المستقل – كتب : بلال حسن التل
قابلت في حياتي قادة وزعماء ورجالاً كباراً، تعلمت منهم، ولا يجوز لي الحديث عن أحد منهم قبل الحديث عن ملوك بني هاشم الذين تشرفت بلقائهم والتعلم منهم.
لقد تشرفت بلقاء جلالة المغفور له الحسين بن طلال طيب الله ثراه لقاءات خاصة عديدة، أثناء متابعة جلالته لمعركة قانون المطبوعات والنشر لعام 1998، فقد كنت مديرا عاما للمطبوعات والنشر، متابعا لكل تفصيلة في مشروع القانون، الذي تعرض لهجمة شرسة، قبل أن ينشر منه حرف واحد، لكنها الأحكام المسبقة والإشاعات التي لا تعتمد على معلومة. وهي أحكام كانت تسيء للأردن مما كان يزعج جلالته.
بالإضافة إلى تشرفي بلقاء جلالته بخصوص مشروع قانون المطبوعات والنشر، كنت قد تشرفت بلقاء جلالته في الجلسات الضيقة التي كان يعقدها المغفور له مع الكتاب ورؤساء التحرير، ليضعهم بآخر التطورات، وكانت هذه اللقاءات كنزا من المعلومات بالنسبة لنا.
وفي كل المرات التي تشرفت فيها بالاستماع إلى جلالته، كان، رحمه الله، قمة في التواضع، وبأدب التوجيه، واللين المجبول بالحزم إذا اقتضى الأمر، مثلما كان شديد المعرفة بما يجري في بلدنا. وشديد المتابعة له. وفي هذا الإطار جاءت متابعته، رحمه الله، لمشروع قانون المطبوعات والنشر في حينه.
كما تشرفت بأكثر من لقاء مع صاحب الجلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، أطال الله في عمره، كان من بينها لقاء مطول شرف به جلالته جماعة عمان لحوارات المستقبل، التي أسستها، وقد حظينا بمباركة جلالته للجماعة وتوجيهاته السامية لها. وعندما ترأس جلالته اجتماعا لعدد محدود من رجالات اربد في منزل الدكتور عبدالرزاق طبيشات، لبحث احتياجاتها وخطط تنميتها، تشرفت بأن اكون واحدا من الذين شاركوا في هذا الاجتماع.
لقد كرّمني جلالته أكثر من مرة؛ فقد أنعم عليّ بوسام الملك عبدالله الثاني ابن الحسين للتميز من الدرجة الأولى عام2022، وتشرفت بتعليق جلالته بيديه الكريمتين لهذا الوسام على صدري، كما أنعم عليّ جلالته بميدالية مئوية الدولة الأولى عام(2021)، وتسلمت من يديه الكريمتين درع نقابة الصحفيين، بمناسبة إكمالي العام الخامس والعشرين في عضوية نقابة الصحفيين الأردنيين، كما تسلمت من يديه الكريمتين الوسام الذي أنعم به جلالته على والدي رحمه الله عام 2002 عندما كانت عمان عاصمة للثقافة العربية.
من اللقاءات مع جلالته تكتشف أنك أمام قائد يفضل العمل والإنجاز على الكلام، ويحب الصراحة على النفاق الذي يمقته جلالته مقتا شديدا، بالإضافة إلى صفة التواضع التي يتصف بها جلالته.
وبمناسبة الاستعدادات لعمان عاصمة للثقافة العربية كان أول لقاءاتي مع جلالة الملكة رانيا العبدالله، التي تشع حيوية وحماساً وتتقد ذكاء ونشاطاً، والتي تشكل سندا حقيقيا لجلالة الملك، خاصة في المحافل الدولية حيث تقدم جلالتها بحضورها وثقافتها وحجتها، نموذجا يحتذى لما يجب أن تكون عليه المرأة العربية. فجلالتها بحضورها الدولي ترسم صورة حضارية جديدة للمرأة العربية خاصة في الغرب. ويزيد من اهمية تميز جلالتها على الساحة الدولية، أنه يأتي في زمن، تتعرض فيه أمتنا لحرب تشويه حضاري، تزيد من أهمية الثغرة التي تسدها جلالتها، بأداء وحضور متميزين.. وللحديث بقية.