الهوية الوطنية الأردنية بشكل خاص فأجابني:(الهوية الأردنية تتمحور حول الاستقرار، الاعتدال، والانفتاح النسبي مقارنة بجيرانها. الأردنيون غالبًا يفخرون بكونهم “بلد السلام” وسط منطقة مضطربة، وبدورهم في القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية التي ترتبط بهم تاريخيًا وسياسيًا).

في ظل هذا السياق المحموم من حالة الجدل الساخن والاصطفافات والاحتقان إلى حد الغليان التي تغص بها منصات التواصل الاجتماعي ،الواجب علينا كأردنيين أن نتقي الله في وطننا وفي أنفسنا وألا نحمّل وطننا فوق طاقته لا سيما في هذه الظروف الصعبة ،علينا أن نفكر بهدوء وعقلانية وأن نتحاور بصبر ومنطق حوارا مثريا مثمرا من شأنه أن يخدم وطننا بشكل حقيقي وفاعل.

دعونا نبتعد عن حالات الاتهام والتراشق وفوضى الغوغائية والجدل العقيم وغيرها من أمور لا تسمن ولا تغني من جوع بل على العكس تعيق مسيرتنا وتعطل حركتنا وتستنزف قدراتنا وتستهلك طاقاتنا في الوقت الذي نحن بأمس الحاجة إليها.

هذه الأجواء المشحونة وهذه الحالة السلبية المقيتة لا تبني أوطانا ولا ترد عدوانا بل على العكس تهدم وتدمر لا قدّر الله.

لعل الذكاء الاصطناعي بإجاباته المختصرة هذه لامس أشياء بداخلنا عن ضرورة أن ننصف وطننا ونقف معه ونختلف فيه لا عليه ،وأنّ تمسكنا والتفافنا حول ثوابتنا الوطنية ليس انسلاخا من انتمائنا العربي والإسلامي_معاذ الله_ بل هو تأكيد له وعليه ،وكيف يكون ذلك ومازال الأردن جزءا أصيلا من عالمه العربي والإسلامي والشعب الأردني شعب أصيل من أمته العربية والإسلامية ،وقيادته العربية الهاشمية لا يخفى على أحد نسبها إلى الرسول صلى الله عليه وسلم ،وأن هذا التمسك والالتفاف حول ثوابتنا ورموزنا ليس ترفا بل حاجة وضرورة .

إن حالة التقاذف والتراشق بالسُباب والشتائم والدخول في لامتناهية الرد والرد على الرد ومنطق المُكَاسرة لا تبني أوطانا كما أسلفت ،بل تورث وهناً وضعفاً وتنشر حقدا وكرها وتبث حالة من اللاطمأنينة وعدم الثقة .نحن اليوم بأمس الحاجة إلى حوارات فكرية هادئة ورزينة وندوات علمية ولقاءات نافعة وجلسات مثرية ، تقرب وجهات النظر وتزيل الخلاف ،تزيدنا لا تنقصنا ،تقوينا لا تضعفنا ،تنتج وتثمر.

نحن بحاجة اليوم إلى أن نترفع عن رغائبنا وانفعالاتنا وأهوائنا الشخصية ،وأن لا يدعي أحد منا أنه هو فقط من يمتلك الحقيقة.

فلنجلس بنيّات صادقة ولنتحدث بصراحةومكاشفة عن آرائنا ورؤانا وعن هواجسنا وقلقنا ومشكلاتنا ،لنصل بذلك إلى حلول لكل ما يواجهنا ونعايشه من مشكلات.

أبدا لم تُحل ولن تُحل مشكلة واحدة بالصراخ والسُباب والتمترس ،بل على العكس ستزداد صعوبة وتعقيدا.
إذا كانت همومنا ونيّاتنا تجاه وطننا صادقة فلنسأل أنفسنا ولنتسائل هل هذه حالة مثلى للتعاطي مع هموم الوطن وقضاياه ومشكلاته؟ هل سنصل إلى نتيجة بهذه الطريقة؟ كيف يستفيد الأردن من هذه الحالة والأخطار تحيق به؟ وغيرها الكثير من الأسئلة والتساؤلات التي لاتخفى إجابتها على ذي لبّ.

وهنا يقع دور على أهل الحكمة والرأي من المختبِرِين والمجربِين وعلى أرباب الفكر والعلم والمعرفة في أن يكون لهم دور فاعل في هذه القضايا ببثّ الوعي وتقديم النصيحة وتوضيح الأفكار والإفادة من تجاربهم وخبراتهم.

لتتوحد الزنود والجهود في بناء الأردن وازدهاره فهو يستحق منّا الكثير.

وللحديث بقيّة إن شاء الله

مقالات ذات صلة

ترك الرد

من فضلك ادخل تعليقك
من فضلك ادخل اسمك هنا

- Advertisment -

اقرأ ايضا